Image

كشمير الهندية شهدت هجوماً مسلحاً آدى إلى مقتل 20 شخصاً

قالت السلطات الهندية لبي بي سي إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا بعدما أطلق مسلحون النار على مجموعة من السياح المحليين أثناء زيارة أحد المعالم في منطقة معروفة بجمال الطبيعية في الجزء الخاضع لإدارة الهند من إقليم كشمير.

وقع الهجوم في باهالغام، وهي بلدة خلابة في جبال الهيمالايا يصفها كثيرون بأنها "سويسرا الهند".

وقال رئيس وزراء المنطقة، عمر عبد الله إن الهجوم "كان أكبر بكثير من أي هجوم شهدناه على المدنيين في السنوات الأخيرة". وأشارت تقارير إلى وجود عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالة حرجة.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين من بين زعماء العالم الذين أدانوا الهجوم.

وقال ترامب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به "تروث سوشيال": "أخبار مزعجة للغاية من كشمير. الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب الهند ضد الإرهاب".

ووصفت فون دير لاين مقتل ضحايا هجوم كشمير بأنه "هجوم إرهابي شنيع" في حين أعرب بوتين عن "خالص التعازي" لما خلفته هذه "الجريمة الوحشية" من عواقب.

مودي يقطع زيارته إلى السعودية

قطع رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية وعاد للبلاد في أعقاب هذا الهجوم، وفقاً لمصادر في الخارجية الهندية. وكان من المقرر أن تستمر هذه الزيارة ليومين.

وقال مودي إن مرتكبي الهجوم "سيُقدَمُون للعدالة".

وأضاف مودي في بيان على موقعه الإلكتروني: "عزمُنا على مكافحة الإرهاب لن يتزعزع وسوف يزداد قوة".

وتوجه وزير الداخلية الهندي، أميت شاه إلى سريناغار، أكبر مدن كشمير، الثلاثاء لعقد اجتماع أمني طارئ.

وقال نائب حاكم المنطقة مانوغ سينها إن قوات الجيش والشرطة انتشرت في مكان الحادث.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وتشهد المنطقة، ذات الأغلبية المسلمة، تمرداً مستمراً منذ عام 1989 رغم تراجع وتيرة العنف في السنوات القليلة الماضية.

وقع الهجوم في بايساران، وهي منطقة جبلية تقع على بعد خمسة كيلومترات من باهالغام.

وقال المفتش العام لشرطة غامو وكشمير، فيدي كومار بيردي لبي بي سي الهندية، إن المركبات غير قادرة على الوصول إلى المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار.

وقال سائح من ولاية غوغارات، كان ضمن المجموعة التي تعرضت لإطلاق النار، إن الفوضى اندلعت بعد الهجوم المفاجئ، وبدأ الجميع في الجري والبكاء والصراخ.

ويبدو أن مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام هندية تظهر جنوداً يركضون نحو مكان الهجوم، بينما يمكن سماع الضحايا في مقاطع أخرى يقولون إن المسلحين استهدفوا غير المسلمين.

وتُظهر فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق منها، جثثاً ملقاة على أطراف حديقة بينما يبكي الناس ويتوسلون طلباً للمساعدة.

حركة انفصالية

أفادت الشرطة أن العديد من السائحين نُقلوا إلى المستشفى مصابين بأعيرة نارية. وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً على الموقع مع تمركز مركبات وجنود عند نقاط تفتيش أقيمت في المنطقة. وتجري قوات الجيش الهندي وشرطة غامو وكشمير عملية بحث مكثفة.

وقالت وسائل إعلام هندية إن عدة احتجاجات خرجت الأربعاء تنديداً بالهجوم.

ومنذ تسعينيات القرن العشرين، أدت حركة تمرد انفصالية مسلحة ضد الحكم الهندي في المنطقة إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم مدنيين وقوات أمن.

وقُسمت منطقة الهيمالايا بعد استقلال الهند عن بريطانيا وإنشاء دولة باكستان عام 1947.

وتزعم الدولتان النوويتان أحقيتهما بالمنطقة بأكملها وخاضتا حربين وصراعاً محدوداً عليها في العقود التي تلت ذلك.

وينتشر في الإقليم نحو 500 ألف جندي هندي بشكل دائم.

ورغم تراجع حدة القتال منذ إلغاء مودي الحكم الذاتي الجزئي لكشمير في 2019، ما تزال المنطقة تشهد أعمال عنف.

وكان آخر هجوم كبير على المدنيين في يونيو/ حزيران 2024، عندما قُتل تسعة أشخاص وجُرح 33 آخرون بعد أن أطلق مسلحون النار على حافلة تقل حجاجاً هندوساً.

وأدى تفجير انتحاري في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير في 2019 إلى مقتل 46 جندياً على الأقل ودفع الهند إلى شن غارات جوية على أهداف في باكستان.

وتعد باهالغام وجهة سياحية شهيرة محلياً ودولياً، وفي السنوات الأخيرة حاولت الحكومة تشجيع المزيد من السياحة إلى المنطقة.