Image

مؤشر انهيار ذراع إيران باليمن.. واشنطن تنجح في اختراق الحوثيين من بوابة العقيدة

أكدت مصادر مقربة من عصابة الحوثي الإيرانية المصنفة إرهابيًا باليمن، وجود اختراق كبير في إطار الحوثيين ينذر بزوال سطوتهم وانتهاء التواجد الإيراني على غرار ما حصل في سورية ولبنان.

وأفادت المصادر، بأن عمليات استهداف مواقع وتحركات قيادات العصابة الحوثية الدقيقة من قبل المقاتلات الأمريكية الحالية، تؤكد وجود اختراق استخباراتي وامني كبير وعميق في صفوف العصابة الإيرانية.

وأشارت إلى أن الضربات التي تستهدف مخابئ الأسلحة الخاصة للحوثيين، بتلك الدقة والتتابع وصولا إلى استهداف اجتماعات سرية للقادة أو تحركاتهم، يكشف للعالم حجم ذلك الاختراق.

ومن المؤشرات التي تؤكد اختراق وكلاء إيران باليمن، الإعلان عن اسماء الصرعى من قادة العصابة والخبراء الإيرانيين، وطبيعة ونوعية المواقع المستهدفة بالغارات، على مواقع التواصل، قبل إعلان الحوثيين انفسهم، يؤكد وجود اختراق وخلافات في صفوف العصابة الحوثية.

مؤشرات حاسمة
وحسب المصادر، فإن كل المؤشرات المؤكدة، تدلل على وجود اختراق للحوثيين من داخل كيانهم المبني على العقيدة الإيرانية التي تعد الخيانة ونكص الوعود والمواثيق وعدم الالتزام بالاتفاقيات، عاملًا أساسيًا فيها.

وأشارت إلى الخلافات المتواصلة بين ما يسمى بهواشم صعدة وهواشم صنعاء التي ظهرت بعد اقتحام اتباع مرجعيات الحوثيين وفرض سطوتهم على مرجعيات هواشم صنعاء، وإحلال العناصر الحوثية القادمين من صعدة في جميع الهياكل التنظيمية، واستبعادهم  بل وزج بعض مرجعياتهم في المعتقلات، من أهم عوامل الاختراق الحاصل اليوم، والذي ينذر بزوال وكلاء ايران من اليمن كما حصل في سورية.

صراع فكري  
وأكدت المصادر، بأن اتباع تيار صنعاء المعتدلة يعدون العامل الحاسم في أي عملية تهدف لإنهاء سطوة الحوثيين وانقلابهم على الدولة، لأنهم الأعلم بهياكل الحوثيين القيادية وقواعد بياناتهم والأقدر سياسياً وفكريا واجتماعيا على حرمان الحوثيين من كل شيء بما فيها البقاء ككيان وعقيدة وفكر، وهي ما حاولت الحوثية تكريسها في المجتمع منذ انقلابها.

واوضحت المصادر، بأن الحوثية كانت تستشعر أنها لن تصمد أمامهم، فحاولت التنكيل بها منذ البداية من خلال اغتيال قادتها مثل الدكتور عبدالقادر المتوكل، وحسن زيد وعبدالكريم جديان وأحمد شرف الدين، وغيرهم من الكوادر والمرجعيات، وزج العقائدين من بيت المتوكل والمؤيد والمؤيدي، والاكوع والرقيحي، وغيرهم في المعتقلات.

انقسام تاريخي  
تاريخياً انقسمت الهاشمية الى نصفين ، يمثل هاشمية صنعاء الجناح السياسي المنفتح وصاحب العلاقات الدولية، بينما يمثل هاشمية صعدة امتداد التيار الدموي المشبع بالفكر الإيراني القائم على الصراع وارتكاب الجرائم واستباحة المحرمات من أجل البقاء.
وعلى وقع ذلك الانقسام التاريخي لم ينسَ هواشم صنعاء مقتل قياداتهم التاريخية بدم بارد في شوارع صنعاء وأثناء ممارسة حياتهم باطمئنان تام لهاشمية صعدة شركاء المذهب وأبناء عمومتهم في النسب الهاشمي الذي يتفق الجميع صقوراً وحمائم وفق معتقدهم أنه يجب أن يحكم. 
وعلى وقع الصراع بين التيارين، كانت هناك تحركات دولية لتيار صنعاء،  وفضح حقيقة المشروع الحوثي وفكره الإيراني الهادف لتمكين نظام أيران من المنطقة وعلى رأسها باب المندب ونفط الخليج.
وحسب المصادر، فإن ذلك التيار وتحركاته الدولية اصطدم بولاية بفترة حكم الرئيس الأمريكي بايدن الذي ظل   مصرا على دعم الحوثيين بشتى الطرق حتى آخر دقيقة من فترة حكمه.
صراع الزيدية في عهد ترامب
وفي عهد ترامب، وبغض النظر عن نواياه تجاه اجتثاث الحوثيين أو تقليمهم لإعادة استخدامهم فإن أوضح مؤشر يدل على انحسار علاقة الحوثيين بصناعة القرار في أمريكا هو الصدام المباشر الذي بدأ يظهر في صفوف الحوثيين بين تياري صنعاء وصعدة والذي أفرز تعاونا استخباراتيا ومعلوماتيا مع الجانب الأمريكي أو العهد الترامبي.
ووفقًا للمصادر، فإن صراع البقاء بين تيار صنعاء وصعدة، خدم كثيرا التوجهات الدولية والأمريكية الهادف لقطع أذرع إيران في المنطقة لاعتبارات عدة لا مجال لذكرها حاليا، فقط ما يهمنا كيمنيبن أن يخدم ذاك الصراع والخلاف رغبة اليمنيين في الخلاص من الحوثية.
واكدت المصادر، أن الخلافات في صفوف الحوثيين على وقع خلاف الفكر، زاد وتطور على وقع الغارات والضربات التي تسببت بها عصابة الحوثي على اليمن واليمنيين، لصالح ايران، وهو ما يرفضه تيار صنعاء، وبات يجاهر به في أروقة اجتماعات العصابة المختلفة.
وتتوقع المصادر، بأن أي تحرك قادم لأي طرف معارض للحوثيين مدعوم من واشنطن بالتحديد، سيكون مدعوما من قبل تيار صنعاء، وستشهد العصابة حينها انهيارًا من الداخل.