
ماذا ينقص ليفربول من أجل استعادة القمة التاريخية للدوري الإنجليزي؟
أصبح نادي ليفربول الإنجليزي على بعد خطوة واحدة من التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز الذي لن يكون بمثابة بطولة وحسب، بل عودة تاريخية في قائمة التتويج للبطولة ككل، ويعود مرة أخرى للظهور كما كان عليه سابقاً، بعد أن قدم الموسم الحالي بصورة قوية تحت قيادة المدير الفني الهولندي آرني سلوت، وترسانة من اللاعبين المميزين على رأسهم محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد.
وتمكن ليفربول من تحقيق الفوز على نظيره ليستر سيتي بنتيجة (1-0) في المباراة التي أقيمت خارج أرضه، ضمن الجولة الـ33 من الدوري الإنجليزي، وأحرز الهدف الوحيد ألكسندر أرنولد في الدقيقة الـ76 بقدمه اليسرى.
وتأكد هبوط ليستر سيتي إلى بطولة الدوري الإنجليزي (التشامبيونشيب) بعد أن جمع 18 نقطة فقط من 33 مباراة وتبقى له 15 نقطة، أي أكثر عدد من النقاط يستطيع الوصول إليه هو 33 نقطة، مما لم يتِح له اللحاق بأول المراكز الآمنة الذي يحتله ويستهام يونايتد صاحب الـ36 نقطة.
ورفع ليفربول رصيده إلى 79 نقطة من 33 مباراة، إذ حقق الفوز في 24 لقاء وتعادل في سبعة وتلقى هزيمتين، مع بقاء خمس مباريات، ويأتي في الوصافة أرسنال برصيد 66 نقطة، أي يحتاج "الريدز" إلى ثلاث نقاط فقط من أجل ضمان الفوز بالدوري الإنجليزي للمرة الـ20 في تاريخه.
وأشاد المدير الفني سلوت بلاعبيه عقب المباراة، إذ قال "خلقنا كثيراً من الفرص غير المعتادة، واستغرقنا وقتاً طويلاً من أجل تسجيل الهدف، وكانت لحظة مميزة للغاية لأرنولد، هو لا يصدق".
وأضاف المدرب الهولندي "سيكون تركيزنا بعد العودة من الراحة على مباراة توتنهام، وعلى الجماهير أن تملأ المدرجات في هذه المباراة، ونعلم أنه يجب علينا تحقيق الفوز من أجل التتويج".
وأثار أرنولد الشكوك حول مستقبله مع ليفربول خلال تصريحاته عقب اللقاء، إذ ربطتها تقارير بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني نهاية الموسم الحالي، بعد انتهاء عقده مع النادي الإنجليزي.
وصرح أرنولد إلى شبكة "سكاي سبورتس"، "كما قلت طوال الموسم، أنا أركز حالياً مع الفريق ولا أريد الحديث حول هذا الأمر، ولكن هذه الأجواء لا تنسى من ناحية تسجيل الأهداف والتتويج بالألقاب، ورائع أن أكون جزءاً منه".
ولعب أرنولد (26 سنة) مع ليفربول 350 مباراة في جميع البطولات طوال المواسم الماضية، سجل 23 هدفاً وصنع 90 هدفاً، متوجاً ببطولات ضمن الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدرع الخيرية وكأس الرابطة الإنجليزي (مرتين).
وكانت صحيفة "ماركا" الإسبانية أكدت ضمن تقرير لها أن ريال مدريد في محادثات متقدمة مع أرنولد للتعاقد مع اللاعب لتدعيم الجبهة اليمنى في الموسم الجديد.
العودة للتاريخ
تاريخياً، حتى موسم 1989 – 1990 كان ليفربول حصد 18 بطولة دوري وكان هو الأكثر تتويجاً لأعوام عدة، وكان صاحب الصدارة حالياً آنذاك جمع فقط سبع بطولات دوري فقط، مما يعكس تفوق "الريدز" تاريخياً على مستوى الدوري الإنجليزي.
ونجح مانشستر يونايتد في تحقيق مسيرة قوية والتتويج ببطولات دوري عدة حتى تساوى مع ليفربول في موسم 2008 – 2009، بعدد البطولات نفسه أي 18 لقباً، وتقدم وأخذ الصدارة في موسم 2010 – 2011 ووسع الفارق لبطولتين في موسم 2012 -2013.
وحاول ليفربول كثيراً العودة لرونقه من أجل الوصول إلى صدارة الأكثر تتويجاً، وكان قريباً من اللقب الـ19 في موسم 2013 – 2014، ولكن السيناريو الصادم الذي تحقق معه عندما سقط نجمه الأسطوري ستيفن جيرارد في مباراة تشيلسي الشهيرة، وتلقى هزيمة وقتها أسهمت في ضياع بطولة الدوري آنذاك.
كلوب وعودة الآمال
وعادت الآمال مرة أخرى لجماهير ليفربول بتولي المدير الفني الألماني يورغن كلوب تدريب الفريق في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 بعد أن قاد ثورة تغيير داخل قلعة "أنفيلد".
ونجح كلوب بالفعل في إعادة الانضباط مرة أخرى داخل ليفربول، وأعاد الفريق للتتويجات، سواء على مستوى دوري أبطال أوروبا عندما حصد اللقب في موسم 2018 – 2019 والدوري الإنجليزي موسم 2019 – 2020، ليفتح باب العودة من جديد لصدارة الأكثر تتويجاً باللقب المحلي كما كانت الحال لمدة أعوام عدة.
وحاول الفريق خلال المواسم الأخيرة منافسة مانشستر سيتي من أجل حصد البطولة الـ20 والتساوي مرة أخرى مع مانشستر يونايتد في الصدارة، ولكن المدرب الإسباني بيب غوارديولا كان له رأي أخر في قيادة مانشستر سيتي نحو اللقب بقوة وبأداء مميز للغاية.
وبعد تولي آرني سلوت تدريبه، بدأ الفريق الموسم بقوة ولم يعطِ أية فرصة للسقوط وتقدم المنافسين عليه، بل استغل تعثرات أرسنال ومانشستر سيتي المتتالية خلال الموسم الحالي، ووسع الفارق حالياً إلى 13 نقطة وتبقى له ثلاث نقاط فقط من أجل حسم البطولة واستعادة مكانته التاريخية.