Image

تقرير غربي: قنابل الحوثيين تشابه قنابل حزب الله في لبنان

كشفت مؤسسة مراقبة دولية، عن قنابل على أشكال صخور زرعتها مليشيات الحوثيين في اليمن، تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين، ما يشير إلى بصمة إيرانية في صنعها.

وقال "مركز أبحاث التسلح في الصراعات" ومقره لندن، وهو مؤسسة مختصة بمراقبة وتتبع مصادر الأسلحة المستخدمة في الصراعات، في تقرير نشر الاثنين 26 مارس 2018، إن هذا التشابه يكشف النفوذ الإيراني في المنطقة وفي صناعة هذا النوع من القنابل، ويؤكد الاتهامات الموجهة لطهران بدعم الحوثيين عبر تزويدهم بالأسلحة والصواريخ.

ويأتي تقرير "أبحاث التسلح في الصراع" في وقت يتهم فيه الغرب والأمم المتحدة إيران بتزويد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية في سبتمبر 2014.

وقام فريق مركز "أبحاث التسلح في الصراعات" بزيارة اليمن، لفحص تتبع الأسلحة، حيث عثر على قنابل على شكل صخور مزيفة في يناير 2017 بالقرب من مدينة المخا التي تبعد 250 كيلومترا جنوب غرب العاصمة صنعاء.

وبعد فحص هذه الصخور توصل المركز إلى أنها تحمل تشابها مع قنابل مماثلة استخدمها حزب الله في لبنان ومتمردون في العراق والبحرين.

قنابل الحوثيين تشابه قنابل حزب الله في لبنان
قنابل الحوثيين تشابه قنابل حزب الله في لبنان

ولفت أن القنابل كانت مغطاة بالألياف الزجاجية، ومعبأة بالمتفجرات، كما أنها يمكن أن تنفجر باستخدام موجات الراديو أو الأشعة تحت الحمراء.

كما توصل الفريق الدولي أيضًا إلى أن هناك ثلاثة أنواع منها، بما في ذلك الألغام المضادة للأفراد، والعبوات الناسفة، التي يمكن أن تخترق العربات المدرعة، واستخدمت ضد القوات الأمريكية في العراق.

كما وجد المحققون أيضًا نوعا من الأسلاك المصنوعة في الصين وتستخدمها إيران عادة في صنع العتاد.

وفي هذا السياق، قال رئيس العمليات الإقليمية في المركز تيم ميتشيتي، "إن الإنكار الإيراني لتسليح الحوثيين، الذي كان مقبولا في فترة ما، لن يعد مقبولا بعد الآن".

وأضاف: "بمجرد تفكيك المكونات التي صنعت منها هذه القنابل، نصل فورا إلى الموردين الإيرانيين".

وفحص خبراء مستقلون أيضًا القنابل، وتوصلوا إلى أن تركيبتها تشير إلى أن صانعها لديه درجة من المعرفة والخبرة في بناء الأجهزة التي تشبه القنابل التي تمتلكها إيران وحزب الله.

بمجرد تفكيك المكونات التي صنعت منها هذه القنابل.. نصل فورا إلى الموردين الإيرانيين
بمجرد تفكيك المكونات التي صنعت منها هذه القنابل.. نصل فورا إلى الموردين الإيرانيين

وقام محققو المركز بمقارنة الأرقام التسلسلية لطائرات دون طيار استخدمت في "هجمات كاميكاز" ضد منظومات صواريخ دفاعية قام بها الحوثيون وظهر أنها مصنعة بنسخة إيرانية معروفة.

وخلص فريق التحقيق التابع للمركز الدولي إلى وجود رابط مع مصانع إيرانية لهذا النوع من الطائرات دون طيار. ولاحظ أن النسخ من هذه الطائرات التي استخدمها الحوثيون شبيهة بالنسخ الإيرانية التي تظهر في أحد الفيديوهات الترويجية الصادرة عن إيران والتي تبث على موقع يوتيوب، والتي تستخدمها إحدى الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا في العراق.

وجد المحققون أيضا نوعا من الأسلاك المصنوعة في الصين وتستخدمها إيران عادة في صنع العتاد
وجد المحققون أيضا نوعا من الأسلاك المصنوعة في الصين وتستخدمها إيران عادة في صنع العتاد

وكان مركز "أبحاث تسلح النزاعات" قد كشف في نوفمبر الماضي أن الصواريخ المضادة للدروع التي وجدت في إحدى سفن الشحن الإيرانية مطابقة لتلك التي وجدت باليمن.

وأفاد المركز بأن أساطيل غربية عثرت داخل ثلاثة قوارب شراعية في بحر العرب هذا العام على أسلحة تطابقت مع أسلحة صودرت من مقاتلين حوثيين في اليمن.

وأضاف أن اثنين من القوارب التي لم تكن مسجلة، وبالتالي لا تتبع أي دولة، كانا من صنع شركة المنصور الإيرانية لبناء السفن التي يقع الحوض الخاص بها بجوار قاعدة للحرس الثوري الإيراني.

وذكر التقرير أن بعض الأسلحة التي صودرت في الهجوم على القوارب حملت أرقام تسلسل أسلحة جديدة، مما يشير إلى أنها أتت من مخزون إحدى الدول، كما أن أرقاما تعريفية لأسلحة مضادة للدبابات عثر عليها في أحد القوارب تطابق أرقاما إنتاجية لأسلحة مشابهة جرت مصادرتها من الحوثيين.

الإنكار الإيراني لتسليح الحوثيين الذي كان مقبولا في فترة ما لن يعد مقبولا بعد الآن
الإنكار الإيراني لتسليح الحوثيين الذي كان مقبولا في فترة ما لن يعد مقبولا بعد الآن

وتعتقد أوساط دولية مراقبة أن التقارير التقنية حول خطوط التسلح بين إيران واليمن تميط اللثام عن خطط إيران الاستراتيجية للإمساك بمفاصل المنطقة برمتها وهو أمر لا يمكن تسويقه لدى المجتمع الدولي بصفته حاجة من حاجات الأمن الاستراتيجي لإيران.

ويقول المركز، إن وجود طائرات دون طيار إيرانية الصنع في اليمن لا يثبت فقط الدعم العسكري الذي تقدمه إيران للحوثيين، بل يقدم دليلا آخر على الدور الذي تلعبه إيران بدعم الحوثيين في تصعيد هجماتهم ضد قوات التحالف.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها أوقفت سفن شحن إيرانية كانت تنقل أسلحة في مضيق باب المندب تجاه السواحل اليمنية. وعلى الرغم من أن روايات تحدثت عن أن هذه الشحنات كانت متوجهة إلى الصومال إلا أن تقارير متخصصة سلطت الضوء على دور الموانئ الصومالية كنقاط لنقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.