بعد التهديد الحوثي للملاحة الدولية.. قوات ضاربة بينها القوات التي أعدها طارق صالح تستعد لتحرير 3 محافظات
أكدت مصادر عسكرية رفيعة، أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في العمليات العسكرية ضد المليشيا الحوثية عبر تعزيز الجبهات المشتعلة وفتح جبهات جديدة، في ظل إصرار غير مسبوق على تحرير ثلاث محافظات يمنية، هي: الحديدة وتعز والبيضاء.
وقالت المصادر بأن القوات التي قام بتشكيلها العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، دخلت رسمياً خط المواجهات ضد ميليشيا الحوثي، وذلك بالتزامن مع التطورات العسكرية التي تشهدها مختلف الجبهات وخاصة جبهتي صعدة وتعز وميدي.
وأوضحت المصادر، أن طارق صالح أستكمل إعداد وتجهيز قواته التي بدأت بالتحرك نحو المواقع المحددة لها بحسب الخطة المرسومة مع دول التحالف العربي.
هذا وتضم القوات التي شكلها العميد طارق صالح عدد من ضباط الحرس الجمهوري المدربين تدريباً عالياً.
ويتزامن التصعيد الحوثي باستهداف ناقلات النفط التجارية وإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه السعودية وتهديد الملاحة الدولية، مع مؤشرات على اعتزام التحالف والحكومة اليمنية إطلاق حملة عسكرية واسعة خلال الأيام القادمة لانتزاع ميناء الحديدة من قبضة المليشيات الحوثية.
وكشفت مصادر صحفية أمريكية في البنتاغون نقلتها وكالة "خبر" أن إيران أمرت الحوثيين بتصعيد الهجمات الصاروخية وتهديد الملاحة الدولية عبر باب المندب والبحر الأحمر، لتذكير الرياض بأن مصالحها - طهران - يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء أي مفاوضات قادمة.
وعبرت الولايات المتحدة عن "انزعاجها من محاولة للحوثيين لتصعيد الحرب في اليمن بمهاجمة سفينة تجارية في باب المندب أحد أزحم ممرات الشحن في العالم.
وقال كوماندر جيرمي فوغان، وهو ضابط في البحرية الأمريكية، وزميل الجهاز التنفيذي الاتحادي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن لدى الولايات المتحدة مصلحة كبيرة في صد المحاولات الإيرانية للسيطرة على السواحل اليمنية، ومضيق باب المندب تحديدًا.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ"خبر" إن القوات اليمنية وبإسناد من قوات التحالف، بدأت السبت، بالتقدم على عدة محاور لتحرير المناطق الساحلية الغربية من قبضة مليشيات الحوثي، مشيرة أن العمليات تحركت في ثلاث محاور: (زبيد - التحيتا - الجراحي) والهدف منها الوصول إلى الحديدة بكسر كافة خطوط الدفاع الحوثية على مسافة 60 كلم.
وتقول صحيفة "ذا ديفينس ون" الأمريكية المختصة بالتحليلات العسكرية، في أحدث تقرير لها، إن التحالف تردد في اتخاذ مثل هذا الإجراء لعدة أشهر بسبب المخاوف الإنسانية، لكن مع تزايد الهجمات الحوثية، أضحت السعودية والإمارات عازمتين الآن أكثر من أي وقت مضى على انتزاع الميناء الاستراتيجي من قبضة الحوثيين.
وترى الصحيفة الأمريكية أن السعودية وشريكتها الرئيسية، الإمارات، تعتقدان أن انتزاع الحديدة سوف يضع ضغوطاً عسكرية واقتصادية على المتمردين الحوثيين لإجبارهم الدخول في محادثات سلام جادة. كما أنهم يأملون في زيادة الأمن البحري في المنطقة والحد من قدرة الحوثيين على الحصول على نوع الأسلحة المستخدمة في هجماتهم على المملكة.
وأشارت "ذا ديفينس ون" الأمريكية، أن السيطرة على الحديدة يمكن أن تخفف من المخاطر على حركة الملاحة البحرية في المنطقة.
ومن المحتمل أن تلعب دولة الإمارات دوراً قيادياً في أي هجوم ضد الحديدة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة "ذا ديفينس بوست": "لقد أظهر جيش الإمارات بالفعل الكثير من الفعالية في ميدان المعركة وكفاءته واستعداده للمشاركة في حملة مكافحة التمرد على المدى الطويل".
ويقول ديفيد أندرسون، وهو ضابط بحري أمريكي سابق: "يعتقد الإماراتيون أن انتزاع الحديدة سيكون نصراً معنوياً كبيراً ويستنزف قوة الحوثيين". وأضاف مارين، الذي هو جزء من فريق مهمات بحثية في اليمن لصحيفة "ذا ديفينس بوست": "لن يتطلب أخذ الميناء قتالا حضريا لأن الميناء منفصل عن المدينة". ويقول أندرسون، إن مثل هذا الهجوم سيشتمل على الأرجح على مزيج من الهجمات الجوية والبحرية.
ولفتت الصحيفة، أن الدروس المستفادة من الصراع غيرت من استراتيجية المشتريات الدفاعية السعودية.
وأبرمت السعودية وإدارة ترامب صفقة أسلحة، شملت بيع سفن قتالية ساحلية مصممة للقيام بأعمال عسكرية ساحلية ومخصصة لعمليات ساحلية في اليمن.
وتمتد وحدات الرادارات ذات التقنية العالية على طول رصيف ميناء المخا اليمني الصغير، وقد تم بناء تحصينات تحت الماء لمنع الهجمات الحوثية بقوارب متفجرة.
وتقول وكالة "رويترز" في أحدث تقرير لها إن السيطرة على الموانئ اليمنية في البحر الأحمر، جزء من استراتيجية لخنق الحوثيين حول وفي العاصمة صنعاء.
وقال مسؤولون حكوميون خليجيون على دراية بالتفكير الإماراتي والسعودي، إن تأمين الساحل سيعرقل خطوط إمدادات الحوثي ويدفعهم نحو طاولة المفاوضات. وأشاروا أن الحفاظ على هذا الوجود العسكري سيكون شرطا أساسيا لأي حل سياسي للنزاع.
وقال مسؤول يمني، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الوضع: "السعودية والإمارات قلقتان جدا من النفوذ الإيراني، لذا يسعيان للحفاظ على بعض الوجود العسكري على السواحل اليمنية حتى لو انتهت الحرب".
وقام الحوثيون بنشر عدد غير معروف من الألغام البحرية العائمة في ممر باب المندب المائي بين اليمن وشبه الجزيرة العربية. أحد هذه الألغام قتل اثنين من رجال خفر السواحل اليمنيين في مارس 2017 أثناء محاولتهما نزع فتيل اللغم.
ويمكن أن تشكل هذه الألغام تهديدًا للسفن التي تمر عبر أحد الممرات البحرية الأكثر ازدحاما في العالم، والتي تمر منها ما يقرب من 5٪ من إمدادات النفط في العالم.
وعانى الحوثيون، مؤخراً، من هزائم وانتكاسات كبيرة في معارك القتال الرئيسية.
وفي هذا الخصوص، قالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، عانى الحوثيون بشكل واضح، خلال الأشهر الثلاثة الماضية - منذ اغتيالهم الرئيس صالح، سلسلة من النكسات السياسية والاقتصادية والعسكرية الهائلة والتي بدورها أضعفت موقفهم.
وأضافت أنه منذ اغتيالهم الرئيس صالح في ديسمبر الماضي، تم دحر الحوثيين من مناطق استراتيجية مهمة في شبوة والخوخة وحيس وغيرها. وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش اليمني تقدمه في الحديدة ونهم وتعز، لقطع خطوط إمدادات الحوثيين، تاركةً قواتهم في العاصمة صنعاء عرضة للخطر، بحسب المجلة الأمريكية.
كما أكدت المجلة فشل الحوثيين في استعادة ما خسروه في نهم والجوف ومارب وتعز وحيس وغيرها من المناطق المهمة.