
لاول مرة وبسبب نكبة ٢٠١١ ومنجزها انقلاب ٢٠١٤.. اليمنيون يشترون قوت يومهم بالتقسيط
شهدت الأسواق اليمنية خلال الايام القليلة الماضية تراجعا كبيرا في قدرة المواطنين شراء متطلبات شهر رمضان المبارك، جراء الفقر والعوز الذي يعيشونه جراء فشل ادوات وكيانات نكبة ٢٠١١ في ادارة البلاد.
واكد عدد من الاهالي في مناطق عدة، عدم قدرتهم على شراء اي من متطلبات الشهر الكريم الذي يحل على الامة بعد ايام قليلة، وذلك لارتفاع الاسعار بشكل تجاوز كل قدرات الاسر عدى تلك التي لديها دخل بالعملة الصعبة او مرتبطة بالقيادات التي خلفتها نكبة فبراير ٢٠١١ او منجزها انقلاب سبتمبر ٢٠١٤.
ومع استمرار تدهور الاقتصاد والمعيشة والعملة والخدمات وانتشار الفساد المتنوع الذي تمارسه تلك الكيانات بطرق رسمية وغير رسمية، فقد المواطن القدرة على شراء متطلبات شهر رمضان هذا العام بشكل شبه تام، ووصل ببعض الاسر الى شراء بعض تلك المتطلبات بالتقسيط، لاول مرة.
ارتفاع السخط والتذمر
ووسط ارتفاع حالة السخط الشعبي جراء استمرار تدهور الاوضاع المعيشية وارتفاع الاسعار وانعدام القدرة الشرائية لعدم توفر الدخل، تواصل الجهات المعنية التي آلت اليها امورهم، اللامبالاة او الاهتمام بإيجاد اي نوع من المعالجات او التدخلات للتخفيف عن المواطنين.
وتؤكد المعلومات ان تلك الجهات لم تخرج حتى بتصريحات "هي اعتادت عليها " لمخاطبة المواطنين حول الاسباب والمسبب لما تعيشه البلاد من تدهور أوصل الاسر الى عدم قدرتها على توفير الوجبات اليومية لأفرادها.
وبلغت حالات التذمر الشعبي الى مقارنة ما يعيشونه من فاقة، بما تعيشه الشعوب المحيطة بالبلاد حيث يقومون بشراء عقارات وسيارات ومحلات تجارية وغيرها من ادوات الرفاهية بالتقسيط، فيما المواطن اليمني يشتري قوت يومه بالتقسيط.
واشاروا الى ما تعيشه الطبقة التي تشكلت على حساب حياتهم من عائلات المسؤولين وتجار الحروب وما تسمى بالقيادات من رفاهية وتنقلات بين الداخل والخارج، وحالات الاستفزاز التي تمارسها في شوارع المدن من خلال السير بمواكب تضم عشرات المدرعات والاطقم فيما المواطنين على الارصفة تتسول لتوفير وجبة طعام واحدة في اليوم للبقاء على قيد الحياة.
ارتفاع الأسعار
ياتي ذلك مع استمرار ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية المحلية والمستوردة الى مستويات تجاوزت كل التوقعات والقدرات الشرائية للمواطن.
ففي اسواق العاصمة المؤقتة عدن، تجاوز سعر عبوة الدقيق ٥٠ كيلوغرام ٥١ الف ريال بدلا من ٣٩ الف قبل ايام، وعبوة الارز المماثلة من النوع المتوسط في الجودة الى ١٢٠ الف ريال بدلا من ٨٦ الف قبل ايام، فيما قفزت علبة الحليب البودرة الكبيرة الى ٦٣ الف ريال بدلا من ٤٣ الف، وكذلك زيوت الطبخ، وبقية السلع الاستهلاكية الرئيسية.
بالنسبة لاسعار الخضروات عادت اسعار الطماط الى الارتفاع مسجلة ١٢٠٠ ريال للكيلو الواحد، بعد ان كان قبل يومين ٢ كيلو بالف، وكذلك البصل مسجلا ٧٠٠ ريال للكيلو بعد ان كان ٣ كيلو بالف مطلع هذا الاسبوع، اما البطاط فتجاوز الكيلو ١٤٠٠ ريال بدلا ما كان بالف ريال.
وعند الاستفسار حول اسباب الارتفاع المفاجئ في اسعار تلك المنتجات الزراعية المحلية، يقولون نتيجة تصديرها للخارج، والبعض يبرر بقدوم شهر رمضان الذين يقولون انه موسم للاستهلاك الكبير من تلك الخضروات.
اسعار اللحوم
ومن خلال جولتنا يوم الاثنين ٢٤ فبراير ٢٠٢٥، في اسواق التواهي بعدن، عرجنا لمعرفة اسعار اللحوم لنجدها مسجلة ١٩ الف للكيلو لحم غنمي بلدي، ومثله للرضيع البقري.
فيما سجلت اسعار الدواجن من المزارع المحلية "حي" ما بين ١٢ الف و٦ الف للدجاجة الواحدة وذلك حسب وزنها، فيما الاسماك ظلت عند ١٠ الف لكيلو الثمد اكثر انواع الاسماك استهلاكا في عدن، فيما بقية الانوع كالسخلة والديرك فاسعار الكيلو الواحد منها يتراوح بين ٢٠ و٢٣ الف ريال.