Image

الخذلان الاممي لليمن مكن ايران واذرعها من استهداف الخليج

الأعمال الإرهابية والاستهدافات العدائية التي شهدتها منطقة الخليج، هي نتيجة طبيعية لتواطؤ الامم المتحدة مع النظام الايراني واجنحته في المنطقة العربية، واليمن على وجه التحديد، بل استهداف السفن التجارية في المياه الاقتصادية الامارتية في بحر عمان، وايضا الهجمات الارهابية التي تعرضت لها المنشآت النفطية في شرق المملكة العربية السعودية، ما هي الا نتيجة طبيعية ومتوقعة لما جرى من توقيف معظم معارك جبهات المواجهات مع المليشيا الانقلابية في اليمن.

بل إن التحالف الداعم للشرعية اليمنية ارتكب خطاء فادحا حينما أستجاب لضغوط الامم المتحدة وبريطانيا واتخذ قرار وقف العمليات العسكرية في الساحل الغربي ومنع قوات الشرعية من التوغل في قلب مدينة الحديدة وتحريرها وموانئها- التي كانت قاب قوسين من تطهيرها من قبضة مليشيا ايران وطردها من آخر منفذ بحري يتحكم بأهم شريان ملاحي دولي للتجارة العالمية كالبحر الاحمر.

الأحداث المتسارعة التي شهدتها منطقة الخليج باستهداف اربع سفن تجارية- اماراتية وسعودية ونرويجية- بالقرب من ميناء الفجيرة واستهداف محطة ضخ النفط في شرق المملكة العربية السعودية بسبع طائرات مسيرة، ما هي  إلا رسائل تهديد للمملكة العربية السعودية وأمريكا، بعثت بها الدول الكبرى الحليفة لإيران عبر اجنحتهما في اليمن والخليج، كما أنها رسائل تحذير لمجلس الأمن حتى لا  يتخذ أي إجراء عقابي ضد مليشيا الحوثي في اليمن، وأن يقبل إحاطة مارتن غريفيث كما هي ويبني موقفه عليها.

أي أن الدعم اللامحدود من قبل بريطانيا والتواطؤ الاممي ومبعوثها البريطاني، مارتن غريفيث،لإيران وميلشياتها في المنطقة العربية عموما، وفي اليمن على وجه الخصوص، يضيف إليهما اذعان تحالف دعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة لضغوطات بريطانيا ومبعوثها ( غريفيث) لوقف معارك تحرير محافظة الحديدة وموانئها الثلاث من قبضة مليشيا إيران الانقلابية في اليمن، هو أثر طبيعي ونتيجة حتمية لتحريك إيران أذرعها التي تأتي مليشيا الحوثي على رأسها، والتي تعد أنشط الاذرع المسلحة للنظام الايراني في المنطقة في تنفيذ اعمال ارهابية في العمق الخليجي والسعودي- قائد تحالف دعم استعادة الشرعية من هذه المليشيا الانقلابية.

بل إن العمليات غير المسبوقة التي استهدفت السفن التجارية في بحر عمان وبالقرب من ميناء فجيرة الإمارات؛ ومنشأة ارامكو النفطية في عمق اراضي المملكة العربية السعودية، جاءت بعد ساعات من المسرحية الهزلية لإنسحاب مليشيا الحوثي من موانئ الحديدة وإعادة انتشارها فيها- من طرف أحادي ووسط اعتراضات للفريق الحكومي في لجنة الإشراف والمراقبة، باعتبار أن ذلك مخالفا لاتفاق ستوكهولم  وآلية الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على أن يجري تنفيذ الاتفاق بحضور الطرفين وإشراف الفريق الاممي.

المسرحية الهزلية التي جرت مطلع الأسبوع في موانئ الحديدة بإشراف الأمم المتحدة، لما يقول مبعوث الأخيرة  أنها المرحلة الأولى من تنفيذ خطة الانسحاب وإعادة الانتشار، هي خطة وضعت بحسابات سياسية لا تخدم الحل السياسي للازمة اليمنية وعملية احلال السلام وفق المرجعيات المتفق عليها، لكنها تخدم بدرجة اساس ايران وميلشياتها وحلفائها الاستراتيجيين  من الدول الكبرى، و كانت مليشيا الحوثي قد أجرت بروفتها في الـ 30 من ديسمبر الماضي، إلا أن الجنرال الهولندي مايكل كامرت- رئيس فريق المراقبين الدوليين رفضها حينذاك، فقدم استقالته تحت ضغوطات مارسها عليه المبعوث غريفيث واصراره في تمرير تلك المسرحية، التي جاء بالجنرال الدنماركي لوليسغيارد خصيصا لإعادة مشهد تنفيذ مسرحية انسحاب مليشيا الحوثي من طرف وإعادة الانتشار وتسليمها  لعناصر نفس المليشيا، لكنهم بعد أن خلعوا زيهم الشعبي-زي ما يسموها باللجان الشعبية- ولبسوا زي قوات خفر السواحل اليمنية.

ورغم أنه في عملية استهداف السفن التجارية في ميناء فجيرة الإمارات،  لم تعلن اية جهة مسئوليتها، لكنها في المجمل هي عملية إيرانية دون شك، وليس من الضروري أن تكون نفذتها أيران بنفسها، وإنما يكفي أنها عملية ارهابية نفذت بأيدي وادوات إيران المنتشرة في منطقة الخليج والجزيرة العربية والشام والعراق.

وعلى العكس في عمليات الاستهداف الذي تعرضت لها فجر الثلاثاء- بعد 24 ساعة من استهداف السفن التجارية- منشآت ضخ النفط في شرق الرياض بسبع طائرات مسيرة، أعلنت مليشيا الحوثي الانقلابية مسئوليتها.

وبعيدا عن الخوض في القدرة العسكرية لمليشيا الحوثي من عدمها في اطلاق سرب من الطائرات المسيرة من مناطق سيطرتها في الداخل اليمني، وقطعها كل تلك المسافة الكبيرة  حتى تصل إلى شرق المملكة العربية السعودية، أو استعانتها بحلفائها هناك في المملكة، الذين يعدون من الاذرع الإيرانية المهمة في  المنطقة.. يبقى المهم في الأمر  أن هناك عملية  إرهابية وليس تخريبية- كما صنفت وهو خطأ وقع فيه الجانب السعودية- لان ما حدث هو عمل ارهابي  بكل المقاييس.. ارهاب دولة وليس ارهاب جماعات او مليشيا، كونه طال أهم منشأة اقتصادية تشكل عمود الاقتصاد السعودي وعصب حيوي للاقتصاد العالمي وتهم العالم اجمع وليس السعودية فقط.. منشأة نفط سيادية، لديها من الحماية والإجراءات الأمنية والوقائية قد لا تتمتع به أي قاعدة عسكرية لردع اي هجوم او قصف محتمل.

ايران واذرعها في المنطقة وفي مقدمتهم، الحوثيون، أرادوا من هذه العمليات القول انهم انتصروا على تحالف دعم الشرعية في اليمن عموما، ومحور انتصارهم ما جرى مطلع الاسبوع من تثبيت سيطرتهم على موانئ الحديدة كمكافأة منحتها لهم  بريطانيا والأمم المتحدة، كما أن الحوثيين رموا من اعلان تحمل مسئوليتهم الهجمات بالطائرات المسيرة على محطة شركة ارامكو النفطية السعودية، توجيه رسائل تهديد واضحة لتحالف دعم الشرعية بقيادتي المملكة العربية السعودية والإمارات، وكأنهم يريدون القول بأن القادم سيكون أفظع من هذه الهجمات، بل إنه بتسليم دولي رسمي موانئ الساحل الغربي ومحافظة الحديدة للمليشيا الإيرانية في اليمن، هو تسليم اهم خط ملاحي للتجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لإيران، لتصبح خطوط الملاحة الدولية في الخليج والمنطقة العربية- في الممرين الدوليين- مضيقي هرمز وباب المندب- تحت سيطرة إيران واذرعها، وأن تدفق   النفط الخليجي والعربي والطاقة عموما الى امريكا وأروبا واسيا صار اليوم تحت رحمة ملالي وفقيه وقم ومليشياته في المنطقة.

المصدر: "سبتمبر نت"