
البنتاغون يدرس خيارات الرد على الحوثيين والتحذير من تعليق المساعدات الأمريكية على اليمن
يواجه اليمن أزمة إنسانية متفاقمة بسبب تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مما يهدد حياة ملايين اليمنيين، ويزيد نقص الغذاء والخدمات الأساسية في بلد يعاني منذ عقد الحرب والصراع، مع توقف التمويل الأمريكي، يواجه برنامج الأغذية العالمي، الذي يعتمد بصورة أساسية على الدعم الدولي، صعوبة في توفير المساعدات الغذائية الضرورية لمنع وقوع مجاعة في البلاد.
منذ بدء الصراع في اليمن عام 2015، قدمت الولايات المتحدة عبر وكالاتها المختلفة مساعدات تجاوزت 5.4 مليار دولار، إلا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الـ20 من يناير(كانون الثاني) الماضي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، أدى إلى إرباك المنظمات الإغاثية، وبخاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى الدعم الإنساني، إذ تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 20 مليون يمني في حاجة إلى مساعدات عاجلة، بينما تواجه البلاد مستويات مرتفعة من الفقر والبطالة والتضخم.
تأثير تعليق المساعدات لم يقتصر على نقص الغذاء والمواد الأساسية، بل امتد إلى القطاع الاقتصادي، إذ أدى إلى تقليص أنشطة عدد من المنظمات الإغاثية في اليمن، مما أسفر عن تسريح مئات الموظفين، لا سيما في مناطق سيطرة الحوثيين التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، تشير التقارير إلى أن الأزمة الاقتصادية تفاقمت مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 60في المئة، مقارنة بـ 14في المئة قبل الحرب، وارتفاع معدلات الفقر إلى 78 في المئة، مما زاد معاناة السكان الذين يعتمدون بصورة كبيرة على المساعدات الإنسانية.
إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية أسهمت في تعقيد الوضع، إذ أصبح من الصعب على الوكالات الإغاثية العمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
منظمات الإغاثة حذرت من أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة معاناة ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى مصير الملايين من اليمنيين معلقاً، في انتظار إيجاد حلول دولية لمواصلة تقديم المساعدات، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية ووصولها إلى نقطة لا يمكن تداركها في حال استمرار تعليق التمويل الخارجي.
أكدت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية أن البنتاغون يدرس خيارات الرد المناسبة على الحوثيين.
وقالت القناة نقلًا عن مسؤولين كبار في البنتاغون إن جماعة الحوثيين أطلقت للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ صواريخ أرض جو على مقاتلة إف-16 أمريكية، دون تحديد زمان الحادثة.
وأوضحت أن الصاروخ لم يصب المقاتلة التي حلقت فوق البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.
ولفتت أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا آخرًا على مسيرة إم كيو-9 أمريكية، وفقًا لسؤولين كبار في البنتاغون صرحوا للقناة.
واعتبر المسؤولون أن إطلاق الحوثيين لهذه الصواريخ يعتبر تصعيدًا كبيرًا في المواجهة العسكرية.
ولفت المسؤولون أن هناك مناقشات حاليًا على أعلى المستويات في الجيش الأمريكي بشأن أفضل السبل لمواجهة الحوثيين.
وأشارا إلى أن هناك جدلًا دائرًا بشأن ما إذا كان ينبغي اتباع نهج تقليدي لمكافحة الإرهاب مع الحوثيين أو عبر ضربات مستمرة.
وأوضح أن من الخيارات المطروحة ضمن الجدل الدائر حاليًا اتباع نهج دفاعي يركز على استهداف البنية التحتية للحوثيين.