
النفط يتجه لارتفاع أسبوعي وسط مخاوف الإمدادات
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة، لكنها لا تزال تتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي، بفضل المخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية وتحسن التوقعات بالنسبة إلى الطلب في الولايات المتحدة والصين.
وهبطت العقود الآجلة لخام "برنت" 22 سنتاً، أي 0.27 في المئة، إلى 76.27 دولار للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 22 سنتاً، أي 0.3 في المئة، إلى 72.26 دولار للبرميل.
أكبر زيادة أسبوعية منذ يناير
وارتفع الخامان اثنين في المئة تقريباً هذا الأسبوع ليسجلا أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، ويتجه "برنت" إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني بعد تراجعه لثلاثة أسابيع، بينما يتجه خام "غرب تكساس" الوسيط لأول أسبوع من المكاسب بعد تراجعه لأربعة أسابيع.
في غضون ذلك، قالت روسيا إن تدفقات النفط عبر تحالف خط أنابيب بحر قزوين، وهو طريق رئيس لتصدير الخام من كازاخستان، انخفضت بما بين 30 و40 في المئة يوم الثلاثاء بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على محطة ضخ.
وذكرت مصادر من القطاع أمس الخميس، أن كازاخستان ضخت كميات قياسية مرتفعة من النفط على رغم الأضرار التي لحقت بطريقها الرئيس للتصدير عبر روسيا، وهو اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، ولم يتضح بعد كيف استطاعت كازاخستان ضخ كميات قياسية من النفط.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الخميس، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، فيما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، بعدما أدت أعمال صيانة موسمية في المصافي إلى انخفاض عمليات التكرير.
وقال المحلل لدى "فوغيتومي" للأوراق المالية توشيتاكا تازاوا "الانخفاضات في مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة، إلى جانب المخاوف في شأن نقص الإمدادات في روسيا، تدعم أسعار النفط".
وأضاف "التوقعات باتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، والذي قد يخفف العقوبات على موسكو، تلاشت إلى حد ما بسبب موقف أوكرانيا المتشدد، مما دفع بعض المستثمرين إلى إعادة الشراء في السوق".
وعلى صعيد الطلب، قال محللو "جيه بي مورغان" في مذكرة اليوم الجمعة، إن متوسط الطلب العالمي على النفط بلغ 103.4 مليون برميل يومياً حتى 19 فبراير (شباط) الجاري، بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل يومياً.
ويتوقع المحللون أن يسهم الطقس البارد في الولايات المتحدة وزيادة النشاط الصناعي في الصين مع عودة الناس من العطلات في زيادة الطلب الأسبوع المقبل.
مصافي التكرير الأميركية
في الأثناء، قال مسؤولون تنفيذيون، إن شركات التكرير الأميركية الكبرى تستعد للبحث عن مصادر بديلة للخام الثقيل الحامض، بطرق من بينها إنتاج المزيد من الأنواع المحلية، بينما ينتظرون وضوحاً في شأن الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرضها على الواردات من أكبر موردي الخام للولايات المتحدة، وهما كندا والمكسيك.
وقد تكون زيادة المصافي الأميركية لإنتاج النفط الخام المحلي، وهو في معظمه من النفط الصخري الخفيف الحلو، انتصاراً لترمب الذي تعهد بتعزيز إنتاج الطاقة في البلاد ودافع عن قطاع الوقود الأحفوري.
وذكرت "ماراثون بتروليم"، أكبر شركة تكرير أميركية من حيث الحجم، أن مصافيها في منطقة وسط القارة قد تتحول من معالجة الخام الثقيل الحامض إلى درجات أخرى.
وقال رئيس الشؤون التجارية لـ"ماراثون بتروليم" ريك هيسلينغ إلى المستثمرين في اتصال هذا الشهر في شأن أرباح الشركة للربع الأخير "قد ننظر في أمر التحول إلى خامات بديلة بسبب قدراتنا اللوجيستية".
وأضاف أن الخام المحلي من تشكيل "باكن" الصخري في ولاية نورث داكوتا وجبال روكي قد يكون من بين الخيارات.
وتدير الشركة، ومقرها ولاية أوهايو، 13 مصفاة في الولايات المتحدة، وتعالج مصفاتها، التي تبلغ طاقتها 253 ألف برميل يومياً، وتقع في روبنسون بولاية إلينوي كميات كبيرة من الخام الثقيل الوارد من كندا.
وحذرت شركة التكرير من احتمال ارتفاع الكلف إذا نفذت خطط ترمب في شأن الرسوم الجمركية، لكن العبء سيتحمله في المقام الأول منتجو النفط الكنديون، ثم المستهلكون الأميركيون بدرجة أقل.
وقد تعالج شركة "أتش أف سينكلير"، التي تتخذ من تكساس مقراً وتدير سبع مصاف، من معالجة المزيد من النفط الخام الخفيف الحلو.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في الشركة ستيف ليدبيتر "نعتقد أن مصافينا تمتلك القدرة على (معالجة) الخام الخفيف".
وذكر الرئيس التنفيذي لشركة التكرير المستقلة "ديليك" أفيجال سوريغ في وقت سابق من الشهر إن الشركة، التي تدير أربع مصاف برية، قد تتمكن من إنتاج المزيد من الخام الخفيف الحلو إذا كانت لذلك جدوى اقتصادية.
ويتوقع محللو "تي دي" أن تتحول مصافي التكرير الأميركية، التي تستهلك الخام الكندي، قليلاً إلى الخام الخفيف الحلو مما يؤدي إلى زيادة أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي وخام "برنت"، والخامان من الأنواع الخفيفة الحلوة.