تقرير مفصل عن سير المعارك.. هزائم ساحقة للمليشيات وتحرير مناطق جديدة في جبهات الساحل الغربي وحجة وصعدة والبيضاء
تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من السيطرة على مناطق عدة في مديرية حيران بمحافظة حجة، فيما تجددت المعارك في شمال شرق العاصمة صنعاء، مع استمرار محاصرة عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في مركز مديرية باقم في صعدة، في حين استمرت العمليات العسكرية في جبهات الساحل والبيضاء، بمساندة مقاتلات التحالف العربي.
وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة حجة، تمكن قوات المنطقة بمساندة التحالف العربي من السيطرة على مناطق عدة واستراتيجية في مديرية حيران بحجة، الواقعة جنوب غرب مديرية حرض التي تشهد هي الأخرى معارك عنيفة بين الجيش والميليشيات في محيط مركز المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش، مسنودة بالتحالف والمدفعية السعودية، تمكنت من شن هجوم مباغت على ميليشيات الحوثي في جنوب غرب حرض باتجاه مديرية حيران، وتمكنت من السيطرة على مواقع للميليشيات شرق الكتف وتبة النباشي، وأجزاء كبيرة من الطريق الرابط بين ميدي وحرض.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتحصينات الميليشيات في مناطق متفرقة من حرض ومحيط ميدي، على الطرق المؤدية إلى حيران وعبس، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، فيما فرّت أعداد منهم بحالة من الذعر باتجاه عبس وحيران.
وكانت قوات الجيش تمكنت من تحرير جبال الكسارة في حرض، بعد معارك عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، اشتركت فيها مقاتلات الأباتشي التابعة للتحالف.
من جهة أخرى، شهدت حجة عمليات إقصاء متواصلة لكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام من مناصبهم المدنية، ما يشير إلى تصاعد الخلافات بين الجانبين في المحافظة واتجاهها نحو التصعيد القبلي المسلح، وفقاً لمصادر محلية أشارت إلى أن الميليشيات أقصت ما يقارب 1800 من كوادر المؤتمر من مناصبهم ووظائفهم في المحافظة، من دون أسباب قانونية، واستبدلت مكانهم عناصرها الانقلابية.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تجددت المعارك بين الجيش والميليشيات في جبهات نهم شمال شرق العاصمة، تركزت في منطقة المدفون وسط تقدم لقوات الجيش، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن المنطقة مشتعلة بالمعارك وتبادل القصف بمختلف أنواع الأسلحة بين الجانبين، وأن المعارك امتدت إلى منطقة المجاوحة وسط انهيار كبير في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وفي صنعاء، تصاعدت الخلافات بين تيارات الميليشيات الموالية لرئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى السابق صالح الصماد، والحالي مهدي المشاط، تطورت إلى مواجهات عسكرية بين الجانبين ووصلت إلى مقر الحكم في القصر الجمهوري وسط العاصمة صنعاء.
وذكرت مصادر مطلعة أن اشتباكات بالأسلحة دارت بين الجانبين في محيط القصر الجمهوري، الموالين للقيادي الصريع صالح الصماد، وبين مرافقي خلفه في رئاسة ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، وقيادات أخرى حاولت الدخول من البوابة للاجتماع داخل القصر.
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل اتهامات متبادلة بين قيادات الميليشيات بالمتسبب في إرسال إحداثيات لطيرن التحالف العربي، عن مكان وجود الصماد الذي قتل في محافظة الحديدة قبل أسابيع.
وفي صعدة، واصلت قوات الجيش محاصرة عناصر الميليشيات في مركز مديرية باقم، بعد تحريرها سلسلة جبال يفع الاستراتيجية، وتقدمت نحو مركز المديرية من ثلاث جهات، وفقاً لمصدر ميداني، موضحاً أن الميليشيات في باقم لم يتبقّ لها إلا الاستسلام أو الموت.
وأكد المصدر سقوط ما يقارب 22 حوثياً بين قتيل وجريح، في المعارك الأخيرة التي شهدتها مناطق متفرقة في محيط مركز المديرية، إلى جانب أسر أربعة آخرين.
وفي البيضاء واصلت قوات الجيش، مسنودة بالتحالف والمقاومة الشعبية، عملياتها العسكرية في جبهتي قانية وفضحة، وبات الجيش قريباً من قطع خطوط الإمداد عن ميليشيات الحوثي الموجودة في مركز المحافظة والمديريات المحيطة بها، لاسيما الجنوبية منها، وبين هاتين الجبهتين.
وأكدت مصادر ميدانية اقتراب الجيش والمقاومة من استكمال تحرير قانية والوصول إلى مركز مديرية السوادية عبر منطقة الوهبية، وبالتالي الوصول إلى الخط العام الرابط بين مركز المحافظة ومدينة رداع المحاذية لمحافظة ذمار، القريبة من العاصمة صنعاء.
وفي الساحل الغربي أكدت مصادر ميدانية في المقاومة الوطنية عثورها على عتاد عسكري نوعي للميليشيات، بينها أسلحة حديثة تحوي صواريخ حرارية في أحد المخازن السرية بميناء الحيمة الاستراتيجي الذي تم تحريره أخيراً.
وأوضحت المصادر أن تاريخ صناعة تلك الأسلحة حديث جداً، وأن معظمهما صنع في 2017، ما يشير إلى استمرار عمليات تهريب الأسلحة إلى الميليشيات بشكل كبير من إيران عبر المناطق الساحلية المتبقية تحت سيطرة الحوثيين.
وفي تعز، تصاعد التوتر بين قيادات عسكرية محسوبة على «الإخوان»، ممثلة بقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، ومحافظ تعز أمين محمود، بعد رفض قائد المحور أوامر المحافظ بالمشاركة في حملة للقضاء على عناصر التخريب المنتشرة في المناطق المحررة من المدينة.
وعقدت قيادة ألوية «الإخوان» في محور تعز اجتماعاً، أكدت فيه رفضها قرار محافظ تعز المشاركة في الحملة العسكرية والأمنية ضد عناصر التخريب والاغتيال في المدينة، ما يدلل على تواطؤ تلك القوات المحسوبة على «الإخوان» في عمليات الاغتيال والتخريب التي تشهدها المناطق المحررة في مدينة تعز، والتي تخدم بشكل كبير ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تحاصر المدينة منذ ثلاثة أعوام.
واعتبرت مصادر عسكرية ومحلية في تعز رفض قيادات «الإخوان» في الجيش اليمني أوامر محافظ تعز، تمرداً صريحاً على قرار المحافظ، وتحييداً لقوات الجيش عن القيام بواجبها في إسناد الشرطة مهام ضبط الأمن في تعز، والقبض على المطلوبين أمنياً وخلايا الاغتيالات