![Image](uploads/news/02-14-25-6690380.jpg)
بعد مكالمة ترامب وبوتين.. مخاوف أوروبية من "صفقة قذرة"
طالبت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون،امس الخميس، بإشراكهم في أي مفاوضات سلام بعد أن تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقال إن كييف لن تستعيد كل أراضيها ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي.
وانتعشت الأسواق المالية الروسية وارتفع سعر ديون أوكرانيا مع احتمال عقد أول محادثات منذ سنوات لإنهاء أشد الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن سعي ترامب الأحادي لمفاتحة بوتين وما ترافق معه من تنازلات، فيما يبدو بخصوص مطالب أوكرانيا الرئيسية، أثار قلق كييف والحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي الذين قالوا إنهم يخشون أن يتوصل البيت الأبيض إلى اتفاق بدونهم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لن يكون من الممكن أن نقبل أي اتفاقيات بدوننا".
وأضاف أن بوتين يستهدف جعل مفاوضاته ثنائية مع الولايات المتحدة، ومن المهم عدم السماح بذلك.
وقال الكرملين إن هناك خططا للإعداد لاجتماع بين بوتين وترامب، ربما في السعودية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن أوكرانيا ستشارك "بالطبع" في محادثات السلام بطريقة ما، لكن سيكون هناك أيضا مسار تفاوضي ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.
واتخذ المسؤولون الأوروبيون نهجا صارما بشكل معلن وعلى نحو استثنائي تجاه مبادرة السلام التي اقترحها ترامب، قائلين إن أي اتفاق سيكون من المستحيل تنفيذه ما لم يتم إشراكهم هم والأوكرانيين في التفاوض عليه.
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، كما نددت بما قُدم سلفا من تنازلات واضحة.
وأضافت: "لماذا نعطيهم (الروس) كل ما يريدونه حتى قبل بدء المفاوضات؟ ... إنه استرضاء. لا نجاح لهذا أبدا".
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن وزراء وافقوا على الانخراط في "حوار صريح وشاق" مع مسؤولين أميركيين.
والأربعاء، أجرى ترامب أول مكالمة هاتفية يجري الإعلان عنها بين الرئيس الأميركي وبوتين منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، ثم أعقبها بمكالمة هاتفية مع زيلينسكي.
وقال ترامب إنه يعتقد أن الرجلين يريدان السلام.
لكن إدارة ترامب قالت علنا للمرة الأولى أيضا إن من غير الواقعي أن تتوقع أوكرانيا العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ضمن أي اتفاق، وإن القوات الأميركية لن تشارك في أي قوة أمنية بأوكرانيا قد يتم تشكيلها لضمان وقف إطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الذي كشف عن السياسة الجديدة في تصريحات بمقر حلف شمال الأطلسي، الخميس، إن العالم محظوظ بوجود ترامب، وإنه "أفضل مفاوض في الكوكب، والذي يجمع بين الجانبين للتوصل إلى سلام عبر المفاوضات".
وقال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف إن موسكو "معجبة" باستعداد ترامب للسعي إلى تسوية.
واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، واستولى وكلاؤها على أراض في الشرق في عام 2014، قبل غزوها الشامل لجارتها في 2022 حيث استولت على مزيد من الأراضي في الشرق والجنوب.
وتمكنت أوكرانيا من صد الغزاة الروس من ضواحي كييف واستعادت مساحات واسعة من الأراضي في عام 2022، لكن قواتها الأقل عددا وتسليحا تفقد ببطء المزيد من الأراضي منذ الهجوم المضاد الأوكراني الفاشل في عام 2023.
وأدى الصراع المحتدم إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف من الجنود على الجانبين، ولكن لا يوجد إحصاء يمكن الوثوق به لعدد القتلى. كما أصيبت مدن أوكرانية بالدمار.
وفي الوقت نفسه، لم يحدث أي تقارب في المواقف. فموسكو تطالب كييف بالتنازل عن مزيد من الأراضي وأن تكون في وضع الدولة المحايدة بشكل دائم في أي اتفاق سلام. وتقول كييف إنه يتعين على القوات الروسية الانسحاب وأن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية مشابهة لعضوية حلف شمال الأطلسي لمنع وقوع هجمات في المستقبل.
واعترف المسؤولون الأوكرانيون في الماضي أن العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي قد تكون بعيدة المنال في الأمد القريب، وأن اتفاقا مفترضا للسلام قد يترك بعض الأراضي المحتلة في أيدي الروس.
لكن كييف وحلفاءها الأوروبيين أوضحوا أنهم يشعرون بالقلق إزاء ما اعتبروه تنازلا من جانب إدارة ترامب عن هذين الموقفين قبل بدء المحادثات.