Image

تصاعد المخاوف من مجاعة في السودان مع تفاقم الأزمة في بورتسودان إثر هجمات بطائرات مسيّرة

 تتصاعد المخاوف من أزمة إنسانية خانقة في السودان، بعد سلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت بنى تحتية حيوية في مدينة بورتسودان، شملت مستودعات للوقود، المطار، ومحطة الكهرباء الرئيسية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود بأكثر من 50%، وفقاً لشهادات سكان محليين لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقال ينس ليرك، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن هذه الهجمات تُنذر بتداعيات كارثية، قائلاً: "عندما تُقصف محطة كهرباء أو يتعطل مستودع وقود، تتأثر الكهرباء، ويعجز المزارعون عن الحصول على المياه، ما يرفع الأسعار ويزيد من معاناة السكان".

ويواجه نحو 25 مليون سوداني خطر انعدام الأمن الغذائي الشديد، بحسب تقارير مراقبين دوليين، بينما أكد برنامج الغذاء العالمي وجود مجاعة فعلية في **عشر مناطق، مع تصنيف 17 منطقة أخرى ضمن نطاق الخطر.

  بورتسودان تحت النار.. والجيش يتهم "الدعم السريع"

كانت بورتسودان تُعد آخر معاقل الاستقرار ومركزاً رئيسياً للمساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2023، إلا أن الهجمات الأخيرة وضعت المدينة في دائرة الاستهداف. واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجمات، فيما أعلن السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة، متهماً إياها بدعم الميليشيا شبه العسكرية.

وقالت الأمم المتحدة إن الحرب في السودان تسببت في "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، مؤكدة أن بورتسودان تُعد شرياناً أساسياً لإدخال المساعدات، لاحتوائها على المطار الدولي الوحيد العامل وموانئ بحرية رئيسية.

وفي أبريل 2025، أرسل برنامج الأغذية العالمي قافلة محمّلة بـ1000 طن متري من المساعدات الغذائية من بورتسودان إلى مدينة الفاشر المحاصرة، لتغذية 100 ألف شخص.

  قلق متزايد من تعثر إيصال المساعدات

عبرت منظمات إنسانية عدة عن خشيتها من أن تعرقل الهجمات تدفق الإمدادات الطبية والغذائية. وقال شاشوات سراف، المدير القُطري للمجلس النرويجي للاجئين: "الوضع حرج أصلاً، وهذه الضربات ستزيده سوءاً. طرق الإمداد إلى السودان محدودة للغاية، ولا تصل إلى كل المناطق".

من جهتها، أكدت جمعية إنقاذ الطفل أن توقف الرحلات الجوية من بورتسودان سيقيد عملها بشكل كبير، لا سيما في ما يخص حركة الطواقم والإمدادات الأساسية.

  "الملاذ الأخير" يتحول إلى منطقة حرب

في الجانب الإنساني، يعاني آلاف النازحين من حالة من الرعب والفوضى، كما تروي **حواء مصطفى**، وهي معلمة فرت من مدينة الجنينة في دارفور، وتعيش الآن في مأوى للنازحين في بورتسودان مع أطفالها الأربعة.

تقول حواء: "كنا نعتقد أن بورتسودان ملاذ آمن، لكننا الآن نسمع أصوات الطائرات المسيّرة والمضادات الأرضية... عدنا إلى أجواء الحرب والرعب".

تعيش حواء دون زوجها العالق في الجنينة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وهي مسؤولة وحدها عن أطفالها، وتخشى أن تنهار أوضاع المدينة. تقول: "لا أدري إلى أين أذهب إذا ساء الوضع هنا أيضاً. كنت أحلم باللجوء إلى دولة مجاورة، لكن يبدو أن هذا الحلم بات بعيد المنال".