القسمة على ثلاثة: مأزق "القوى المترددة"!

01:25 2019/10/05

 
 
الإطار العام للأحداث -يمنيا- يكاد لا يخرج عن الرواية التي تستشرف الأمور ذاهبة إلى فرض خيار ثلاثي القوى. وسوف تعاني قوًى فشلت -وتستمر على ذلك- في التبلور سياسيا عبر مشروع واضح المعالم بخطاب واضح.
 
الجديد الوحيد، ذو حضور بات من الصعب تجاوزه، يتمثل في الحالة السياسية التي تمخضت جنوبا عن عمل القوة / القوى العسكرية للمقاومة على مدى أكثر من أربعة أعوام. 
 
الانتقالي الجنوبي لاعب سياسي ورئيس حول طاولة المفاوضات. هذا مصدر إزعاج وانزعاج للهيمنة الإصلاحية على الشرعية.
 
انضاف، بقوة، المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى معادلة كانت تحرت قسمة ثنائية سالفة؛ بين الإصلاحيين (الإخوان) والحوثيين، في الغاية المرئية سلفاً. 
 
البقية مجرد توابع وملحقات قبلت على نفسها أن تعلب هذا الدور منذ عشر سنوات على الأقل. كمالة عدد ووقود شرعنة لقوتين استثمرتا بكثرة المكونات الحزبية والسياسية لصالحهما. وهي كما يبدو مكتفية بالهامش وفتات الفضلات من مائدتي شرعية وانقلاب.
 
وليس سراً أن قوى (كميّة)، هي من موجودات مرحلة الحرب وتقلباتها؛ تتواجد فعليا على الأرض. ولكن دون أي تواجد على جبهة السياسة. أكثر من يفترض بهم/ بها توخي المصير واستشعار الخطأ والخطر معاً.
 
القوى المترددة في التميز أو التمايز، ككيان قائم وكائن سياسي واضح المعالم. أهدرت وتهدر المستقبل، وليس فقط متاحات كبيرة توافرت عليها في اللحظة. اللحظة المهدورة!
 
أعني، بوضوح، تلك القوى التي أتيحت لها الفرصة للانضياف، بقوة، ولكنها بقيت تتعاطى السياسة بزهد وحذر شديدين وقاصرين (بلا حدود) استراتيجياً. 
 
الصفة العسكرية تفقد قيمتها الفعلية في جبهات ودهاليز السياسة. ما لم يتم تحويلها، بالمعادلة والصرف -إذا صح التعبير- إلى قيمة نوعية معادلة للقيمة الكمية. 
 
السياسة تخاض حروبها بعقليات وبقيادات وباستراتيجيات وأسلحة مختلفة كليا عن الحرب وجبهات القتال التي كانت وبقيت عرضة للتقليم والتقزيم والتهشيم تبعا لحسابات وصفقات وسخة.
 
الافتقار إلى المشروع قد يعني ويساوي الافتقار إلى ما هو أخطر وأكثر من ذلك. هذا مما يطال المشروعية ويتهددها بصورة فعلية ويومية (بأمل أن من يعنيهم الأمر يفهمون ما يقال!).
 
من دون رافعة سياسية لا مكان للقوى الكمية حول طاولة المقتسمين قي غرفة مغلقة. المشروعية مشروع واضح وخطاب أوضح. هذا ليس في موجودات قوى موجودة لكنها غير متواجدة في المحصلة!
 
بالطبع، هذه ليست قراءة حتمية ونهائية. لكن هذا،على الأقل، ما يتضح من خلال الاستقراء الصاعد أو التحليل النازل. وهي تحوز وجاهة ومصداقية، بعرضها على المسارات وأين تؤدي.
 
،،،
 
في كل الأحوال ثمة خيار آخر يتجاهله الجميع ويغيبونه كما لو كان خرافة، هو خيار (حقيقي، ويصعب التنبوء بأي شيء بشأنه) يمكنه أن يقلب الطاولة على جميع أولئك الذين يهندسون مصيرا لليمنيين من فوق أو من خارج حسابات ومصالح وإرادة اليمنيين وحقهم في امتلاك مصيرهم ومستقبلهم. الخيار الشعبي وسلاح الناس.