Image

ترامب يصعّد هجومه على «الاحتياطي الفيدرالي»

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إنهاء رئاسة جيروم باول للاحتياطي الفيدرالي لا يمكن أن يحدث بالسرعة الكافية، مجادلاً بأن المركزي الأمريكي كان ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة بالفعل، وفي كل الأحوال عليه أن يقوم بذلك الآن.

ترامب، الذي وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي - الذي رشحه في ولايته الأولى- بأنه «متأخر للغاية»، كتب في منشور على منصته «تروث سوشيال» أمس أن «إنهاء عمل باول لا يمكن أن يحدث بالسرعة الكافية!».

لم يتضح على الفور ما إذا كان ترامب يقصد في منشوره انتهاء ولاية باول المقررة، أم أنه يسعى لإزاحته من رئاسة البنك المركزي.

وتمتد فترة ولاية باول حتى مايو 2026، في حين تستمر فترة ولايته كمحافظ حتى فبراير 2028.

الهجوم الأحدث من ترامب على الاحتياطي الفيدرالي يعيد إلى الأذهان الانتقادات التي وجهها لباول خلال ولايته الأولى، كما قد يعيد الجدل في واشنطن حول استقلالية البنك المركزي عن البيت الأبيض. وقد أثارت تحركات ترامب لزيادة الرسوم الجمركية على بقية دول العالم مخاوف بشأن تباطؤ النمو المحلي وارتفاع الأسعار، مما يزيد من صعوبة وضع سياسات الاحتياطي الفيدرالي النقدية.

وكتب ترامب: «ومع ذلك، أصدر جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، المتأخر دائماً والمخطئ، تقريراً كان بمثابة فوضى كاملة أخرى».

وأضاف أن أسعار النفط والبقالة انخفضت، وأن الولايات المتحدة «أصبحت أكثر ثراء» بفضل الرسوم الجمركية.

يبقي البنك المركزي الأمريكي على سعر الفائدة في نطاق يتراوح بين 4.25 بالمئة و4.50 بالمئة منذ ديسمبر بعد سلسلة تخفيضات في أواخر العام الماضي.

ارتفاع التضخم

وكرر جيروم باول في خطاب ألقاه الأربعاء في نادي شيكاغو الاقتصادي، أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يضمن عدم تسبب الرسوم الجمركية في ارتفاع أكثر استمراراً في التضخم. قال باول «إن التزامنا هو الحفاظ على توقعات التضخم طويلة الأجل راسخة، والتأكد من أن الزيادة غير المتكررة في مستوى الأسعار لا تتحول إلى مشكلة تضخم مستمرة».

وقال باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواصل القيام بدوره بغض النظر عن الضغوط السياسية، وأكد: «استقلالية البنك المركزي يكفلها القانون».

وتابع قائلاً: «رغم تزايد الضبابية ومخاطر الهبوط، لا يزال الاقتصاد الأمريكي في وضع قوي، لكن البيانات المتوفرة حالياً تشير إلى أن النمو تباطأ في الربع الأول مقارنة بوتيرة قوية سجلها العام الماضي».

وأضاف باول أن الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية والمتعلقة بالرسوم الجمركية تبعد البنك المركزي الأمريكي عن تحقيق أهدافه، في إشارة إلى تصاعد الأسعار على خلفية هذه التعريفات، وقال:

«الإدارة الحالية تطبق سياسات في 4 مجالات تؤثر في الاقتصاد، وهي التجارة والهجرة والسياسة المالية والتنظيم، هذه السياسات تتطور، وتأثيراتها في الاقتصاد تتغير باستمرار».

لاغارد تدافع

في الأثناء، أعربت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد عن ثقتها برئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعدما دعا ترامب إلى إقالته.

وصرحت لاغارد للصحفيين حسبما نقلت «رويترز»: أكن احتراماً كبيراً لصديقي وزميلي الموقر جيروم باول، تربطنا علاقة قوية ومستقرة بمحافظي البنوك المركزية.

احتياطي نيويورك

وقال جون وليامز رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك إنه لا يرى حاجة وشيكة إلى تغيير سياسة أسعار الفائدة بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي).

وعزا وليامز ذلك إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب يُرجح أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم وإضعاف النمو وزيادة البطالة.

وأضاف وليامز في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس التلفزيونية «أعتقد أن السياسة النقدية في وضع جيد. لا أرى أي حاجة إلى تغيير سعر الفائدة على الأموال الاتحادية في أي وقت قريب».