Image

امرأة من تهامة.. 40 عاماً في صناعة "الكَدِر"

نعمة محمد، يمنية نازحة من مدينة الحديدة إلى الخوخة، ورغم عمرها الثمانيني إلا أنها تعد مثالاً ناجحاً للكفاح والعمل في الظروف الصعبة.
 
تعلمت نعمة محمد مهنة إعداد خبز "الكدر" من والدتها حين كانت في عمر الثالثة عشر، واستمرت حتى يومنا الحالي، حيث أصبح أمراً روتينياً في حياتها اليومية وضرورة لا تستغني عنها.
 
ورغم مردوده المادي البسيط الذي لا يفي باحتياجاتها، لكنها كانت قد استعانت به كمصدر رزق وحيد ليعيلها وأبنائها بعد وفاة زوجها في مدينة الحديدة قبل أربعين عاماً.
 
حين قابل نيوزيمن الخالة نعمة عرفنا منها سر إصرارها على إعداد الكدر وقد بلغ الوهن منها وأصبحت لا تسمع إلا قليلاً، أخبرتنا أن مهنتها أصبحت بالنسبة لها عادة يومية لا غنى عنها.
 
وأشار ولدها البكر لنيوزيمن أنه وإخوانه حاولوا منعها من العمل بعد أن كبر عمرها، ولكنهم فشلوا في ذلك.
 
تحافظ على الطقوس نفسها بنظام ومثابرة، تعد العجين من الليل، وتصحو باكراً لتجمع الحطب وتشعل تنور الطين (الموفا) كما هو معروف في تهامة، وتبدأ بخبز الكدر ثم تذهب به إلى السوق لبيعه.
 
بعد أن احتلت المليشيات الحوثية منزلهم في حي الربصة بمدينة الحديدة عانوا ويلات النزوح إلى أحد المخيمات في مدينة الخوخة، وبعد أن استقرت كان أول ما فعلته هو شراء تنور الخبز والبدء بمزاولة ما اعتادت عليه، وفي غالب الأحيان لا تبيع شيئاً من خبزها فتقوم بتوزيعه على جيرانها بالمخيم.