مظاهرات عمالية تجتاح الأحواز العربية في إيران
خرج مئات العمال في مدينة الأحواز بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، الثلاثاء، في مظاهرات حاشدة احتجاجا على الفساد وقمع النظام، والمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر عدة.
وقال ناشطون إن شوارع الأحواز شهدت "مظاهرات واحتجاجات واسعة لعمال وموظفي المدينة" ذات الأغلبية العربية، حيث احتشدوا أمام "البنك الوطني الإيراني" مؤكدين أنه مركز الفساد.
وهتف المحتجون: "نقاوم وننتصر ونأخذ حقوقنا"، في إشارة "إلى عدم دفع رواتبهم ومستحقاتهم التي وصلت في بعض المصانع لعدة شهور"، حسب الناشطين الذي نشروا أيضا لقطات مصورة للمظاهرات.
وكشف المركز الأحوازي للإعلام والدراسات أن المئات من مختلف "الفئات والشرائح المجتمعية" انضمت إلى المظاهرات العمالية تنديدا بتدهور "الأوضاع المعيشية".
"السكر المر" يتحدى قمع إيران
وكانت مدينة شوش بمحافظة خوزستان شهدت، الاثنين، مظاهرات مماثلة، في أحدق موجة من الاحتجاجات العمالية على تردي الأوضاع الاقتصادية، التي تفاقمت بعد العقوبات الأميركية الأخيرة.
فمنذ أكثر من أسبوعين، بدأ عمال مصنع سكر القصب "هافت تابه" إضرابا مفتوحا عن العمل احتجاجا على تأخر رواتبهم وفساد مدرائهم، حسبما ذكرت مصادر إعلامية تابعة للنظام وأخرى معارضة.
واستمر إضراب العمال غير آبهين بالممارسات القمعية، وتجمعوا أمام مقر الإدارة المحلية هاتفين: "لم يعد السجن والتهديد يؤثر، لا تخافوا نحن كلنا معا".
وحظيت التظاهرات بدعم واسع لأبناء مدينة شوش، حيث أغلق سوق المدينة تضامنا معهم، كما التحق الشباب وأهالي المدينة بالمتظاهرين، حسبما أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن عامل، لم تسمه، قوله: "سمعنا مرارا من مسؤولين أن طلباتنا ستتم تلبيتها، لكن لا شيء يحدث. سنواصل تجمعاتنا حتى تتحقق".
ولم تجد السلطات، كعادتها خلال الاحتجاجات، التي تشهدها إيران منذ نحو عام، سوى آلة القمع لمواجهة الإضراب، فاعتقلت 4 أشخاص.
وحظيت الاحتجاجات الأخيرة بدعم زعيمة المقاومة الإيرانية، مريم رجوي، التي أرسلت تحياتها لعمال المصنع عبر حسابها الرسمي في "تويتر".
وقالت رجوي: "التحية لعمال قصب السكر في هفت تابه، الذين انتفضوا ضد الظلم الممارس على العمال بشعار: لم يعد التهديد والسجن يؤثر، ويهتفون بشعار: جائعين جائعين، كل إنسان حر في الانتفاضة ضد نظام الملالي النهاب".
ويعمل في المصنع، الذي تم إنشاؤه عام 1962، نحو 4 آلاف عامل، لكنه شهد احتجاجات عدة على تأخر الرواتب ومعاشات المتقاعدين منذ خصخصته في فبراير 2016.
وذكرت تقارير صحفية نقلا عن رئيس مؤسسة الخصخصة الإيرانية، أن عددا من أعضاء مجلس إدارة المصنع أوقفوا بتهم فساد.
ومنذ أواخر العام الماضي، تشهد إيران عددا من الإضرابات والاحتجاجات على سوء ظروف العمل وتأخر الرواتب وتردي الأوضاع المعيشية في عدد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك الصلب والتعليم والتعدين والنقل.
ولا تعد أزمة مصنع السكر سوى حلقة في مسلسل القلاقل، الذي تعرفه إيران منذ نحو سنة، علما بأن وتيرته تزايدت مؤخرا مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوباتها على طهران.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، بسبب تدخلاتها التخريبية في شؤون دول المنطقة، فضلا عن عدم التزامها ببنود الاتفاق.
وفرضت واشنطن أكثر من حزمة عقوبات على طهران، آخرها في وقت سابق من نوفمبر الجاري، واستهدف قطاع النفط الحيوي في البلاد.