Image

حرمتهم من فرحة استقبال رمضان.. ثلاث ازمات مفتعلة قضت على الحياة الكريمة لليمنيين

يمر عام بعد آخر على اليمنيين، منذ نكبة فبراير ٢٠١١، ومنجزها انقلاب سبتمبر ٢٠١٤، يزداد فيه الوضع المعيشي والاقتصادي وكل جوانب الحياة الكريمة الاخرى، تأزمًا وتعقيدًا وانهيارًا.

ومن ابرز ثلاث ازمات قضت بشكل كبير على حياة اليمنيين التي كانت مستقرة وكريمة قبل النكبة والانقلاب، "الحروب، والفساد، والفشل"، والتي افضت الى أزمات مفتعلة وغير مفتعلة، حرمت المواطنين الفرحة باستقبال المناسبات الدينية وعلى راسها استقبال شهر رمضان المبارك.

شركاء ضد الحياة
مثلت جماعة الاخوان المتمثلة بحزب الاصلاح وشركائه الرئيسيين عصابة الحوثي الايرانية وبقية كيانات وأدوات النكبة والانقلاب، مثلت راس الحربة في قتل عوامل الحياة الكريمة التي كان يعيشها المواطنين.
وعمدت تلك الادوات مجتمعة وفقا لمراقبين،  الى افتعال فوضى الساحات مرورا بالانقلاب وصولا الى اشعال الحروب ضد اليمنيين والمستمرة منذ عقد من الزمن حتى اليوم.
ومع تمكنها من تدمير مؤسسات الدولة ونهبها، واستمرار محاولاتها طمس الهوية اليمنية بعد القضاء على السيادة الوطنية بالارتهان للخارج. بدات مرحلة تقاسم السلطة والثروة ونهب ايرادات الدولة ومصادرة الحقوق والممتلكات الخاصة والعامة، وممارسة شتى انواع الفساد، حتى وصلت الاوضاع الى ما هي عليه اليوم من انهيار في شتى مناحي الحياة.

إدارة الفشل
وبالنظر الى اداء الادوات التي تم استبدالها مكان النظام والدولة الرسمية ذات السيادة والقانون، نجد انه وعبر مراحلها التي بدات مع تسليم آخر رئيس منتخب للبلاد الرئيس الشهيد الزعيم  على عبدالله صالح للسلطة لنائبه حينها عبدربه منصور هادي في نهاية العام ٢٠١٣، نجد ان الفشل سمتها البارزة لها.
وشهدت الاوضاع في ظل فشل تلك المكونات وابرزها حزب الاصلاح وعصابة الحوثي، انهيارات وازمات متواصلة قضت تدريجيا وبطريقة ممنهجة على مظاهر الحياة التي كان المواطنون ينعمون بها قبل النكبة والانقلاب.
ويرجع مراقبون فشل تلك المكونات السابقة والتي ظهرت عقب ٢٠١٥، الى ارتهان قرارها للخارج وعدم ولائها لله والوطن والثورة والجمهورية، فكلها كيانات تتبع مناهج فكرية متطرفة لا تؤمن بالدولة والوطن، وتبيح كل شيء من اجل الثروة والسلطة لممارسة التسلط وليس خدمة الشعوب.

ازمات قتلت الفرحة 
وفي ظل الازمات المفتعلة والناتجة عن فشل تلك الادوات، تم القضاء على مظاهرة ومقومات الحياة الاساسية التي كانت لدى المواطن، وأوصلته الى مرحلة العيش في دوامة توفير الوجبات اليومية التي تبقيه فقط على قيد الحياة.
ومن خلال تتبع التقارير المحلية والدولية، والاوضاع على الارض، نجد ان تلك الادوات من خلال نهب مؤسسات وايرادات الدولة المختلفة، ومصادرة كل المنح والمساعدات والمعونات الاقليمية والدولية المقدمة للمواطنين، لصالح عناصرها وقياداتها، انهارت منظومة العيش الكريم والحياة المستقرة لليمنيين.
وما نتج عن ازمات الحرب والفساد والفشل، التي افتعلتها تلك الكيانات، برزت ازمات انهيار الاقتصاد والمعيشة والخدمات وانهيار العملة المحلية، واستفحال اسعار السلع الاستهلاكية، التي افقدت المواطن القدرة على البقاء، والفرحة بالمناسبات الدينية خاصة فرحة استقبال شهر رمضان المبارك الذي اعتاد عليها اليمنيين قبل النكبة.

الحرمان والحسرة بدل الفرحة
ومع اقتراب حلول شهر رمضان هذا العام، يقف اليمنيون امام هذه المناسبة الدينية متحسرين على حياتهم التي سلبت وحرموا منها بفعل النكبة والانقلاب، حيث كانوا يستقبلون الشهر الكريم في مثل هذه الايام بتوفير متطلبات التي تميزه عن غيره من الشهور.
واليوم تتحدث التقارير الميدانية ان المواطنين يعزفون عن ارتياد الاسواق او اقتناء احتياجات رمضان، لعدم قرتهم على الشراء نتيجة ارتفاع الاسعار، وغياب القدرة الشرائية مع انعدام الدخل وتوقف صرف المرتبات، وغياب مصادر الدخل الاخرى.
وما بين الحرمان والعوز والتحسر ضاعت فرحة استقبال رمضان من وجوه اليمنيين واختفت حتى بسمة الاطفال الذين ينتظرون هذه المناسبة على مدار العام لممارسة طقوسهم الخاصة في استقباله.
وتؤكد التقارير التي رصدت حركة الاسواق والتسوق مع اقتراب رمضان، تكدس البضائع الرمضانية، وضعف الاقبال عليها، من قبل السكان لعدم توفر المال وارتفاع الاسعار.
ومع ذلك الوضع المتدهور، نجد ان المسؤولين المعنيين في معالجة تلك الاومات مشغولين خارج البلاد مع عائلاتهم واقاربهم بتوفير حاجات رمضان من الماركات العالمية والاصناف النوعية، الى جانب انشغالهم في تقاسم المناصب والثروة الخاصة بالشعب المحروم من ابسط مقومات الحياة.

أخيرًا.. تظل الأزمات المفتعلة من قبل كيانات وادوات النكبة والانقلاب هي السمة البارزة التي تسبق رمضان كل عام، لكن هذا العام سيكون وقعها قاتل بالمعنى الحرفي للمواطن المعدم من كل شيء والغير قادر حتى الوقوف في طوابير الازمات لان بطنه خاوية وقواه منهارة بعد ان سلب منه كل عوامل حياته الكريمة..