الجرائم التي تحدث بتواطؤ السلطة المحلية في تعز

08:12 2019/10/07

 
 
ظهر يوم السبت وأنا في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز قام أحد المسلحين بإطلاق النار تجاه شخص آخر دون سابق إنذار، ومن ستر الله أنه تمكن من الهرب.. دون أن يعلم أحد عن أسباب هذا التصرف.
 
ووسط هذه الدهشة والاستنكار، كان المسلح المعتدي، يسير متفاخراً بنفسه، فاتحاً أمان سلاحه الآلي وغير عابئ بأحد، ربما لأنه يدرك أنه أمام قيادة عسكرية وأمنية (رخوات) ومتؤاطين مع كل القتلة والمجرمين، بل يوفرون الحماية لهم ويعادون كل من ينتقد تصرفاتهم أو يهاجم جرائمهم بتهمة الخيانة والمناكفة والعمالة وكأن أرواح الناس مناديل ورقية يمسح بها هؤلاء عفن فسادهم وانحطاطهم.
 
فقط قلت سأقول لكم حدثاً عارضاً بسيطاً رأيته بعيني وأنا أتذكر حماة الدين والدنيا والدولة وهم يكيلون التخوين والشتائم لكل من ينتقد جرائم السلب والنهب والاغتصاب والقتل.
 
ولست الشاهد الوحيد على هذه الظواهر الإجرامية فيمكنكم الاستماع العشرات القصص والجرائم التي يرصدها ويعايشها أبناء تعز ومثقفوها وصحفيوها وناشطوها، ولن تكون الجريمة التي نشر عنها المحامي عمر الحميري عن أحد الضباط المحسوبين عن الأمن الأخيرة.
 
قد يقول البعض: أنتم تكيلون التهم للإصلاح، فما دخل حزب الإصلاح.. ولن أجيب عليهم بل سأقول اسألوا الشارع الذي يعي ويدرك ما علاقتهم، هذا الشارع المستقل الذي لا ينتمي لأحزاب ولا فصائل ولا يستلم مرتبات بآلاف الدولارات شهرياً.
 
جرائم اغتصابات للأطفال عايشناها جميعاً، وعايشنا العدالة الحولاء العرجاء التي تسجن الضحية وتبرئ المجرم مما يحدث في هذه المدينة.
 
أم أحد الضحايا تكلمت بالصوت والصورة عن حادثة اغتصاب لابنها فقالوا وبكل وقاحة وبرود: هذا كذب.
 
إذاً.. فهل تتذكرون جريمة الاعتداء على رياض الزهراوي الطفل الذي دافع على نفسه وقتل المجرم الذي حاول اغتصابه..؟
 
رياض ووالده تم احتجازهما في البحث الجنائي لمدة أسبوع!!! بتقولوا ليش احتجزوهما؟! بقلكم لأن الأمن، حامي حمى المدينة، عجز عن حماية منزلهما، رغم الضجة التي ثارت حول القضية فتحولت إلى قضية رأي عام.. وعجزت ألوية الجيش والأمن المدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة عن حماية طفل تعرض للاعتداء وعائلته من بطش الشلة التي ينتمي إليها المجرم الذي حاول اغتصاب رياض ففوجئ بطفل شجاع دافع عن نفسه وقتل المجرم ببندقيته.
 
غادر رياض وأسرته تعز إلى عدن بعد أن يئسوا من استعادة حقهم وإنفاذ العدالة، حتى أن صيدلية والد رياض الزهراوي نهبت من هذه الشلة الإجرامية، ورغم كل ذلك استمرت التهديدات بقتلهما.
 
والد أحد الضحايا ضرب من قام باغتصاب ابنه وقام المجرمون باستخراج تقرير للمجرم أنه تعرض للضرب وقاموا بتبرئة الجاني من جريمة الاغتصاب وقرروا حبس والد الضحية لأنه ضرب مغتصب ابنه.
 
هذه القضايا الموثقة والمعلن عنها، فماذا عن الذين لم يتكلموا خوفاً من المجرمين ويدركون أن كلامهم سيعرض حياتهم للخطر في ظل سلطة تقف بجوار المجرمين والقتلة وتساندهم بل وتوفر لهم الغطاء السياسي، وكتائب الذباب الإلكتروني في مهمة التدليس والكذب وتحويل المظلوم إلى مجرم والمجرم إلى ضحية.
 
وهناك جرائم قتل ونهب وبلطجة على خلق الله.. كان آخرها يوم الخميس الماضي في التربة قتلوا شخصين من حراسة المحافظ الشخصية ونهبوا سيارتهما، وماذا كان مبررهم لارتكاب هذه الأعمال؟! قلك ظنوا أنهم من أصحاب طارق صالح.. يعني بتقتلوا أي شخص لمجرد ظنكم لأنه ضمن قوات طارق أو الحوثة؟!
 
الخلاصة.. قدكم حبايب مع الحوثة فلا تزايدوا.. وشماعة طارق صالح التي تستخدمونها لتصفية رفاق السلاح ممن قاوموا الحوثي والقوى التي وقفت ضد الانقلاب حينما كنتم تختبئون في الجحور لن تصنع لكم النصر بل ستجلب عليكم النهاية الوخيمة والمؤلمة.
 
وقد بانت الحقيقة وراء إشاعاتكم وتشهيركم وادعاءاتكم الكاذبة فأنتم لا تستهدفون طارق الذي يقبع في الساحل الغربي، بل تسعون لتفجير الوضع في التربة لاستكمال القضاء على رفاق السلاح وأبطال الجيش الوطني المهني، وتصفية كل من لا يدين بالولاء لكم.
 
وختاماً.. نذكركم بما حدث مطلع الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الأحد الفائت حين قام عزام ابن "سالم" القائد العسكري للإخوان بتعز بالتهجم على القاضي بكيل القباطي وأخذ السلاح الآلي والمسدس من مرافق القاضي بكيل الذي هدده عزام بتصفيته هو وأسرته على خلفية إصداره قراراً بإعادة أرضية بسط عليها نجل سالم المدعو عزام بالقوة، ورفض إعادتها لصاحبها "علي درهم العبسي" وحدث هذا كله أمام سوق القبة لبيع القات، وأمام الله والناس ومقر السلطة المحلية وقرب إدارة الأمن ومقر الشرطة العسكرية ومقر قيادة محور تعز ومنزل قائد المحور دون أن يجرؤ هؤلاء بألويتهم وعمدائهم وعقدائهم وضباطهم وكتائبهم وعساكرهم ومحافظهم ووكلائهم حتى على تحريك شفاههم بكلمة ضد المستشار وطفله الكبير.
 
ولو أصر بعض ذبابهم على تكذيبنا، سنقول لهم وليش أعلن نادي تعز الإضراب ورفع مذكرة للنائب العام بسبب رفض رئيس نيابة الاستئناف فتح تحقيق بالقضية.
 
فهل رأيتم كم القضايا التي يتم تحويل المجرم فيها إلى بطل والضحية لمجرم.
 
من لا ينتصر للضحايا لن ينتصر للوطن وقريباً سيتحول هذا الظلم إلى مشنقة في أعناق كل من يحمي القتلة ويمنع الانتصار للمستعضفين والمظلومين.
 
وما شن الحرب على المدينة القديمة بحجة بسط الأمن وضبط القتلة والمطلوبين أمنياً والتي ثبت كذبها، وكذا ما حدث في البيرين ما هو إلا مقدمة للسيناريو الذي يحاولون تكراره في التربة.
 
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل حزب الإصلاح يعبث بتعز باسم الشرعية؟