Image

صحيفة الخليج: الإمارات لم تترك اليمن ولن تتركه إلا بعد عودة الشرعية لكامل أراضيه

دولة الإمارات لم تترك اليمن ولن تتركه الا بعد عودة الشرعية الى كامل أراضيه، هي جزء أساسي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي يدعم الشرعية في مواجهة الانقلابيين الحوثيين. ما قامت به مجرد إعادة انتشار في مواقع محددة في الحديدة لأسباب استراتيجية وتكتيكية، تدخل ضمن عملية السعي لتعزيز فرص السلام واستعادة الأمن، بعدما تم إنجاز الكثير من الأهداف العسكرية والإنسانية والأمنية.

ومن هذا المنطلق، فإن دولة الإمارات التي قدمت الكثير من التضحيات على الأرض اليمنية، كما قدمت الكثير من المساعدات الإنسانية والصحية والتعليمية والخدمية والاجتماعية، تعطي فرصة جديدة للحوثيين كي يقوموا بمراجعة مواقفهم، ويسلكوا سبيل السلام، ويخلصوا الشعب اليمني من الكارثة التي أوقعوه فيها.

وإذا كانت الإمارات تقدم على خطوة إعادة الانتشار، من دون أن تحدث فراغاً عسكرياً في أي موقع من مواقع المواجهة، إنما تفعل ذلك، وهي مطمئنة، بأن ما تحقق ميدانياً خلال السنوات الخمس الماضية كان مهماً ومؤثراً على صعيد الإنجازات الميدانية الاستراتيجية.

فقد تم تدريب آلاف العسكريين من أبناء الشعب اليمني خلال هذه الفترة، وتمكنوا من استيعاب أفضل التكتيكات العسكرية وأصبحوا على مستوى عال من المهارة القتالية، بعدما انضموا إلى قوات الشرعية، وهم الآن يقومون بواجباتهم في مختلف جبهات القتال، وخصوصاً في الحديدة.

كما تم تحرير أجزاء واسعة من الأرض اليمنية التي كان الحوثيون سيطروا عليها في الأيام الأولى لانقلابهم، وتخضع الآن لسيطرة الشرعية، ولم يستطع الحوثيون بعد ذلك تحقيق أي تقدم في المناطق التي تم تحريرها.

والأهم من كل ذلك، أن التحالف ومن ضمنه دولة الإمارات منع سقوط اليمن في قبضة إيران من خلال الميليشيات الحوثية، لأن ذلك كان سيضع كل المنطقة والممرات البحرية في دائرة الخطر، كما أن اليمن سوف يتحول إلى خاصرة رخوة في منطقة الخليج العربي.

كذلك، لم تغض الإمارات الطرف عن الجماعات الإرهابية في اليمن، وتحديداً تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فقد خاضت قوات الإمارات مع قوات التحالف معارك متواصلة ضد هذا التنظيم الإرهابي في أهم وآخر معاقله في محافظة حضرموت، وتمكنت من تقويض «الإمارة» التي كان ينوي إعلانها في مدينة المكلا عاصمة المحافظة.

كذلك تم سد كل منافذ التمويل المالي والدعم اللوجستي لهذا التنظيم الإرهابي، بعد السيطرة على المناطق النفطية والموانئ التي كان يستغلها في نشاطاته.

وإذا كان لا بد من تجاوز الإنجازات العسكرية، فحري بنا الحديث عما قدمته الإمارات من دعم ومساعدة للشعب اليمني، إذ بلغ حجم هذه المساعدات خلال الفترة من 2015 إلى 2019، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي 20،57 مليار درهم استفاد منها 17،2 مليون يمني في 12 محافظة.

إن دل ذلك على شيء إنما يدل على حجم الجهد الذي بذلته الإمارات في مختلف الميادين في إطار مسؤوليتها الوطنية والقومية من أجل أن يبقى اليمن حراً عربياً مستقلاً.