Image

الإحداثيات .. ذريعة حوثية لقمع واختطاف المواطنين

حملة مسعورة تشنها عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران في اليمن" ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، منذ أسابيع، شملت اختطافات، ومداهمات وملاحقات، ومصادرة الأجهزة التقنية، وحظر التطبيقات، وسحب كاميرات المراقبة، ومراقبة الاتصالات، وفرض قيود على التنقل.

وتأتي الحملة المسعورة بالتزامن مع انكشاف عورة العصابة الحوثية الإرهابية في الداخل وتلقيها ضربات موجعة من قبل الطيران الأمريكي، بحيث وجدت نفسها في مأزق وجودي مع المواطنين الذين أصبحوا يرفضونها ويعلنون تذمرهم منها بشكل واضح.

وتشير التقارير إلى أن نسبة المختطفين خلال الفترة الاخيرة تجاوزت المئات، فضلًا عن المداهمات والملاحقات.  

وبحسب التقارير المرصودة من داخل المناطق التي تسيطر عليها العصابة الحوثية، فإن نسبة السخط المجتمعي أصبحت حالة عامة تخشى العصابة منها أشد الخشية، وتسبب لها ارتباكًا واضحًا لا تدري كيف تتصرف معه، فتلجأ إلى أسلوبها الترهيبي المتبع في الاختطافات والتجسس والمداهمات وفرض القيود المتواصلة حتى على المحلات التجارية الصغيرة، فضلًا عن الأسواق والتجمعات.

ومن حين لآخر تصدر أجهزتها الأمنية وتوابعها تعميمات أكثر تضييقا على تلك المحلات ومنازل المواطنين وتلزم عقال الحارات برفع تقارير يومية عما يحدث من تجمعات وعن أي استحداثات في شبكات الإنترنت داخل هذه الحارة أو تلك وإلزام أصحاب المحلات بعدم ربط كاميرات المراقبة الموضوعة داخل وخارج كل محل بأي جهاز هاتف أو كمبيوتر، وغيرها من التعميمات المشددة والتي تفصح عن حالة رعب حقيقية تعيشها الجماعة.

فضلا عن ذلك، تكثف عصابة الحوثي من إجراءاتها الأمنية بمصادرة الأجهزة التقنية، وحظر التطبيقات، وسحب كاميرات المراقبة، ومراقبة الاتصالات وفرض قيود على التنقل.

كما أنها تشن منذ أسابيع حملة ملاحقات واختطافات طالت سائقين وباعة متجولين ووجاهات قبلية وموظفين في وكالات الإغاثة الأممية والمنظمات الإنسانية، مبررة الخطوة بأنها "ضمن إجراءاتها الأمنية لإبعاد الأعين عن تحركاتها".

يخشى الحوثيون بشكل كبير من تكرار ما حدث مع حزب الله اللبناني من اختراقات عبر الأجهزة والمعدات التقنية والتكنولوجية، بما في ذلك التطبيقات والبرامج المختلفة. لذلك، وبحسب المعطيات المتوفرة، تم مصادرة جميع الأجهزة التي تصدر ذبذبات أو إشارات، كما فرض الحوثيون حظراً على العديد من البرامج والتطبيقات الذكية. بالإضافة إلى ذلك، تم سحب كاميرات المراقبة من الشوارع، وعاد قادتهم إلى استخدام تقنيات وأجهزة اتصال قديمة استولوا عليها بعد دخولهم صنعاء في عام 2014، أو الاعتماد على الأنظمة التي وفرتها لهم إيران.

وشددت مليشيا الحوثي قبضتها على من ينقل أو ينشر معلومات أو صور وفيديوهات عن الغارات الجوية، خاصة تلك التي تتعلق بالمناطق المستهدفة والخسائر الناتجة عنها. حيث يتم اختطاف من يشارك في نشر مثل هذه المعلومات.

وذكرت مصادر محلية أن المليشيا اختطفت مؤخراً عدداً من المواطنين في منطقة بني مطر غرب صنعاء بتهمة تسريب فيديوهات تظهر لحظة استهداف غارات أمريكية لمخازن للمليشيا في المنطقة، وذلك بهدف إخفاء مدى نجاح الضربات الأمريكية وما إذا كانت قد حققت أهدافها أم لا.

يبدو أن هناك حملة قمعية تشنها جماعة الحوثي ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، وتشمل هذه حملات تنكيل ومداهمات واختطافات وفرض قيود على الحريات، ما يثير القلق بشأن حقوق الإنسان والحقوق الفردية للمواطنين في مناطق المليشيا الحوثية الإرهابية.