لتشمل حركة الشباب الصومالية وعصابة الحوثي.. واشنطن توسع عملياتها ضد إرهاب ايران في المنطقة
فشلت ايران في استخدام ذراعها الارهابي المتمثل في تنظيم القاعدة في اليمن والصومال، لدعم واسناد وكلائها في اليمن عصابة الحوثي الارهابية، لتخفيف الضغط على تلك العصابة الذي احدثته الغارات والضربات التي تشنها القوات الامريكية عليها منذ 15 مارس الماضي.
فبعد الافصاح بشكل علني والاقرار بوجود علاقة وتنسيق بين تنظيم القاعدة في اليمن، وعصابة الحوثي الايرانية، خلال الاشهر الماضية، دفعت ايران الى استغلال ذراعها الارهابي المتمثل بالحرس الثوري، للقيام بعملية تنسيق بين فرع القاعدة بالصومال المتمثل بحركة الشباب، ووكلائها الارهابيين في اليمن عصابة الحوثي، خلال الفترة التي تلت عملياتها الارهابية ضد سفن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن التي بدأت في نوفمبر 2023.
تفاعل ارهابي ايراني من الصومال الى صعدة
ومع اشتداد الضربات والغارات الامريكية ضد وكلائها في صنعاء، عمدت ايران الى اشراك ذراعها الارهابي في الصومال "حركة الشباب" الى جانب فرع القاعدة في اليمن، لمساندة الحوثيين من خلال القيام بعمليات ارهابية في المناطق المحررة وضد الملاحة والقوات الامريكية في المنطقة.
تحركات ايران بدات من خلال الايعاز الى الحوثيين باطلاق سراح ستة من قيادات تنظيم القاعدة الخطرين من سجون المخابرات الواقعة تحت سيطرتها، حيث تم الامر في محافظة شبوة، الخطوة اعتبرت تجديداً على مستوى التنسيق والتخادم العالي بين الطرفين، تنبهت اليه الولايات المتحدة.
ووفقا لتقارير استخباراتية، فإن عملية اطلاق سراح قادة التنظيم من قبل الحوثي، قابله وجود نشاط مشترك مشبوه بين ظفتي البحر الأحمر، أي بين الحوثيين في اليمن وحركة الشباب في الصومال، تزامن مع رسالة بعثها الرئيس الصومالي حسن شيخ للرئيس الامريكي دونالد ترامب يعرض عليه استخدام اراضيها في عمليات تأمين الملاحة في المنطقة من الهجمات الحوثية، مقابل مساعدة بلاده في التخلص من حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة وتوحيد اراضيه.

العلاقة بين حركة الشباب والحوثيين
وبالعودة الى اخر تقرير صادر عن لجنة العقوبات التابع للأمم المتحدة المعنية باليمن الصادر في اكتوبر 2024، والذي اكد وجود علاقة بين عصابة الحوثي وتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، وذراع التنظيم في الصومال حركة الشباب، واشار تقرير الخبراء الى عمليات مشتركة بين الجانبين تتمثل بعمليات تهريب اسلحة وبشر ومخدرات.
وشمل التنسيق شن هجمات على القوات الحكومية، "إضافة إلى ذلك رصد التقرير زيادة أنشطة التهريب، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والخفيفة، بين الحوثيين و(حركة) الشباب (الصومالية المتشددة)، مع وجود إشارات على وجود إمدادات عسكرية مشتركة أو مورد مشترك".
تخادم الارهاب الايراني
وبالعودة الى عمليات التنسيق التي رتبتها ايران بين ذراعيها الارهابيين في الصومال واليمن، لمواجهة الضربات الامريكية على وكلائها الحوثيين، لتؤكد الحقيقة التي تقول "أن الإرهاب يتخادم بعضه مع بعض"، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى حد أنه لا غنى لطرف عن الطرف الآخر أحياناً".
وعملت ايران سابقا على تسليم وتدريب الجانبين، وسهلت ووفرت الاقامة لقيادة التنظيم على اراضيها، وسهلت لهم الوصول إلى أراضيها من باكستان وأفغانستان والبقاء في بعض مدنها ورعاية شبكات تحويلاتهم المالية، حتى وفرت اقامة امانة لاثنين من أولاد أسامة بن لادن نفسه، في إيران".
وفي ما يتعلق بالحوثي و"القاعدة" في اليمن "يأتي في هذا السياق، عناصر كثيرة من تنظيم ’القاعدة‘ تتنقل بصورة طبيعية بين المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ويمارسون أنشطتهم الطبيعية، كل الذي تغير فقط أنهم نقلوا مقرهم من حارة ’مسيك‘ شرق صنعاء إلى منطقة ’السنينة‘ شمالها، لا أكثر، وثمة تقارير رسمية تحدثت عن هذه العلاقة".
اصطياد ثمانية من القاعدة
وقبل تنفيذ أي عمليات ارهابية اتفاق عليها بين الجانبين بعد عمليات اطلاق سراح قادة القاعدة، تمكنت واشنطن من استهداف عناصر للتنظيم في شبوة ومأرب وحضرموت افضت الى مصرع 8 منهم في اقل من اسبوع.
ورغم تلك الضربات الامريكية، الا ان مصادر امنية في ابين وشبوة رصدت تحركات مشبوهة لعناصر تنظيم القاعدة في تلك المناطق خلال الايام القليلة الماضية، مؤكدة وجود تدفق لمقاتلين من التنظيم قادمين من الصومال، الى سواحل محافظتي ابين وشبوة، في مؤشر تهديد جديد قد تشهده المنطقة في ظل تخادم ذراعي ايران الارهابيين.
وبين حين وآخر تبرز أنشطة تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في عدد من مناطق اليمن استغلالاً لحال الشتات التي تعانيها الأجهزة الأمنية الحكومية بفعل استمرار الصراع مع مع الحوثيين، الى جانب اندلاع المواجهات بين الحوثيين والمجتمع الدولي وعلى راسهم الولايات المتحدة على خلفية الهجمات التي تشنها ذراع ايران على سفن التجارة والملاحة الدولية في المنطقة.
ترامب والتحذير القاتل
في 14 ابريل الجاري، أصدر الرئيس الأمريكي تحذيراً جديداً "صارماً" لعصابة الحوثي الايرانية في اليمن، قال فيه "سندعم الشعب الصومالي، الذي يجب ألا يسمح للحوثيين بالتغلغل بينهم، وهو ما يحاول الحوثيون فعله، سنعمل للقضاء على الإرهاب وتحقيق الرخاء لبلادهم (للصومال)".
وأرفق ترامب مقطع فيديو لضربة جوية أمريكية على مجموعة من الأشخاص على الأرض، دون أن يوضح موقع الضربة ومن المستهدف منها، لكن موقع فوكس نيوز الأمريكي قال إن مقطع الفيديو يعود لضربات أمريكية سابقة على عناصر وقيادات للحوثيين، تبين لاحقا انها في منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوبي الحديدة.
وتتخوف واشنطن ومن خلفها العالم، ان تشترك الجماعتين الارهابيتين الممولتين من ايران في الصومال واليمن، بعمليات تنسيق لشن هجمات جديدة ضد سفن الملاحة والتجارة في البحر الأحمر انطلاقا من ظفتي البحر الأ؛مر.
وعلى ضوء تلك التخوفات، نشرت واشنطن حاملة طائرات ثانية في المنطقة، دفعتها للتمركز في بحر العرب، وذلك لتوسيع عمليات المراقبة والرصد لاي هجمات قد تستهدف الملاحة في المنطقة المفتوحة بين بحر العرب شرقا وصولا الى البحر الأحمر غربا.
مؤشرات تواطؤ ارهابية
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير قبل أيام قليلة عن قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا قوله "إن الجيش يرصد مؤشرات على تواطؤ بين حركة الشباب الصومالية وجماعة الحوثي المدعومة من ايران في اليمن"، وفق شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الأمريكي.
تأتي تلك الشهادة متطابقة مع ما نشرته شبكة "سي إن إن الأمريكية" في تقرير خاص عام 2024، من أن المخابرات الأمريكية علمت بوجود مناقشات بين الحوثيين في صعدة باليمن، وحركة الشباب الصومالية، من أجل توفير أسلحة لهم، ما وصفه ثلاثة مسؤولين أمريكيين للشبكة بأنه تطور مثير للقلق ويهدد الاستقرار في المنطقة.
قالت "سي إن إن" حينها، إن المعلومات الاستخبارية تثير القلق لأن "زواج المصلحة هذا قد يجعل الأمور أسوأ في كل من الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن" حيث يشن الحوثيين هجماتهم على سفن وأصول أمريكية في المنطقة، منذ نوفمبر 2023.