التاريخ يعيد نفسه مع حراس الجمهورية
تبدو احداث التاريخ متشابهة فقبل قرابة ستين عاما استنجد الرئيس عبدالله السلال بمصر عبدالناصر للتدخل في اليمن للدفاع عن الثورة السبتمبرية التي اطاحت بالحكم الامامي المستبد والتصدي لتكالب فلول الملكية على الجمهورية الفتية، وبالأمس القريب استنجد الرئيس هادي بالسعودية والامارات ومصر والسودان وغيرهم من الاشقاء لمواجهة عصابة الحوثي الايرانية ومن اجل ستعادة مؤسسات الدولة المختطفة والنظام الجمهوري ..وفي الحالتين استجاب الاشقاء لإرادة الشعب اليمني ووقفوا ضد كهنوت بيت المتوكل والدجال الحوثي ، وصارت السعودية التي احتضنت فلول الامامة بقيادة المخلوع البدر بالأمس تقود اليوم التحالف العربي ضد دجال مران وعصابته ..كما تحالف فلول الامامة مع الاستعمار البريطاني وخاضوا في بيحان معارك مشتركة ومع شاه ايران ومع مرتزقة صهاينة وغيرهم ومن اشهرهم بوب دينار ، وجلبوا قوات العديد من الدول للأرض اليمنية ، واليوم يخرج عبد الملك الحوثي الايراني وعصابته يتباكون على سيادة اليمن ، ويردون الجميل للسعودية بقصفها بالصواريخ الباليستية ..
هذه العصابة تتنكر لكل شيئ وتنكث بالعهود وتمارس الدجل والتضليل وتسخر الدين والقيم الثورية والوطنية لتحقيق اهدافها الشريرة، ولا تكتف بذلك ، بل انها تقوم بترويج الاكاذيب والمغالطات باساليب القذرة لتشوية صورة حراس الجمهورية والمقاومة الوطنية والمقاومة الجنوبية ، بمحاولة إلصاق تهم كالعمالة والارتزاق والتفريط بالسيادة ،وتمكين السعودية والامارات من احتلال اليمن ، عبر حملات منظمة وخطاب موجهة يستهدف تعميق الاحقاد والكراهية بين شعوب المنطقة .
نعتقد انه من الاهمية بمكان مواجهة حملة افتراءات العصابة الحوثية ،التي تسعى من خلالها للانتقاص من محورية القضايا التي يناضل من اجلها شعبنا اليمني من خلال محاولة تشويه صورة المقامة الوطنية، سيما قد اوجدت وعيا مشوها لدى السذج من عوم الناس ،فنجد اولئك الغوغاء اصبحوا يرددون تلك التهم كالبغباء ، بل ويوجهون نيران اسلحتهم نحو من يضحون بحياتهم دفاعا عن حريتهم وكرامتهم ، ولا يدركون ان الحوثي يزج بهم الى محارق الموت ليبني من جماجمهم حكم امامي كهنوتي على غرار ولاية الفقيه بإيران .
لابد من الاشتغال الرسمي والحزبي لخلق وعي وطني يرسخ قناعة لدى جماهير الشعب بان حراس الجمهورية والمقامة الجنوبية والمقامة الوطنية يحملون قضية وطنية مقدسة ويمثلون امتدادا للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر ، يناضلون من اجل الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية ويخوضون معارك شرسة لتحرير الحديدة والبيضاء وصعدة وحجة والجوف وتعز ومارب وصنعاء وذمار وكل قرى ومدن اليمن من عصابة الحوثي .. هؤلاء الثوار يذودون عن مشروع وطني تأسس بانتصار ثورة 26 سبتمبر, وليسوا مرتزقة ولا عملاء كما يروج ذلك شيعة الشوارع .
ونذكر اؤلئك الغوغاء ان الشعب اليمني الذي اسقط الحكم الامامي الكهنوتي في ثورة 26سبتمبر ،سبق وان استنجد بالأشقاء الذين سخروا كل امكانيتهم من اجل انتصار الثورة والجمهورية ، وفي مقدمة تلك الدول مصر عبدالناصر التي كان لها دورا بارزا في صنع هذا التحول التاريخي العظيم ، ولم يتعامل العالم حينذاك مع التواجد العسكري المصري المساند والداعم للثورة اليمنية على انه احتلال ،الا فلول الامامة من طغاة بيت حميد الدين والحوثة ومن على شاكلتهم ممن عاثوا فسادا باليمن لقرون .
وصدق من قال ان التاريخ يعيد نفسه ، فها هو الشعب اليمني اليوم بكل مكوناته وفئاته وشرائحه الاجتماعية ، يقفون صفا واحدا والى جانبهم دول التحالف العربي بقيادة السعودية ضد عصابة الحوثي الايرانية حتى استعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة المختطفة .. وهكذا تتجلى امامنا ارادة الشعب اليمني بهذا الاصطفاف الوطني الغير مسبوق الذي يخوض مع دول التحالف معركة مصيرية من اجل تحرير اليمن ، فعن أي وطنية يتحدث عنها عملاء ايران ..فمن يا ترى فتح جسرا جويا بين صنعاء وطهران ومن ادخل ايران وحزب اللاتي اللبناني ليعيثوا باليمن فسادا. وما خفي اعظم ؟.
يبدو ان اهمية ثورة 26 سبتمبر التي اطاحت بالنظام الامامي ماتزال تكتسب اهميتها الى اليوم ،فلو استمرت الامامة في حكم اليمن ، لكان الاشقاء في دول الخليج يواجهون اليوم كارثة حقيقة ..!!