سرطان القاعدة وإيدز الحوثي.. ميكروبات “الإخوان” المطوَّرة
ما زالت مكتبتي مزدَّانة بكتب الإخوان المسلمين.. كُتب: حسن البنا، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، والندوي والراشد.. ما زلتُ أقرأ لهم كلما كان ثمّة سؤال للمعرفة أو حاجة للرُّوح.. وما زلتُ مندهشاً بالأصول العشرين.. ويخطف روحي سيد قطب، وتدهشني صرامة عبدالكريم زيدان.. يوسف القرضاوي، هذا الذي سقط أمام نظري وتهشّم كقطعة زجاج وهو يهرف بأحاديث السياسة والثورة مِنْ على مِنبر الجزيرة ضمن استراتيجية الفوضى الخلاقة، لكأنَّه مجرد موظف في مكتب المخابرات الأمريكية في 2011، ستبقى كُتبه في رفّ مكتبتي، وسيبقى فقهه واحداً من أجرأ وأكثر الفقهاء جسارة وجدارة.. فقهاً لا فكراً، علماً لا سياسة.. ديناً لا حكماً.
سيبقى لكل إخواني، تعلمت منه شيئاً مكانته.. تماماً كما أنا على ثقة أن من علمتهم لا يشطحون في شتمي اليوم إلا محاولة يائسة للتخلص من بصمتي في حياتهم ووعيهم وروحهم.. ومن منطلق ذلك كله، فإني سأستمر في نقدي لهم، ودعوتي لهم إلى حل تنظيمهم.. وإغلاق ملف الشر الذي فُتح بتأسيس التنظيم الإخواني وإعادة عجلة الصراعات الدينية والسياسية في التاريخ الحديث والمعاصر.
إن كان الأمر التزاماً بالدِّين.. فدينُ الله تضرَّر منكم.. وممّا تأسَّس تالياً بعدكم. وإن كان خدمة لدنياكم.. فابحثوا -إذاً- عن طُرق أخرى، إذْ ثبت أن دنياكم تتضرر هي الأخرى مما تفعلون كتنظيم. لديكم إرث فكري كبير، حرِّروه من التنظيم وسيعيد الناس تنقيته: ما كان غثاءً سيذهب، وما ينفعُ الناس سيبقى. لكن ذلك لن يحدث وتنظيمكم لا يزال مصدراً للأذى والأذية، ينتج السوء كله ويدّعي أنه لم يُخلق مثله في البلاد من خير ورشد..
حولتموه ديناً لازماً، ووطناً بلاحدود.. وهو ليس هذا ولا ذاك، هو تنظيم اجتهاد ثبت أن مآلاته تقود للشرور، يلهي الناس عن الخير والتعايش، ويطلق فيهم توحُّش الصراعات.
على الأقل، كيمنيين، اقطعوا صلتكم بالإخوان.. اقطعوها بجدٍّ.. (مش) تخبئوه تحت الفراش، لا تكونوا كزوجة فاشلة تخبئ وسخ البيت تحت السجاد وتدّعي أنها النظافة الكاملة. لو عملتم كشفَ حسابٍ، لرأيتم كم دماً أراق تنظيمُكم.. مِنكم ومن خصومكم، أنتم حوّلتم دين الله إلى وثائق للتنظيم، عملتم للدين والتدين مجلسَ إدارة ورُتباً تنظيمية.. يا سادتي، هذه جرأة على الله ودينه. الأخوة عندكم تجرَّدت من كل معانيها، وصارت مجرد رفقة سياسة لا تقوى على حقوق الاختلاف، ولا تبني على الاتفاق. لم تعد أخوتكم تَقوى حتى على التجارة.. أرواحكم اهترأت تحت تقاليد العمل التنظيمي.. فدين الله أكبر، ولن يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبهُ.. أنتم تشادون الدين، تريدون تمثيله وادعاء تنظيم جماهيره..
هذه ماسونية يا إخوة وليست ديناً.
لولا تقاليد عملكم، ما عاد لوجه اليمن حوثي قبيح بغيض لا يمكن أن أقارنه بكم، فأنتم بدأتم جماعة حسنة النوايا متأثرة بتدافع الأيديولوجيات وتنظيماتها، أما هو فمرض ممتد، كانت الجمهورية ذهبت إلى جذوره فقلعتها، لكنكم أعدتم النَّبتة وسقيتموها بذات الشعارات عن الحاكمية والألوهية والربوبيّة والإمام والمُرشد..
الحوثي والقاعدة، ابن شرعي لعملكم.. لخطابكم.. لفكركم.. لسلوككم.. سنعتبر هذه الجماعات “ميكروبات”، والحوثي إذاً الطور الأكثر سوءاً من هذه الميكروبات. أنتم توفرون بيئة المرض، يفقد الجسم التوازن.. فيداهمه سرطان القاعدة وإيدز الحوثي..
أعرف، سيجعلكم هذا غاضبين من كُلّ نقد، لأنه يكسر رقابكم ويوجِّه نظركم إلى مكْمَن قبيح في أعماق الأداء التنظيمي فكراً وثقافة.. سأقول معكم إنكم لم تقصدوه، ولكنِّي لن أقف ضد من يقول “بل هو مع سبق الإصرار والترصد”.. بل سأطالبكم أنتم بـ”قطع العِرق وتسييح دمه”. لأجل الله واليمن.. ستحتاجون جسارة أكبر من شتم المُخالف وقتله، ستحتاجون شجاعة تقفون فيها مع ذواتكم، ومع ركام الأماني المُحطَمة.. تعاطفنا معكم.. أما شتائمكم لي، مع كل دعوة، فسأعتبرها صُراخاً مريضاً يمسك الطبيب رئتيه الملتهبة جمراً.. وسأقول: سيبرؤون يوماً، ويومئذ ستفرحون الله والوطن.
ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ..