
اليمن 2011 .. حينما غابت الديمقراطية حضر السلاح
ال27 من ابريل يوم مشهود للديمقراطية في اليمن، والتي أرسى مداميكه الزعيم علي عبد الله صالح -رحمه الله- حينما منح الشعب حرية اختيار من يمثله بالبرلمان والمجالس المحلية، وصولًا الى انتخاب رئيس الجمهورية عبر صناديق الاقتراع، يحكم نفسه بنفسه فعلًا وليس قولًا.
"المنتصف" أجرت عددًا من اللقاءات لتسلط الضوء على تلك التجربة الفريدة من نوعها.
يظل هذا اليوم حاضرًا في ذاكرة اليمنيين، وما آلت إليه البلد بعد 2011، والى اليوم، من تسلق العصابات والمليشيا الى كرسي الحكم عبر الانقلاب، وإشعال الحرب، وتدمير كل مقدرات الدولة اليمنية الحديثة في مساعٍ لإعادة عجلة التاريخ إلى عهد الائمة.
الشعب يحكم نفسه
يقول الناشط عبد السلام الدعيس، "ان اليمن استطاعت ان تقدم تجربة فريدة في ممارسة الحياة الديمقراطية من خلال ممارسة اليمنيين لحقهم في اختيار من يمثلهم في البرلمان والمجالس المحلية عبر صندوق الاقتراع بعد أن عدلت القوانين، وأصبح الشعب يحكم نفسه حتى وصل الى مشارف تجربة أخرى فريدة لم يستطع استيعابها الكثير من شعوب العالم المتقدمة، وذلك في انتخاب رئيس الجمهورية. تلك التجربة الديمقراطية حظيت بتقدير الأسرة الدولية التي تابعت خطواتها بإعجاب منذ لحظة ميلادها مقترنة بإعلان قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990، وباركت وأيّدت النجاحات التي أحرزتها اليمن، وكان يوم ال27 من أبريل 1993بداية اول انتخابات برلمانية ناجحة بكل المقاييس وبمشاركة شعبية منقطعة النظير".
حراك ديمقرطي
التربوي سالم اليافعي قال:
"هذه التجربة الرائدة عززت الحراك الديمقراطي الذي تجلى في نظام سياسي تعددي تميّز بوجود مساحة من حرية الرأي عززت من مسيرة الديمقراطية التي سارت بخطوات حثيثة على صعيد ترسيخ قيم الديمقراطية، ذلك المسار الذي رسمه الشهيد صالح وأغضب أنصار التخلف ودعاة الديكتاتورية الذين أعلنوا حربًا شعواء على النظام السياسي بعد ان وجدوا في الديمقراطية عاملًا طاردًا لطموحهم في الوصول إلى كرسي السلطة فكانت المؤامرة لإسقاط النظام وإدخال اليمن في أتون حرب على النظام الجمهوري والحرية والديمقراطية. وها نحن نجني ثمار الفوضى "حرب وتشريد ودمار وأزمات متلاحقة انعكست سلبًا على الحياة السياسية والاجتماعية".
غابت الديمقراطية وحضر السلاح
الصحفية تهاني القدسي تقول:
"أن ما يميز الممارسة الديمقراطية أنها تمارس من أعلى مستويات الهرم القيادي للدولة إلى مستويات القاعدة الشعبية، ولأن الشهيد صالح وصل الى الرئاسة عبر الديمقراطية، غادر السلطة بنفس الطريقة حينما سلّم قيادة البلد الى نائبة بطريقة ديمقراطية وسلسة ليعود لممارسة حياته السياسية كمواطن جل همه الوطن ورفعته، إلا أن اليمنيين وجدوا أنفسهم عند مفترق طرق يتقاتلون لاستعادة الشرعية بعد ان انقلبت مليشيا الحوثي على الدولة واحتلت القصر الجمهوري بالقوة. فحينما غابت الديمقراطية حضر السلاح واشتعلت الأرض نارًا تحت أقدام اليمنيين الذين فقدوا دولتهم وزعيمهم، لم يتبقَ لهم إلا أن يتذكروا ذلك الزمن الجميل".
المواطن على الهامش
يقول الأستاذ عبد رحمن الهوش : "منذ ال27 من ابريل 1993 والى ما قبل 2011، شهدت اليمن الكثير من التحولات السياسية في سبيل تعزيز الديمقراطية، وكانت التجربة اليمنية فريدة بشهادة دول العالم، أخذت تتجذر عامًا بعد عام على طريق بناء اليمن الحديث في ظل قيادة رشيدة همها البناء والتنمية، وإشراك المواطن في صنع القرار وبما يلبي طموحه وتطوير بلده. اليوم أين صرنا؟، وكيف أصبحنا حينما تسلل السلاليون والطائفيون الى القرار السياسي، وأصبح المواطن على الهامش؟".