Image

معركة استخباراتية تمنح التحالف العربي تفوقا نوعيا في حرب تحرير اليمن (تفاصيل)

معلومات تفصيلية عن الوضع السياسي والعسكري لميليشيا الحوثي وتحركاتها ومستوى تسليحها وعدد مقاتليها.

أرجع مصدر يمني جزءا من التقدّم الكبير في معركة تحرير اليمن من المتمرّدين الحوثيين، إلى التفوّق الاستخباراتي للتحالف العربي والجهد الكبير الذي يبذله لجمع المعلومات بالتنسيق مع القوى المتعاونة معه على الأرض والذي “أتاح للتحالف تحقيق اختراق واسع للمناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر، ومكّن من الوصول إلى بعض دوائر اتخاذ القرار السياسي والعسكري للميليشيا وجعل تحركّاتها مكشوفة سلفا، ما سهّل العمل العسكري ضدّها”.

وقال ذات المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ الاستهداف الدقيق لرئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد في أبريل الماضي، أثناء زيارة له إلى الحديدة مثّل النموذج الأوضح عن نجاح العمل الاستخباراتي في رصد تحرّكات الحوثيين والاطلاع بشكل مسبق عما يعتزمون القيام به سواء على صعد سياسية أو على جبهات الحرب.

وبحسب المصدر ذاته فقد اضطرّ الحوثيون خلال الفترة التي تلت مقتل الصمّاد إلى إلغاء عدّة أنشطة وتحرّكات لقادتهم السياسيين والعسكريين، أو تغيير مواعيدها ومساراتها لشعورهم أنّهم مخترقون ومراقبون عن كثب.

وقال إنّ الكمّ الكبير من المعلومات التي تجمّعت لدى التحالف أتاحت له وضع خارطة مفصّلة وجرد واف عن الوضع العسكري للميليشيا ونقاط قوّتها وضعفها ومستوى تسليحها وعدد مقاتليها، كما أنّ لديه معلومات دقيقة عن الوضع السياسي لقادتها والعلاقات في ما بينهم، بما في ذلك خلافاتهم البينية أو مع حلفائهم من فلول المؤتمر الشعبي العام من قادة سياسيين وعسكريين.

وتظهر بعض المعلومات تزايد النقمة على ميليشيا الحوثي وقياداتها داخل المناطق التي تحتلّها، وعلى رأسها العاصمة صنعاء، خصوصا بعد إقدام الحوثيين على قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام، ما جعل شخصيات هامّة من دائرته المقرّبة ومن حزبه تنضمّ إلى التحالف العربي في حربه ضدّ الميليشيا التابعة لإيران.

وقد نجح العديد من تلك الشخصيات بالفعل في مغادرة صنعاء، وقد يكون هؤلاء قد سلموا التحالف “كنوزا” من المعلومات عن الوضع السياسي والعسكري في العاصمة.

وذكر المصدر أنّ التحالف أصبح يعتمد بشكل متزايد عن المعلومات التي ترد إليه من معاقل الحوثيين ومعسكراتهم ومواضع تجمّعهم لتدقيق استهداف تلك المواقع وتجنّب وقوع خسائر في صفوف المدنيين.

ورفض المصدر الكشف بشكل تفصيلي عن طريقة جمع المعلومات ووسائل إيصالها إلى التحالف، غير أنّه شرح أن من بين أكثر المعلومات قيمة ما يتعلّق بمواضع منصات الصواريخ ومواقع إطلاقها، وهو ما أتاح لطيران التحالف العربي تدمير أعداد كبيرة منها.

واستهدفت طائرات التحالف، الأحد، منصات إطلاق صواريخ تابعة لميليشيا الحوثي جنوبي منطقة باقم شمالي محافظة صعدة بشمال اليمن كانت الميليشيا تستخدمها لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية. كما استهدفت منصة أخرى للصواريخ في معسكر الغوش للدفاع الجوي بضاحية ضلاع شمال العاصمة صنعاء.

ويتيح التفوّق الاستخباراتي للتحالف العربي والقوى التي يدعمها التحرّك بشكل استباقي، ما يحرم الحوثيين من الاعتماد على عامل المفاجأة ويمنعهم من أخذ زمام المبادرة. وقد تجلّى ذلك في إحباط الكثير من الهجمات المضادّة التي حاول الحوثيون شنّها لاستعادة المناطق التي انتزعت مؤخرا من سيطرتهم، بحسب ما ذكره نفس المصدر.

وتمكّنت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، الأحد، من صدّ هجوم لميليشيا الحوثي على مواقع الجيش في منطقة حوران بمحافظة البيضاء جنوبي اليمن. كما صدّت هجوما مماثلا في مديرية الصلو بمحافظة تعز استخدمت فيه الميليشيا عددا كبيرا من مقاتليها بهدف إحداث اختراق في تلك الجبهة.

عن: "العرب" اللندنية