Image

مع تجاوز سعر الدولار 2507 ريال.. زلزال اقتصادي ومعيشي يضرب عدن والمناطق المحررة

شهدت السلع الاستهلاكية في العاصمة المؤقتة عدن ،الأربعاء، ما يشبه الزلزال المدمر لحياة المواطنين، مع انهيار الريال أمام العملات الأجنبية وتجاوزه 2507 ريال للدولار الواحد.

وذكر تجار أن أسعار السلع الاستهلاكية الرئيسية سجلت أرقاما تصاعدية جديدة شكلت صدمة كبيرة للمواطنين، حيث أضيفت 5 آلاف ريال فوق سعر عبوة الرز سعة 40 كيلو، فيما اضيف مبلغ 1000 ريال فوق سعر الدقيق عبوة 50 كيلو جرام، و2500 ريال فوق عبوة زيت الطبخ سعة ثلاثة لتر، وهي زيادة متفاوتة بين عبوة وأخرى وفقًا لنوعية المادة الاستهلاكية وجودتها.

ووصف أحد المستهلكين ذلك بأنه تهاوٍ لأعمدة وأركان البيوت واعصار يعصف بما تبقى من أصناف طعام على موائد المواطنين.

وسجل سعر الدولار اليوم الأربعاء 2507 بيع، والسعودي 660 ريال يمني للريال السعودي الواحد، في انهيار كارثي جديد للعملة المحلية رغم استمرار مزادات البنك المركزي في عدن لبيع الدولار.

وحسب مختصين في الشأن المصرفي، فإن هذا الانهيار المستمر للريال، ينذر بكارثة معيشية حقيقية، فالانهيار في العملة يعني ارتفاع جديد لأسعار السلع الاستهلاكية والغذائية، وهذا يعني انهيارًا لموائد الطعام لشريحة واسعة من السكان.

وكان عدد من الأهالي عبَّروا عن استيائهم لاستمرار تدهور اسعار العملة، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، مشيرين أن ذلك الانهيار حرمهم سابقًا من أصناف طعام عدة، وحاليًا سيقضي على ما تبقى منها، فلا سمك ولا رز ولا دجاج بالأسبوع، ولا أي مظاهر لاي فرح في عيد الأضحى الذي يقترب كثيرًا محملًا بمزيد من الهموم والمعاناة والعوز .

وفي لمحة لحجم المعاناة التي يعيشها سكان عدن والمناطق المحررة في ظل تدهور العملة وما تخلفه من كوارث على حياتهم، يتحدث العديد من سكان عدن عن عدم قدرتهم في شراء وتوفير الأدوية لأطفالهم مع انتشار أمراض الحميات التي تجتاح عدن ومناطق محررة وغير محررة.

ومع استمرار تدهور العملة، يزداد تدهور الحياة بكل جوانبها وتفاصيلها، خاصة مع جمود المرتبات وتعذر صرفها، وانتشار الفساد والمتاجرة بكل الخدمات دون رقيب وحسيب، وانشغال الجهات الحكومية والقائمين عليها بالمصالح الشخصية وزيادة ثرواتهم وأرصدتهم.

ويتحدث كثير من الأهالي بحسرة وحزن والعبرات تذرف من عيونهم عن مكابدتهم ومعاناتهم اليومية في سبيل توفير لقمة العيش الجافة لأسرهم وأطفالهم، في حين يتنعم المعنيين بتوفيرها لهم، بكل متع ورفاهية الحياة، أنهم يعيشون القهر والغبن مما وصلوا إليه نتيجة فساد وفشل الذين جاءوا على حساب الدولة والنظام.

يُذكر أن عدن تعيش تدهورًا كبيرًا في الخدمات يصاحب تدهور العملة وارتفاع الأسعار، خاصة في خدمة الكهرباء التي انقطعت الخدمة عن المدنية منذ مساء أمس الثلاثاء بشكل شبه كامل، سجلت بعض المناطق انقطاعًا تجاوز 14 ساعة متواصلة مقابل ساعة واحدة خدمة.