![Image](uploads/news/02-14-25-3933303.jpg)
روبيو: الولايات المتحدة منفتحة على مقترحات من الدول العربية في شأن غزة
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أن بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية في شأن غزة، القطاع الفلسطيني المدمر الذي يريد الرئيس دونالد ترمب السيطرة عليه بعد تهجير سكانه منه في خطة لاقت تنديداً حول العالم.
وروبيو الذي يستعد لبدء أول جولة شرق أوسطية له، أعرب عن أمله في مناقشة هذه المقترحات في إطار هذه الجولة، وكان الوزير بحث ملف غزة خلال اجتماعات عقدها في واشنطن مع مسؤولين من مصر والأردن.
والخميس، قال روبيو في مقابلة إذاعية "في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة - وهم (العرب) لا يحبونها - هي خطة ترمب. لذلك إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها"، وأضاف "نأمل أن تكون لديهم خطة جيدة حقاً لتقديمها إلى الرئيس".
وكان ترمب حذر مصر والأردن من عواقب وخيمة إذا لم يوافق هذان الحليفان للولايات المتحدة على استقبال سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني.
ولاحقاً تراجع ترمب عن اقتراحه بـ"قطع" المساعدات الأميركية للأردن ومصر إذا رفضا استقبال أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، وقال "أعتقد أننا سنفعل شيئاً، ليس من الضروري أن أهدد بذلك".
واقترح ترمب أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وأن ترحل سكانه إلى بلدان أخرى، خصوصاً مصر والأردن، على أن تعيد بناء القطاع المدمر وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة، ودانتها دول عربية.
وأعلنت مصر هذا الأسبوع أنها ستستضيف قمة عربية طارئة في وقت لاحق من هذا الشهر، وقالت إنها "ستقدم رؤية شاملة" لإعادة بناء غزة بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
الفاتيكان: الفلسطينيون يجب أن يبقوا في أرضهم
رفض مسؤول كبير في الفاتيكان الخميس خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة، قائلاً إن "الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه".
وقال أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين على هامش اجتماع لإيطاليا والفاتيكان، إن "إحدى النقاط الأساسية للكرسي الرسولي: لا للترحيل"، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا).
وأضاف بارولين أن طرد الفلسطينيين من شأنه أن يتسبب بتوترات إقليمية، و"لن يكون له معنى"، لأن الدول المجاورة مثل الأردن تعارض ذلك. وقال إن "الحل في رأينا هو حل الدولتين، لأنه يعني أيضاً منح أمل للسكان".
وانتقد البابا فرنسيس أيضاً هذا الأسبوع خطط ترمب لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، ورأى البابا في رسالة وجهها إلى أساقفة أميركيين ونشرها الفاتيكان أن "البدء ببرنامج ترحيل واسع النطاق" يشكل "أزمة كبرى".
واعتبر أن طرد "أفراد غادر عدد كبير منهم بلدانهم لأسباب تتصل بالفقر المدقع وانعدام الامن والاستغلال والاضطهاد أو بسبب تدهور البيئة في صورة خطرة، يشكل مساساً بكرامة عدد من الرجال والنساء".
وسارع كبير مستشاري الرئيس الأميركي لسياسة الهجرة إلى الرد على الحبر الأعظم، داعياً إياه إلى "التركيز على الكنيسة الكاثوليكية وتركنا نهتم بحدودنا".
إسرائيل تترقب الإفراج عن ثلاثة رهائن
وسط هذه الأجواء، تترقب السلطات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن تعلمها حركة "حماس" بأسماء الرهائن الثلاثة الذين تنوي الإفراج عنهم، غداً، مقابل معتقلين فلسطينيّين، وذلك بعد تبادل تهديدات بين الجانبين أثارت مخاوف من تجدّد القتال. ويؤشّر موقف "حماس" إلى إجراء عملية تبادل جديدة لرهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
جاء ذلك فيما أفادت قناة "إكسترا نيوز" الإخبارية، المرتبطة بالاستخبارات المصرية، بأن مصر وقطر نجحتا في "تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة" التي أوقفت حرباً مدمّرة بين إسرائيل وحركة "حماس" استمرّت حوالى 15 شهراً في قطاع غزة.
"حماس" تؤكد الاستمرار في تنفيذ الاتفاق
وأشارت "حماس" أمس إلى أنه من الممكن تجنب أزمة تهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على رغم من حالة الغموض في شأن عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت والخلافات حول وصول المساعدات إلى القطاع.
وبدا اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يفترض أن يستمر 42 يوماً، على وشك الانهيار هذا الأسبوع وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل و"حماس" بانتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وقالت "حماس" إنها لا ترغب في انهيار الاتفاق، إلا أنها رفضت ما سمته "لغة التهديد والوعيد" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي، وقال نتنياهو وترمب إن وقف إطلاق النار سينتهي إذا لم يطلق سراح الرهائن.
وذكرت الحركة في بيان "تؤكد ’حماس‘ الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد".
ويزور وفد من الحركة بقيادة رئيس "حماس" في غزة خليل الحية القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، وتقول الحركة إن الوسطاء المصريين والقطريين أكدوا أيضاً مواصلة الجهود "لإزالة العقبات وسد الثغرات".
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في وقت لاحق للصحافيين إنه يتعين على "حماس" إطلاق سراح ثلاثة رهائن - أحياء - يوم السبت حتى يستمر سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهمت "حماس" إسرائيل هذا الأسبوع بعدم احترام شروط الاتفاق التي تدعو إلى زيادة كبيرة في تسليم المساعدات، وقالت إنها لن تسلم إسرائيل الرهائن الثلاث المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت إذا لم تحل الأزمة.
واتهمت إسرائيل "حماس" أيضاً بانتهاك الاتفاق، بما في ذلك مساء أمس الخميس عندما قال الجيش الإسرائيلي إن "حماس" أطلقت صاروخاً من غزة وسقط داخل القطاع.
وقال الجيش إنه ضرب منصة الإطلاق في وقت لاحق، وقال مصدر في جهاز الشرطة الذي تديره "حماس" إن الصاروخ كان ذخيرة إسرائيلية غير منفجرة اشتعلت وانطلقت في الهواء أثناء إبعادها عن منطقة سكنية.
ولم يتسن التحقق بصورة مستقلة من صحة الروايات.
"الكارثة الإنسانية مستمرة"
أعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الخميس أن "الكارثة الإنسانية مستمرة" في غزة على رغم الهدنة، داعياً إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر.
وبعد زيارة ميدانية، قال يورغي موريرا دا سيلفا، وهو أيضاً مساعد للأمين العام للأمم المتحدة، "إضافة إلى المعاناة الإنسانية الهائلة، شهِدت أيضاً درجة لا يمكن تصورها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجماً هائلاً من الأنقاض".
ونبه إلى أن إزالة الحطام والركام الناجمين عن النزاع ستستغرق "سنوات"، داعياً إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" و"الإفراج الفوري عن جميع الرهائن" وإيصال للمساعدات الإنسانية "من دون معوقات".
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أن إعادة إعمار غزة وإنهاء "الكارثة الإنسانية" سيتطلبان أكثر من 53 مليار دولار، من بينها 20 مليار دولار في السنوات الثلاث الأولى فقط.
وقال يورغي موريرا دا سيلفا إن "مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع على استعداد لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هذا، وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة".