
اليمنيون تحت رحمة الأسلحة الإيرانية .. معسكرات ومخازن وأنفاق محيطة بالمدن والأحياء السكنية.. مخطط الموت
مع استمرار الضربات والغارات الجوية المكثفة التي تشنها القوات الأمريكية على أهداف ومواقع تابعة لعصابة الحوثي الإيرانية، والمصنفة ارهابية، في اليمن، والتي بدأت في 15 مارس الماضي، يظل السؤال المطروح هل تمكنت فعلًا من تقويض قدرات الحوثيين العسكرية؟!.
يتابع اليمنيون بدقة مجريات تلك العمليات الأمريكية ضد العصابة الإيرانية التي استباحت بلادهم، ونكَّلت بكل الطرق والوسائل، ينتظرون زوالها بكل لهفة وأمل أن يتم تدميرها وإزالتها من واقعهم، باعتبارها أسوأ كابوس حل عليهم وبلادهم.
وفيما أن العصابة الحوثية الارهابية، تعتمد على بقائها وممارسة بطشها بحق اليمنيين على السلاح الإيراني الذي لديها وما نهبته من مخازن ومواقع الجيش اليمني بعد انقلابها في ٢٠١٤، يبقى تدمير مصدر قوتها مطلب رئيسي وعلى رأس أولويات اليمنيين.
ومن هذا المنطلق، سنحاول في هذه السطور التطرق إلى بعض المناطق الهامة والاستراتيجية التي أعدتها عصابة الحوثي بالتعاون والإشراف والتمويل من قبل إيران، لتكون مخازن ومنشآت تضم أسلحتها التي تسميها استراتيجية، وتستخدمها ضد اليمنيين والعرب وحتى العالم، وذلك من واقع المعلومات المتوفرة وطبيعة وأهمية تلك المناطق بالنسبة للعصابة الحوثية ومن خلفها إيران.
صعدة .. المعقل والحصن والمناطق
تُعد محافظة صعدة الواقعة شمال اليمن، وعلى مقربة من الحدود السعودية الجنوبية، ذات أهمية استراتيجية أولى بالنسبة للمخطط الإيراني القائم على أفكار ومبادئ الثورة الخمينية المشؤومة.
وعلى هذا الأساس تم اختيار صعدة لتكون معقلًا للعصابة الحوثية المرتبطة فكريا وعقائديا وحتى بالدم والنسب بالايرانيبن "الفرس"، لذا تم الاتفاق بسخاء من قبل النظام الإيراني لتحصينها وتحويلها إلى ما يشبه الجغرافيا الإيرانية.
فمنذ تسعينيات القرن الماضي، عملت إيران من خلال خبراء ومخبرين يتبعون الحرس الثوري الايراني الذراع الإرهابية للنظام في طهران، تنكروا تحت هيئة أطباء ومستثمرين ورجال دين، لبدء تنفيذ مخطط الخمينية في اليمن من بوابة الفكر الاثنى عشري.
وبعد تأهيل عناصر من بيت بدر الدين الحوثي ومقربين لها، بدأ المخطط في التنفيذ على أرض الواقع مع بدء العصابة في مقارعة الدولة والتمرد عن قوانينها، وذلك مطلع الألفية الحالية لتتمكن أيران خلال الفترة الممتدة من ٢٠٠٤ إلى ٢٠١٠ بمساندة بعض دول الاقليم، من ترسيخ تواجدها في اليمن وبالتحديد في محافظة صعدة التي حاول النظام السابق من خلال ستة حروب إفشال وتدمير ذلك المخطط، لكنه اصطدم في ٢٠١٢ بوجود قوى سياسية تعمل في إطار ذلك المخطط الإيراني.
وخلال فترة فوضى فبراير ٢٠١١ وحتى ٢٠١٥ تمكنت إيران بتواطؤ قوى الفوضى باليمن من إدخال شحنات أسلحة بكميات كبيرة وتسليمها للعصابة الحوثية ذراعها الطائفي المسلح في اليمن، تم تخزين تلك الأسلحة بشكل مباشر في صعدة معقل العصابة وزعيمها.
وعلى مدى سنوات الحرب التي بدأت في مارس ٢٠١٥ وحتى اليوم، تواصل إيران إرسال جميع أنواع الأسلحة إلى الحوثيين، بما فيها الصواريخ والمسيَّرات والتقنيات العسكرية الحديثة، بشهادة وتوثيق تقارير دولية وأممية.
وخلال الفترة التي أعقبت انقلابها على الدولة في سبتمبر ٢٠١٤، عمدت عصابة الحوثي على اقتحام معسكرات ومخازن الجيش اليمني في صنعاء ومناطق أخرى اجتاحتها خلال تلك الفترة ونقلت معظم وأهم تلك الأسلحة إلى صعدة وعمران.
صعدة .. ترسانة أسلحة متنوعة
ومنذ ذلك الحين، عمدت إيران عبر خبرائها العسكريين وقواتها من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إلى جانب وكلائها في اليمن الحوثيبن، على تحويل صعدة إلى ما يشبه القاعدة العسكرية التابعة لها، وقامت بربطها بموانئ الحديدة وجزرها وعلى رأسها جزيرة كمران.
وبعد استشهاد الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح على يد المخابرات الإيرانية والأجنبية في ديسمبر ٢٠١٧ استباحت إيران كل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، فبدأت بتشييد المتشآت العسكرية المحصنة، وقامت بحفر انفاق استراتيجية وبنَّت قواعد عسكرية ثابتة ومتنقلة في مناطق عدة أبرزها في صعدة والحديدة والبيضاء ومحيط مأرب.
وإلى جانب استخدامها معسكرات ومواقع ومخازن الجيش اليمني السابق في عمليات تشبه إلى حدا كبير العمليات اللوجستية، إلا أنها انشأت واستحدثت مواقع عسكرية خاصة بوكلائها في اليمن الحوثيين، غير معروفة لليمنيين أنفسهم، لكي تستخدمها ضد الداخل اليمني اولًا لحماية تلك العصابة، وتتخذها منطلقا لتنفيذ مخططها بالمنطقة ثانيًا.
ومن هذه الاستراتيجية العسكرية الإيرانية التي استغلت فيها الطبيعة الجغرافية لليمن، نجد أن صعدة في مقدمة المناطق اليمنية التي تركزت فيها العمليات الانشائية العسكرية لإيران وذراعها الحوثية لاعتبارات أشرنا إليها سابقا، أبرزها أنها معقل العصابة وزعيمها، وقربها من المقدسات الإسلامية في السعودية.
مخطط توزيع الترسانة الإيرانية بصعدة
عمدت إيران خلال السنوات الثلاث الأخيرة على تحويل صعدة كما يقال إلى أصفهان ثانية، وذلك من خلال تحويل معظم مناطقها إلى مواقع وثكنات عسكرية ايرانية بامتياز، ليس للحوثيين وكلائها باليمن فيها سوى التأمين والقتال للدفاع عن تلك المنشآت الإيرانية.
وفقًا لمصادر يمنية متعددة، فقد اختارت إيران المناطق الحدودية والمحاذية مباشرة للحدود السعودية سواءً في صعدة أو الجوف أو حجة، إلا أن صعدة هي النقطة الرئيسية والأهم بالنسبة للمخطط العسكري الإيراني لنفس الاعتبارات المذكورة سابقًا.
ووفقًا للمصادر المتعددة، تُعد المناطق الممتدة من مدبرية كتاف البقع، مرورًا بمديرات باقم، والصفراء ومنبه وصولًا إلى ضحيان، مناطق تنتشر فيها المواقع والمنشآت والأنفاق والتحصينات الإيرانية - الحوثية.
ومع ذلك تظل منطقة مران مسقط رأس زعيم العصابة عبدالملك الحوثي في مديرية حيدان، هي المنطقة الأكثر تحصينًا وتضم مخازن أسلحة نوعية أو ما يسمى الاستراتيجية، وفقًا الحوثيين. تمتد تلك المواقع والمخازن إلى مديرية الظاهر على مقربة من حجة وعلى الطريق نحو سواحل حجة التي كانت مصدرًا لدخول الأسلحة الايرانية إلى صعدة.
مناطق عسكرية مغلقة بصعدة
وتوجد في صعدة مناطق مغلقة وممنوعة على السكان، خاصة تلك الواقعة في كتاف والصفراء ومجز، ومنها المرتفعات الجبلية التابعة لمنطقة آل مقبل، والتي تتصل بمنطقة "العصايد" شمالا وتقع إلى الجنوب من الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة وكتاف- البقع، وترتبط بسلسلة جبلية تمتد إلى أملح آل سالم، ويحدها غربا مناطق عكوان وكهلان التي يقع فيها معسكر كهلان.
وكذا منطقة وادي العشاء الذي توجد فيه قاعدة عسكرية مستحدثة والمتصلة بالطريق الرئيسي الرابط ببن مدينة صعدة وكتاف، كما حولت منطقة بني حذيفة إلى منطقة مغلقة وكذا الرزيمات، ومحيط معسكر كهلان.
صنعاء الحصن السياسي الأهم
تُعدُّ العاصمة المختطفة صنعاء بالنسبة لإيران ووكلائها الحوثيين، ذات أهمية معنوية كبيرة باعتبارها عاصمة البلاد السياسية ورمزية الحكم، لذا كان لها أهمية كبيرة من قبل المخطط الإيراني ولو انها ليست بأهمية صعدة.
ومع أن طبيعة العواصم لدى معظم أنظمة الحكم في العالم، تكون ذات أهمية عسكرية كبيرة إلى جانب أهميتها السياسبة، كانت صنعاء بالنسبة للنظام السابق على هذا الأساس مهمة عسكريا، وجب تحصينها جيدا، من خلال نشر قوات عسكرية كبيرة ونوعية فيها.
وعلى هذا الأساس ووفقا لما عاشته البلاد بعد ثورة ٢٦ سبتمبر من احداث، تم بناء مواقع عسكرية استراتيجية فيها إلى جانب المواقع التي تركتها القوات العثمانية قبل دحرها من اليمن.
وعند احتلال صنعاء من قبل الإيرانيين ووكلائهم الحوثيين في 2014، وتمكينهم من قبل نظام حكم الرئيس عبدربه منصور هادي من معسكرات ومواقع الجيش والامن، بعد تعريضها لمخطط ما سمي الهيكلة، تمكنت عصابة الحوثي من الاستيلاء على معظم تلك المواقع ومخازن الأسلحة فيها.
وكما أشرنا سابقًا، فقد نقلت العصابة معظم تلك الأسلحة إلى صعدة وصنعاء وبعد استشهاد الزعيم الصالح، استباحت تلك العصابة ومن خلفها إيران صنعاء ومواقع جيشها بالكامل، لتقوم بإعادة رسم خارطة توزيع وتمركز عناصرها، وكذا إنشاء واستحداث مواقع جديدة ذات طابع عسكري إيراني يشبه ما كان لدى حزب الله اللبناني في جنوب لبنان.
وخلال السنوات العشر الماضية تعرضت مواقع الجيش اليمني السابق ومخازن السلاح التي فيها لعشرات الغارات من قبل قوات التحالف العربي، تبعها غارات أمريكية وبريطانية، وحاليًا تتعرض الغارات أمريكية.
وبالمنطق العسكري، فإن تلك المواقع المعروفة لدى الجميع خاصة بعد ما سمي بهيكلة الجيش، التي كشفت للعالم اسرار القوات اليمنية، بعد تعرضها لسلسلة من الغارات، بالمنطق العسكري لا يمكن نقل أسلحة جديدة إليها.
ومن هذا المنطلق عمدت أيران إلى استحداث مواقع واتخاذ مخازن جديدة لتخزين أسلحتها التي قدمتها وتقدمها الحوثيين ومن بينها المسيَّرات والصواريخ المجنحة والحديثة التي تستخدمها حاليًا ضد الملاحة الدولية في البحرين الاحمر والعربي.
مواقع الأسلحة الايرانية بصنعاء
تؤكد المعلومات والتقارير الاستخباراتية، بأن عصابة الحوثي وتحت إشراف خبراء إيرانيين ومن حزب الله، قامت باستحداث مواقع عسكرية وتدريبية في محيط صنعاء، خاصة المناطق النائية فيها، لتكون بعيدة عن الجميع.
كما تؤكد، قيام الحوثيين بنقل بعض الصواريخ والمسيّرات ومنصات إطلاقها المتحركة، من تلك المواقع إلى مواقع الجيش اليمني السابقة بإطلاقها منها، لكي توهم الآخرين بأن تلك المواقع تضم تلك الأسلحة فيتم استهدافها بشكل متكرر، في حين تكون ترسانتها بعيدة عن الاستهداف.
ورغم ذلك تشير المعطيات الحالية، بأن خططها تلك باتت مكشوفة لدى القوات الأمريكية والاسرائيلية، خاصة وأن الغارات الأمريكية الأخيرة بدأت باستهداف تلك المواقع والمخازن السرية المنتشرة في مناطق نائية بمحيط صنعاء.
ومن تلك المناطق التي اتخذتها عصابة الحوثي مقرات لمعسكراتها ومخازن أسلحتها الايرانية، مديريات بني حشيش، وبني مطر، وبني احوات، وخواتم وسنحان، والحياة الخارجية، كنا تم نقل أسلحة إلى مخازن في محيط أمانة العاصمة، بلاد الروس وصباحة وجبل بعدان ومحيط عطان، وأخرى تم نقلها وتخزينها في هناجر ومنشآت مدنية وسط الأحياء وفي منازل قيادات العصابة البارزة والثانوية، في أمانة العاصمة أو قرى بريف صنعاء.
وتتحدث مصادر متعددة أنه تم نقل أسلحة وقيادات حوثية إلى مباني السفارات الأجنبية ومقرات المنظمات الدولية التي تم سحبها من صنعاء، وبعض المساجد والمدارس وحتى دار الايتام في جريمة إنسانية كبرى تسعى عصابة الحوثي لارتكابها.
كما تحدثت المعلومات والتقارير، عن وجود شبكة انفاق كبيرة تم حفرها تحت أحياء سكنية عدة بصنعاء منها الأحياء المحيطة بميدان السبعين وفي جوار مصنع الغزل ومقر الأمن القومي والشرطة العسكرية في شعوب، ومقر الأمن القومي في صرف ومحيط مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، وفي مقر الفرقة الأولى سابقًا، وكلية طب الاسنان كلية الهندسة في جامعة صنعاء ومحيطها، في محيط الفرقة من جهة مصنع 22 مايو للتصنيع الحربي، وحوش ابراج إذاعة صنعاء.
كما تم حفر أنفاق كبيرة بمحيط الدائرة الهندسية والمدينة السياحية ومقر السفارة الأمريكية في سعوان، وكذا في تلة الخرافي وتبة الاحمر ومدينة صوفان ومدينة وجامعة الزنداني في الستين الشمالي.
كما حفرت أنفاقًا في محيط إطار مجمع العرضي العسكري، في قصر السلاح، وتحت معسكر حرس الشرف، وفي محيط وزارة الداخلية ومعسكر الصيانة.
وفي مديرية أرحب تم إنشاء مخازن أسلحة في بني ميمون وآخر بمحيط قاعدة الصنع العسكرية المطلة على المطار، وكذا في جبل المنارة بمديرية نهم، وقامت بتحديث وتوسعة مخازن أسلحة الجيش بمعسكر فرضة نهم الاستراتيجية، في معسكر الاستقبال بضلاع همدان.
الحديدة .. قاعدة بحرية إيرانية
وتعد الحديدة من المناطق الاستراتيجية في المخطط الإيراني لقربها من باب المندب واطلالها على طريق الملاحة الدولية الأهم في العالم، لذا كانت هذه المحافظة في ثاني سلم المخطط الفارسي.
وعمدت عصابة الحوثي منذ وقف عملية تحرير الحديدة بما سمي اتفاق ستوكهولم نهاية العام 2018، إلى تحويل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظة الحديدة إلى ما يشبه القاعدة العسكرية البحرية لإيران.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة قامت عصابة الحوثي بإعادة تشكيل الخارطة الديموغرافية الحديدة من خلال تنفيذها عمليات تهجير واسعة لسكان عدد من المناطق، بهدف إقامة واستحداث مواقع عسكرية وقواعد إطلاق صواريخ ومسيّرات إيرانية.
وعلى امتداد المناطق الجنوبية للمحافظة أو ما يسمى مناطق التماس مع القوات المشتركة في مديريتي التحيتا وحيس، قامت عصابة الحوثي بتهجير سكان عدد من القرى في التحيتا على وجه الخوص، وتحويلها إلى مواقع عسكرية تضم الكثير من المنشآت السرية.
فقد تم الكشف مؤخرًا عن قيام الحوثيين بحفر شبكة أنفاق نوعية وضخمة تربط مواقعها في الفازة والغويرق والحيمة بالطريق الدولي الرابط بينها وبين مديرية الخوخة المحررة ، وكذا تربط تلك المواقع بساحل البحر الاحمر.
وأكدت المعلومات وجود معسكرات تدريب وقواعد عسكرية جوية وبحرية ومعسكرات وثكنات عسكرية تحوي مخازن أسلحة مقاومة للملوحة والرطوبة، إلى جانب وجود شبكة انفاق مخازن أسلحة إيرانية متعلقة بمعارك برية وبحرية، خاصة في منطقة الفازة.
وإلى جانب تلك المواقع، استحدثت عصابة الحوثي مواقع تضم قواعد إطلاق صواريخ ومسيرات في مديرية جبل راس جنوب شرق الحديدة والتي تتصل بطرق برية بمناطق تابعة بمحافظتي اب وذمار.
وتؤكد المعلومات وجود منظومة اتصالات ورادار للحوثيين فوق جبل راس، المطل على الساحل الغربي ومناطق شمال تعز من جهة سوق الحرية ووادي نخلة.
وفي حين تتحدث المعلومات عن استحداثات عسكرية في مواقع الدفاع الساحل والدفاع الجوي ومحيط مطار الحديدة، وفي مناطق الجبانة والاصطياد البحري، أكدت مصادر محلية تحويل الحوثيين لمديريتي الدريهمي والحزم إلى ما يشبه الثكنات العسكرية.
وكانت ذات المصادر، كشفت عن عمليات تهجير قامت بها عصابة الحوثي بحق سكان المنظر بالحوك، والمناطق الواقعة بين كيلو واحد وكيلو 16 وساحة 22مايو وقوس النصر، ومحيط ميناء الحديدة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وتعد منطقة ميناء الصليف منطقة عسكرية ايرانية لما تحويه من مخازن اسلحة، وهناجر تحوي ورش تفخيخ زوارق وصناعة ألغام برية وبحرية، كما استحدثت مواقع عسكرية على الطريق الرابط بين صنعاء والحديدة في منطقة باجل.
ومع ذلك كله، أقدمت عصابة الحوثي على تحويل معظم الجزر اليمنية في البحر الاحمر إلى مخازن أسلحة أو مناطق لاستقبال الأسلحة الايرانية المهربة كما هو الحال بالنسبة لموانئ الحديدة الرئيسية، إلا أن أهم عملية عسكرية تمت بالحديدة لخدمة المشروع الإيراني بالبحر الأحمر هو تحويل جزيرة كمران إلى قاعدة عسكرية إيرانية بالكامل، تضم مخازن أسلحة وقواعد إطلاق صواريخ ومسيرات وتحصينات ومنشآت نوعية، وفقًا للمعلومات المؤكدة.
محافظة البيضاء .. حلقة الوصل
اتخذت إيران وعصابة الحوثي من محافظة البيضاء الواقعة وسط البلاد، منطلقا لإعادة توزيع أسلحتها على الجبهات المنتشرة في محيط محافظات أبين وشبوة ومأرب ولحج والضالع.
وعلى ضوء ذلك تم بناء مخازن أسلحة في مناطق استراتيجية من البيضاء، خاصة القريبة من جبهات القتال، كما استحدثت فيها مواقع عسكرية عدة في إطار استراتيجيتها لقمع معارضي الحوثيين وهم كثر في المحافظة.
وتؤكد المعلومات أن عصابة الحوثي انشآت مخازن أسلحة عدة في مديرية السوادية على تخوم جبهات مارب، وبنت تحصينات جديدة في معسكر وقاعدة مكيراس في عقبة ثرة، على تخوم محافظة ابين، ومطلة على البحر العربي.
وباعتبار البيضاء همزة وصل بين محافظات عدة ونقطة عبور بين الجنوب والشمال، فقد اتخذتها عصابة الحوثي ثالث منطقة عسكرية لها، خاصة أنها مطلة على الملاحة في البحر العربي.
وبمساندة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية المتواجدة في المحافظة، تم استحداث مواقع مشتركة بين الجانبين خاصة في القرشية برداع، وحولت قلعة رداع التاريخية كعادتها إلى مخازن أسلحة وثكنة لعناصرها الإرهابية.
وأقدمت العصابة على تحويل متشآت مدنية في البيضاء إلى مخازن أسلحة مثل المعهد الفني في السوادية، وإدارة الأمن في مديرية ناطع، ومركز طبي في مديرية نعمان.
وفي مدينة البيضاء مركز المحافظة استحدثت مواقع عسكرية في وسط المدينة وآخر في محيطها يضم مخازن أسلحة متنوعة. كما عززت من تواجدها في ال حميدان بمديرية الزاهر ومنطقة الحد في ذات المديرية لقربها من جبهات الحد يافع التابعة لمحافظة لحج.
منشآت في مناطق استراتيجية
وفي هذا الصدد، علينا أن نشير إلى أهمية بعض المناطق عسكريا بالنسبة للحوثيين ومنها مديرية ومدينة الحزم في محافظة الجوف والواقعة على الطريق الدولي الرابط بين السعودية واليمن من جهة منفذ الخضراء، فتم بناء مخازن في معسكر لبنات، وأخرى في منطقة العقبة وكذا في منطقة اليتمة بمديرية خب والشعف.
كما تم استحداث مواقع وبناء مخازن في معسكر طيبة الاسم الاستراتيجي في مديرية برط العنان والذي يفصل بين الجوف وصعدة، وكذا في معسكر حام بمديرية المتون، ونشر ثكنات عسكرية في مديرية المصلوب.
وفي مأرب، تعد مديرية مجزر من أهم المديريات العسكرية لأنها تربط بين مأرب وصنعاء والجوف، وتنتشر فيها معسكرات ومخازن أسلحة وشبكة أنفاق وتحصينات عدة، وكذا في مديريتي رغوان ومدغل وكلها مديريات تقع شمال وشمال غرب مأرب.
ومؤخرًا استحدثت عصابة الحوثي مواقع في مديرية العبدية جنوب مأرب، خاصة في منطقتي شداد، والجفرة، إلى جانب وجود مخازن أسلحة في جبال هيلان بصرواح.
وفي البلق الشرقي في الجوبة مرورا بمعسكر الخشينة وأم ريش، وصولا إلى الملعاء في جنوب مأرب تم استحداث ثكنات عسكرية وبناء مخازن أسلحة عدة من قبل الحوثيين في إطار استعداداتها لاقتحام مأرب.
معسكرات ومخازن في مناطق أخرى
ومن بين تلك المناطق معسكر الحمزة في إب، ومعسكر الصواريخ في الرضمة في إب ايضا، ومعسكر الحرس في ذمار، ومعسكر باصهيب في ذمار، ومعسكر ومخازن صواريخ في مغرب عنس في ذمار، ومعسكر وقاعدة طارق الجوية في الحوبان شرق تعز، ومعسكر العرقوب في خولان صنعاء، ومعسكر 22 مايو في الحوبان تعز، وقواعد ومعسكرات في مديريات مقبنة وجبل حبشي والبرج غرب تعز.
وأخرى منتشرة في محافظات حجة ورينة والمحويت واب وذمار وتعز، إلا أن أبرزها تلك المنتشرة على الطريق الرابط بين صنعاء وصعدة وعلى رأسها مواقع معسكر قوات العمالقة في حرف سفيان بمحافظة عمران.
ففي منطقة سلسلة الجبال السود في حرف سفيان حيث موقع قوات اللواء 162 عمالقة من الجيش اليمني السابق تقبع مخازن أسلحة ضخمة للحوثيين في وسط الجبال المحصنة، حيث يعتقد أن معظم الأسلحة النوعية للعصابة وإيران موجودة هناك، وفي متشآت مقر اللواء 330 في مدينة عمران.
أخيرًا، لقد حاولنا تقريب ما تحاول إيران القيام بها في اليمن عبر عصابتها الحوثية، بهدف تحقيق مخططها القائم على ما يُعرف بتصدير الثورة الخمينية إلى المنطقة، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة ومصالح اليمنيين.
ومع ذلك بات لدى اليمنيين اليوم فرصة سانحة للتخلص من تهديد قوة السلاح الإيراني الذي تستخدمه عصابة الحوثي للتنكيل بهم منذ سنوات، فهذه العصابة تعيش في أضعف حالاتها مع نبذ المجتمع الدولي لها بالتزامن مع الضربات الأمريكية ضدها، فهل سيكون هناك خلاص ومخلص؟ أم أن الجميع مشترك في قتل واستباحة كل ما هو يمني مقابل مصالح شخصية وخدمة أجندة خارجية؟!.