توحـيد قـوات الساحـل.. إنجـاز الكبـار للوطـن
تثبت القوات المرابطة في الساحل الغربي أن خياراتها الوطنية والإنسانية تتجاوز سلم الامتيازات والأطماع الشخصية ونزوات سلطة القيادة رغم حداثة عهد تواجدها في جبهة واحدة.
التضحيات والكفاح لتحقيق النصر هدفٌ سامٍ وإنهاء جبروت المليشيات وإنقاذ ملايين اليمنيين من ظلم واستعباد الكهنوت الحوثي كان ولا يزال أيضا الهمَّ الشاغل للجميع قادة وأفراداً في كل بقاع الساحل الغربي على امتداد شريط ساحلي تتشاركه ثلاث محافظات هي لحج تعز الحديدة.
بدأت هذه القوات من أطراف لحج ووصلت إلى المخا تعز، وواصلت حتى وطأت أقدام الأبطال شوارع مدينة الحديدة، ولولا اتفاق السويد الذي بمخرجاته توقفت معركة التحرير الحديدة لكانت هذه القوات قد أنهت تحريرها ودخلت جغرافيا محافظة حجة وليس فقط تحرير مدينة الحديدة.
جاءت قوات المقاومة الوطنية وسبقتها ألوية تهامة والعمالقة وكانت رهانات العدو أن هذه التشكيلات ستتناحر فيما بينها ولن تستمر؛ غير أن هذه الرهانات خسرت وتحولت التشكيلات العسكرية في الساحل مضرب المثل في النجاح وتحقيق النصر والانضباط والتعاون المشترك والتنسيق على أكمل وجه.
اكتسبت هذه القوات احترافية عالية في الأداء من واقع ميداني بكل تعقيداته رغم أن المدة الزمنية كانت قليلة جداً قياساً بعملية بناء الوحدات العسكرية وإيصالها إلى جاهزية قتالية مناسبة.
مؤخراً أنجزت هذه القوات انتصاراً جديداً شكل مفاجأة مهمة للمراقبين والمهتمين بالشأن العسكري، وتمثل هذا الانتصار في توحيد القوات المتواجدة في الساحل الغربي في تشكيل موحد بقيادة موحدة وبتمثيل متفق عليه دون أي تمايز أو سباق على مناصب القيادة.
ما اُنجز في الساحل الغربي لليمن يشكل تجربة جديرة بالدراسة، حيث تبدأ قوات من الصفر بناء هياكل وتجهيز قيادات وتوفير سلاح وبدأ عمليات عسكرية ميدانية وصولاً إلى تحقيق انتصارات ميدانية وإدارية وعملياتية وهذا التسارع في الإنجاز خلال زمن قياسي يعتبر سابقة في تاريخ بناء الجيوش والتشكيلات العسكرية الوطنية.
ذابت كل الانتماءات وتوحدت الجغرافيا شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً في هيئة جسد واحد لمواجهة مشروع المليشيات الحوثية المرتهنة قراراً وفكراً وأداء لطهران ومشاريعها التدميرية في المنطقة، وهذا الانجاز يمثل مكسبا ليس لليمن فقط بل للتحالف العربي الذي قدم الكثير ولايزال في سبيل استعادة اليمن من أذناب الفرس مليشيا الكهنوت والإرهاب الحوثية.
إن توحيد القرار والكفاءة القيادية والخبرات في توظيف هذا الجهد المميز في إدارة التشكيلات المتنوعة من خلال قيادة موحدة سيكسبها امتيازاً عسكرياً على المستوى القتالي والمعنوي حيث أن توظيف الامكانات وفق متطلبات المعركة سيكون أكثر سهولة وأسرع استجابة وفق البنية الموحدة للقوات.
لقد مثل هذا الإنجاز الجديد رسالة صادمة للمليشيات الحوثية وبشارة معنوية لكل من يهمه الانتصار على الكهنوت واستعادة اليمن من أيدي الأئمة الجدد.