Image

الضربات الأمريكية تدخل مرحلة جديدة .. عصابة الحوثي على حافة الانهيار والشرعية متخمة بالفساد

تعيش عصابة الحوثي الايرانية المصنفة ارهابيًا في اليمن، وضعًا منهارًا على وقع الضربات والغارات التي تشنها القوات الامريكية على مواقعها وقادتها منذ 15 مارس الماضي، في حين تعيش الشرعية المعترف بها دوليًا، تخمة فساد مترفة أفقدتها القدرة على التحرك لاستعادة الدولة وتحرير ما تبقى من الأراضي الواقعة تحت سيطرة العصابة الايرانية.

وخلال الساعات القليلة الماضية، عمدت عصابة الحوثي لتفجير الوضع في جبهات الداخل للهروب من حالة الوهن والانهيار الذي تعيشه جراء استمرار الغارات والضربات الامريكية على مواقعها وقادتها، وذلك من خلال قصف احياء سكنية في تعز، وارسال تعزيزات قتالية نحو جبهات مأرب.

تحركات الحوثيين الأخيرة جاءت على وقع فشلها في استراتيجية رد الفعل باستهداف القطع البحرية الامريكية وسفن التجارة في البحر الأحمر، تبنيها إطلاق صواريخ تجاه اسرائيل، والتي لم تحدث أي اضرار في الاهداف المعلنة من قبل الحوثيين رغم استمرار استهدافها على مدى عشرين يومًا كما هو الحال بالنسبة لمطار بن غورين في اسرائيل وحاملة الطائرات الامريكية "ترومان" في البحر الأحمر.

ووفقًا لمحللين عسكريين، فإن عصابة الحوثي دخلت مرحلة اليأس وفقدان السيطرة والمناورة بالرد على الضربات الامريكية المتواصلة عليها، لوحظ ذلك من خلال حجم ونوعية ما تعلن عنه من قصف واستهداف للجانب الامريكي والاسرائيلي، التي لم تصيب حتى مدنيا واحدا في اسرائيل او جنديا امريكيا في البحر.

واكدت المصادر، بأن الخيار الوحيد الذي بات امام الحوثيين وهو خيار خاسر ايضا مع استمرار الغارات الامريكية، هو تحريك الجبهات في الداخل، وهو خيار سيمنح المقاتلات الامريكية امكانية استهداف القيادات الميدانية الحوثية التي بدأت تصطادهم منذ فترة لتحقيق تطلعات الرئيس الامريكي دونالد ترامب الهادفة للقضاء على قيادات وقدرات وكلاء ايران في اليمن.

إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة، عن قيام عناصر الحوثي باستدعاء عدد من المشائخ في مناطق سيطرتها بمن فيهم المتحوثين في تعز واب والبيضاء والحديدة، الى اجتماع في صنعاء، لتقوم بنقلهم الى صعدة معقل زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، ليتم احتجازهم هناك بعد سحب هواتهفهم الجوالة، بحجة عدم الخيانة على وقع الضربات الامريكية.

التحركات الحوثية الاخيرة تزامنت مع اعلان القيادة المركزية الامريكية، بأن عملياتها ضد الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن مستمرة على مدار الساعة، وهي مرحلة جديدة تبداها القوات الامريكية في شن ضرباتها وغاراتها ضد الحوثيين والتي كانت مقتصرة على فترات زمنية معينة خلال الايام الماضية.

وشنت القوات الامريكية السبت وفجر الاحد، سلسلة من الغارات النوعية على مواقع حوثية في صعدة والحديدة، كانت اعنفها وابرزها استهداف مخازن اسلحة ايرانية في جزيرة كمران في البحر الاحمر والتابعة اداريا لمحافظة الحديدة بخمس غارات.

كما استهدفت مقاتلات التحالف مخابئ ومنشآت تخزين اسلحة للحوثيين في معسكر كهلان على تخوم مدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة الواقعة على تخوم الحدود السعودية شمال اليمن، وقصفت اهدافًا حوثية في منطقة "حفصين" غربي مدينة صعدة بأربع غارات.

وذكرت مصادر محلية بصعدة، ان إحدى الغارات الامريكية على منطقة "حفصين" طالت اجتماعًا لقيادات حوثية، مخلفة قتلى وجرحى في صفوفهم، حيث شوهدت عربات حوثية بينها سيارة إسعاف تهرع الى المنطقة.

إلى ذلك قال مراقبون للشأن اليمني، ان الحرب ضد الحوثيين جزء لا يتجزأ من الحرب الأمريكية الإسرائيلية ، ضد ايران، وهى فى الوقت ذاته جولة أخرى فى حرب أوسع لاستئصال نفوذ إيران بالمنطقة تمهيدًا للانقضاض عليها. لكن الهدف العاجل هو شل قدرات الجبهة الجنوبية لإيران المتمثلة  بالحوثيين

وأكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن العمليات الأمريكية الحالية ضد عصابة الحوثي في اليمن التي بدأت في 15 مارس الماضية تختلف عن العمليات التي تمت قبل ذلك بمشاركة  القوات البريطانية

وأشار إلى أن العملية الحالية مختلفة فى ثلاثة أوجه هى نطاقها الجغرافى الأوسع، كثافة النيران المستخدمة، توسعها فى تنفيذ عمليات اغتيال للقادة.  

وأوضح بأن تضاريس اليمن كحصن طبيعى يوفر حماية للحوثيين ويجعل مهمة أمريكا فى القضاء عليهم صعبة ومكلفة، لذا فإن تحقيق النصر لن يتم إلا بإنزال بحرى بعد تدمير كل القدرات فوق الأرض، مع ضرب الموانئ الإيرانية لقطع خطوط الإمدادات للحوثيين.

من جهة اخرى، انتقدت اوساط يمنية مختلفة، حالة التخمة التي تعيشها قيادات الشرعية المعترف بها دوليا نتيجة ممارستها للفساد ونهب الاموال ومصادرة الاراضي والاهتمام بالمصالح الشخصية على المصالح الوطنية.

ووفقا لعدد من المنشورات على مواقع التواصل، فإن الشرعية بعجزها وعدم اتخاذها قرار استكمال التحرير واستعادة الدولة ودخول صنعاء وتحرير الحديدة، مستغلة الفرصة التي وفرتها الضربات والغارات الامريكية الحالية، لا يجدر أن تبقى في صدارة المشهد السياسي والعسكري لليمن امام العالم.

و دعت المصادر، اليمنيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم الى الالتفاف حول قيادة وطنية لقيادة المرحلة واستغلال حالة الضعف والوهن في صفوف الحوثيين وعدم قدرتهم على التحرك وادارة مناطقهم، على وقع الضربات الامريكية، للتحرك نحو تحرير صنعاء واستعادة الدولة وتحقيق تطلعات اليمنيين.