
التوفيق بين روسيا وأميركا يبعد كابوس "حرب عالمية ثالثة"
بعد انتهاء المحادثات الأميركية- الروسية التي استمرت أكثر من أربع ساعات في الرياض الثلاثاء، اعتُبر الاجتماع خطوة بارزة في مسار التهدئة بين القوتين العظميين، بما أنهى شبح المخاوف من اندلاع حرب نووية أو عالمية ثالثة. جاء ذلك بعد تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعكس ثلاث سنوات من السياسة الأميركية التي ركزت على عزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، إثر وساطة السعودية التي يحتفظ ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان بعلاقات خاصة مع الرئيسين الأميركي والروسي. وقد وصفت موسكو المحادثات بأنها "ناجحة"، فيما أشادت واشنطن بها باعتبارها "خطوة مهمة إلى الأمام" تضع "الأساس للتعاون في المستقبل".
فما هي أبرز ردود الفعل الدولية؟
ترمبقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن المحادثات التي أجريت مع روسيا، في العاصمة السعودية الرياض، كانت "جيدة جداً"، متوقعاً عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية فبراير الجاري.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيوإذا نجحت المفاوضات في إنهاء الصراع الأوكراني، فقد تفتح "فرصاً لا تُصدَّق" للشراكة مع روسيا، مضيفاً أن ذلك سيسهم في "تحقيق نتائج إيجابية للعالم وتحسين العلاقات الثنائية على المدى الطويل".
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
"كما أظهرت محادثات الأمس، فإن التوجه نحو تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بدأ في جميع المجالات. هناك على الأقل استعداد، استعداد معلن لبدء هذا التحرك. وليس فقط لحل الأزمة الأوكرانية، بل وخلق الظروف لاستعادة وتوسيع الشراكة في المجالات التجارية والاقتصادية والجيوسياسية بين روسيا والولايات المتحدة".
الكرملين
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الأربعاء أن المفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قد تعقد حتى نهاية فبراير، أو لا تعقد حتى ذلك الحين.
وكالة "بلومبيرغ"أشارت الوكالة إلى أن المحادثات تمّت في ظل تهميش واضح للدور الأوروبي، حيث عنونت تقريرها: "ترامب وبوتين يلتقيان في السعودية بينما يتم تهميش أوروبا". وأوضحت أن تقلّص نفوذ الدول الأوروبية جاء لمصلحة الرياض، التي برزت كفاعل أساسي في المشهد الدبلوماسي الدولي، حيث فضّل المسؤولون الروس والأميركيون عقد الاجتماع فيها من دون إشراك أي مسؤول أوروبي أو أوكراني، وهو ما أثار استياء قادة الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
شبكة "سي أن أن"اعتبرت الشبكة أن استضافة السعودية لهذا الاجتماع التقاربي بين مسؤولين أميركيين وروس رفيعي المستوى تعكس طموحاتها المتزايدة للعب دور فاعل في تسوية النزاعات الدولية. كما أشارت إلى أن أحد الأهداف الأخرى للرياض هو تعزيز نفوذها في أي محادثات مستقبلية حول مصير غزة بعد الحرب.
كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبيعبّرت كالاس عن قلقها من التقارب الأميركي- الروسي عبر تغريدة نشرتها على منصة "إكس"، موجهةً رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قائلة: "ستحاول روسيا تقسيمنا. دعونا لا نسقط في فخاخهم، ومن خلال العمل المشترك مع الولايات المتحدة، يمكننا تحقيق سلام عادل ودائم - بشروط أوكرانيا".
صحيفة "غارديان" البريطانيةرأت الصحيفة أن المحادثات في الرياض أظهرت تسارع الجهود الأميركية لإنهاء الصراع الأوكراني، وهو ما أثار قلق كييف والعواصم الأوروبية. وأضافت أن هذه المحادثات، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدّمت فرصة مهمة للمملكة لتعزيز وجودها على الساحة الدبلوماسية العالمية.
صحيفة "نيويورك تايمز"وصفت الصحيفة المفاوضات بأنها تمثل تحولاً جذرياً في السياسة الأميركية، حيث انتقلت واشنطن من الضغط الدبلوماسي على موسكو إلى السعي للتعاون معها، معتبرةً أن هذا التطور يعد "تحولاً مذهلاً في العلاقات بين البلدين".
صحيفة "وول ستريت جورنال"رأت الصحيفة أن المحادثات بين واشنطن وموسكو تمثل بداية مسار جديد تجاه أوكرانيا، مشيرة إلى أن "هذا اللقاء الدبلوماسي الأول بين الطرفين هزّ حلفاء واشنطن، الذين لم يتوقعوا مثل هذا التقارب المفاجئ".
صحيفة "لوموند" الفرنسيةوصفت الصحيفة الاجتماع بأنه "انقلاب دبلوماسي كبير لموسكو"، إذ مكّنها من كسر العزلة التي فُرضت عليها منذ ثلاث سنوات في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.