Image

تحالف الظل: "الدائرة 30" تكشف مرحلة جديدة من التنسيق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن

دخل التحالف السري بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة مرحلة أكثر خطورة وتعقيدًا، بعد إنشاء الحوثيين دائرة أمنية خاصة تُعنى بتنسيق وتوجيه عمليات التنظيم الإرهابي، خصوصًا في المناطق المحررة جنوب اليمن، وفقًا لمصادر أمنية مطلعة.

تحالف غير معلن وهدف مشترك

في خضم الصراع الدائر في اليمن، يبدو أن خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة باتت أكثر ضبابية، بعد الكشف عن تعاون استخباراتي ممنهج بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة. وتقول المصادر إن هذا التعاون يدار من خلال ما يُعرف بـ"الدائرة 30" التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، والتي أوكلت إليها مهمة إدارة وتنسيق هجمات القاعدة ضد القوات الجنوبية، ضمن أجندة مشتركة تستهدف تقويض الاستقرار في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين.

اجتماعات سرية وتنسيق ميداني

وتتزامن هذه المعلومات مع تقارير تحدثت عن لقاءات سرية رفيعة المستوى عقدت بين قيادات حوثية وأخرى من القاعدة، بهدف توحيد الجهود ضد ما وصفوه بـ"العدو المشترك"، في إشارة إلى الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها.

"الدائرة 30": العقل المدبر

بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات اليمني (P.T.O.C)، فإن "الدائرة 30" تُعد وحدة استخباراتية متخصصة داخل جهاز أمن الحوثيين، تُشرف على تقديم الدعم اللوجستي والفني لتنظيم القاعدة. ويقودها عنصر حوثي يُعرف بالاسم الحركي "أبو أويس"، يتولى مسؤولية التخطيط المشترك للعمليات الإرهابية، وإدارة قنوات الاتصال بين الطرفين.

وتتمثل أبرز مهام هذه الدائرة في:

تنسيق الهجمات التي تنفذها القاعدة ضد القوات الجنوبية والمناطق المحررة.

تهريب الأسلحة والمخدرات لتمويل الأنشطة الإرهابية.

تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات عسكرية وأمنية بارزة.

تزويد عناصر القاعدة بوثائق مزورة لتسهيل تحركاتهم داخل اليمن وخارجه.

توفير ملاذات آمنة لعناصر التنظيم داخل مناطق الحوثيين مثل صنعاء وإب.

شبكة دعم موازية

ولا تقتصر مهام الحوثيين على "الدائرة 30"، بل يمتد نفوذهم إلى شبكة أوسع من الوسطاء والمشرفين الأمنيين، خاصة في محافظة البيضاء، ممن يسهلون تحركات عناصر القاعدة ويوفرون لهم الدعم الاستخباراتي. من أبرز هذه الأسماء:

مجاهد مرداس: مسؤول التعبئة في مديرية الملاجم.

محمد عبدالوهاب ثوبان الديلمي: مشرف السجن المركزي في محافظة ذمار.

وتشير التقارير إلى قيام الحوثيين بإطلاق سراح عدد كبير من عناصر القاعدة من السجون، بعد إخضاعهم لبرامج تدريب طائفي وعسكري، تمهيدًا لإعادة توظيفهم في عمليات أمنية ومهام ميدانية.

تسليح متطور ومهام دقيقة

ووفقًا للمصادر، زود الحوثيون تنظيم القاعدة بأسلحة متنوعة، من بينها عبوات ناسفة وطائرات مسيرة حديثة، تم استخدامها في هجمات نوعية ضد مواقع الجيش في محافظتي شبوة وأبين. كما كلفوا بعض عناصر القاعدة بمهام استخباراتية دقيقة، أبرزها الرصد والتنسيق مع خلايا نائمة في مناطق مثل: روضة الجعادنة (أبين)، خورة، الصعيد، عرماء، وحبان (شبوة)، إضافة إلى مناطق استراتيجية في حضرموت كـ زمخ، منوخ، والعبر.

غرفة عمليات موحدة بإشراف إيراني

وتؤكد مصادر استخباراتية أن التحالف الحوثي-القاعدي بات يمتلك غرفة عمليات موحدة، تُدار بدعم وتوجيه إيراني مباشر.

 ويُعتقد أن هذه الغرفة تُنسق بشكل دوري عمليات مشتركة تستهدف القوات الحكومية اليمنية، بهدف إرباك المشهد الأمني والسياسي وإضعاف مؤسسات الدولة.

ويُجمع مراقبون على أن الحوثيين يستغلون الجماعات الإرهابية كورقة ضغط سياسية في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليًا والمجتمع الدولي، ويعيدون تدوير العناصر المتطرفة لتكون أداة لضرب الخصوم وخلط الأوراق على الساحة اليمنية.