خبراء: استنساخ تجربة «حزب الله» في اليمن تهديد للأمن الإقليمي والدولي
حذر خبراء سياسيون أردنيون من مساعي إيران إلى استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في اليمن، مؤكدين أنها في السابق، استغلت مداخل الأزمات التي حصلت في المنطقة وانشغال العالم في محاربة «داعش»، واستطاعت فرض نفوذها في كل من سوريا والعراق، ولكن مسألة اليمن تختلف، من حيث التوقيت والجهود الدولية الرامية إلى وقف هذه المطامع التوسعية في المنطقة العربية.
دولة داخل الدولة
وأكد عضو مجلس النواب الأردني، يحيى السعود، أن «النية الإيرانية واضحة بقوة، وذلك من خلال الدعم متعدد الأوجه للحوثيين، وهذا التوجه في غاية الخطورة، فوجود حزب مسيطر على مفاتيح ومقدرات الدولة، كما هو حاصل في لبنان، يعني وجود دولة داخل دولة، وبالتالي، يمس الدولة اليمنية ووجودها والسيادة التي تمارسها، وسيطيل من عمر الأزمة اليمنية، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً».
وبين السفير الأردني السابق في إيران، د. بسام العموش، أن «المساعي الإيرانية واضحة وضوح الشمس، فقد أعلنوا أنهم يحتلون أربع عواصم عربية، وبالتالي، خطورة الهيمنة والاحتلال والسيطرة، في الوقت الذي تعاني منه المنطقة العربية من الأزمات»، موضحاً: «نحن بحاجة إلى مواقف حازمة وجدية من العرب تجاه المطامع الإيرانية، ووضع حد لها، فالمنطقة لا تحتمل المزيد من التصدعات».
ويلات مستقبلية
الكاتب الصحافي كمال زكارنة يؤكد أن «مد يد المساعدة الإيرانية للحوثيين لم يأتِ من دون أهداف، ولكن ستظهر نتائجها على المدى البعيد، وأهم الأهداف الإيرانية في اليمن هو استنساخ تجربة تأسيس حزب الله اللبناني، كما حصل في كل من سوريا والعراق، فتزويد الحوثيين بالخبراء العسكريين والأسلحة وغيرها، إنما يأتي ضمن استراتيجية بناء أرضية صلبة لهم».
ويضيف: «وفي حال ظهور حزب الله في اليمن بشكل فعال وقوي، فذلك سيشكّل خطورة، ليس على اليمن وحده، وإنما على دول المنطقة العربية الرافضة للسياسات الإيرانية التوسعية، ونجاح هذا الاستنساخ سيعزز نفوذها ومساعيها إلى وضع يدها على دول أخرى مستقبلاً، وبالتالي، هذا التصور يستدعي وقوف الدول العربية جنباً إلى جنب، وحماية اليمن والمنطقة من هذه الويلات».
وأشار تقرير لمعهد «غلوبال ريسك اينسايتس» البريطاني إلى أن إيران تمددت عبر استنساخ نموذج ميليشيا «حزب الله» داخل دول المنطقة، بذريعة الدفاع عن أمنها القومي، وتأمين حدودها الخارجية. وأصبح الطريق من طهران إلى بيروت ليس معبراً لنقل الحرس الثوري وفيلق القدس والأسلحة والإمدادات فحسب، بل الأيديولوجية والنفوذ في عمق الأراضي العربية أيضاً.