
حماس تدعو لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة والانسحاب من كامل القطاع
جددت حركة "حماس" الخميس مطالبتها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة، متهمة إسرائيل بمحاولة الالتفاف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين والذي تجري حالياً في الدوحة مفاوضات لبدء المرحلة الثانية منه.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "اللقاءات بين "حماس" والوسطاء مستمرة في الدوحة بهدف الدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية".
وأضاف أن "حماس"، "تتمسك بما تم الاتفاق عليه والدخول الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة".
وشدد قاسم على أن "التقارير عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة"، مؤكداً تمسك الحركة "بتنفيذ إسرائيل تعهداتها بالانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفي"، المنطقة العازلة الواقعة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر والتي كان من المفترض أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ولفت المتحدث باسم "حماس" إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يلتزم بتنفيذ البروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار حيث لا يزال يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والغذاء والدواء والوقود والخيام والبيوت المتنقلة".
وشدد قاسم على أن "(حماس) لا تريد العودة للحرب مجدداً"، لكنه حذر من أنه "في حال استأنف الاحتلال عدوانه فنحن لا نملك إلا الدفاع عن شعبنا".
وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس (آذار) دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة في محاولة منها للضغط على "حماس".
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الأول من مارس من دون التوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية المفترض أن تنهي بصورة دائمة الحرب.
وتريد "حماس" البدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لكن إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس أن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً مقابل أن تطلق "حماس" سراح قسم من الرهائن الأحياء والأموات الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هذه التقارير بأنها "كاذبة".
انتشال عشرات الجثامين في مجمع الشفاء
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس أن طواقمه انتشلت 48 جثماناً داخل مجمع الشفاء الطبي الذي كان أكبر مرفق طبي في القطاع لكنه استحال خراباً بعد هجمات إسرائيلية متعددة خلال الحرب مع حركة "حماس".
وقام الدفاع المدني بعمليات انتشال مماثلة في الأسابيع الماضية لإعادة الجثامين إلى عائلاتها متى أمكن التعرف عليها، أو في حال تعذر ذلك، نقلها ودفنها بشكل لائق في مكان آخر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "قامت طواقمنا اليوم بنقل جثامين 48 (قتيلاً) بينهم 10 لا يزالون مجهولي الهوية، الذين كانوا دفنوا داخل أسوار مستشفى الشفاء بغزة خلال العدوان".
وأوضح بصل أنه تم التعرف على 38 منهم من قبل العائلات، حيث تم أخذ الجثامين لمواراتها الثرى في مقابر أخرى في مدينة غزة وشمال القطاع، مشيراً إلى "استخراج 10 جثامين مجهولة الهوية جرى تسليمها لدائرة الطب الشرعي بوزارة الصحة بانتظار التعرف عليهم من عائلاتهم وأقاربهم".
وأشار بصل "لا يزال نحو 160 جثماناً مدفوناً داخل مستشفى الشفاء، وعملية نقل الجثامين من داخل أسوار المستشفى ستستمر لعدة أيام".
تعرضت مستشفيات غزة وخاصة مستشفى الشفاء، لاستهداف متكرر من القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب عقب هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
اتهمت إسرائيل "حماس" باستخدام المرافق الطبية كمراكز قيادة واحتجاز رهائن خطفتهم خلال الهجوم. ونفت الحركة الاتهامات.
العام الماضي، أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" بعد ورود تقارير عن وجود مقابر جماعية تحتوي على مئات الجثث داخل مستشفيات غزة أو قربها.
وأسفر هجوم "حماس" في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48524 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.