Image

حقيقة العلاقة بين حركتي الشباب الصومالية والحوثية بصفتها "المؤمن".. الجهاد لخدمة ايران

تتوافقان بالصفة الكاذبة "المؤمن"، وتختلفان بالفكر والتوجه،  وتجتمعان بالهدف "الارهاب" لخدمة ايران، وتهديد المنطقة والاقليم والعالم، ما يجعل الجميع مطالبا بتوحيد الجهود وتشكيل قوة دولية لاجتثاث تلك الكيانات من ضفتي البحر الأحمر.
وفي الاونة الاخيرة تم الكشف عن علاقة وثيقة تربط الحركتين "الشباب المؤمن الحوثية" والشباب المؤمن الصومالية، لتكشف حقيقة نشأت تلك الجماعات على ضفتي البحر الأحمر وخليج عدن، بتمويل ايراني واتفاق مشترك مع تنظيم القاعدة الارهابي الذي يتخذ زعيمه الحالي ايران مقرا لاقامته وممارسة نشاطه الارهابي.

تقارير تكشف العلاقة 
ومع تناول تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الامن الخاصة باليمن، الاخير، لما وصفه بالتعاون والتنسيق المشترك بين جماعة الشباب الصومالية، وعصابة الحوثي الايرانية في اليمن، فيما يتعلق بتهريب الاسلحة الايرانية والمخدرات والمتاجرة بالبشر على ضفتي البحر الأحمر، والذي سبقه تقارير ذات طابع استخباراتي حول نشاط عصابة الحوثي الايرانية في افريقيا ومنها الصومال، برزت وبشكل واضح العلاقة التي تربط حركتي الشباب المؤمن في الصومالية ذات الطابع الارهابي، ونظيرتها حركة الشباب المؤمن الحوثية الارهابية ايضا.
وغالبا ما كانت تُثار علاقة حركة الشباب بالتنظيمات المسلحة ذات الطابع الأيديولوجي والمماثلة لها شكلاً ومضموناً، وهو ما كان يعطيها بُعداً دولياً بعيداً عن حواضنها المحلية، حتى جاءت تلك التقارير لتميط اللثام حول طبيعة العلاقة بين تلك التنظيمات الارهابية.
ومع الكشف عن وجود علاقة وتنسيق بين عصابة الحوثي وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية برعاية ايرانية من الناحتين التسليح والتمويل والتدريب، برزت تلك العلاقة التي تربط حركتي الشباب في الصومال وصعدة، لتتجاوز الحدود الجغرافية لتصبح مراكز تهديد وخطر على الامن الاقليمي والدولي وليس على النطاق المحلي لتلك الحركات الممولة وذات التسليح الايراني.
وتكشف تلك التقارير عن العلاقة السرية التي تربط الجانبين في اطار التنسيق بين القاعدة والحوثيين كامتداداً طبيعياً للجانبين في منطقة القرن الإفريقي، ذات الأهمية الإستراتيجية، خاصة وانها تاتي في اطار توزيع السلاح الايراني على الطرفين، الامر الذي يثير قلقا وتساؤلات حول طبيعة تلك العلاقة ومضمونها وأهدافها بين تنظيم سلفي جهادي وآخر ينتمي إلى التيار الشيعي ذات طابع فكر ايراني، وطبيعة المخطط الايراني الهادف للسيطرة على منطقة البحر الأحمر.

الملاحة الدولية .. هدف
ومع دخول ايران في مواجهة مع العالم والمنطقة فيما يتعلق باستهداف سفن التجارة والطاقة في البحر الأحمر وخليج عدن بحجة دعم فلسطين، منذ نوفمبر 2023، تم الكشف عن حجم وطبيعة العلاقة بين الحركتين في الصومال وصعدة، والتي تم الكشف عنهما في مطلع العام 2004، وهو تزامن يثير تساؤلات كثيرة حول امتداد المخطط الايراني والرؤية الخمينية بالنسبة للوصول الى طريق الملاحة الاهم في البحر الأحمر وباب المندب والذي سبق ما سمي بالربيع العربي بسنوات كثيرة.
شكلت حركة المؤمن الصومالية تهديدا حقيقيا للملاحة في البحر الأحمر من خلال اعمال القرصنة التي مارستها لسنوات في المنطقة، لتأتي عصابة الحوثي عبر حركة الشباب المؤمن الحوثية، لتشكل ضغط جديدا على منطقة البحر الأحمر من الجهة المقابلة، لتشترك الحركتين عبر تحالُف جديد بينهما، من أجل شلّ حركة السفن العالمية لتحقيق المخطط الايراني الخميني في المنطقة.
ومع التأكيد استخباراتيا بوجود علاقة تعاون وتسليح مشترك من قبل ايران للحركتين الى جانب التنسيق المشترك بين الجانبين في مجال التدريبات وتهريب الاسلحة والمخدرات والبشر، تكون ايران قد نصبت قواعد عسكرية لشل حركة الملاحة في المنطقة عبر ضفتي البحر الأحمر.

علاقة ذات مصالح 
كما كان الحال بالنسبة لعلاقة ايران مع حركة حماس في غزة ذات الفكر الاخواني السني، سعت لايجاد علاقة بين حركة الشباب المؤمن الصومالية ذات الفكر الجهادي الاخواني المرتبط بتنظيم القاعدة الارهابي، مع فكرها الشيعي الذي تحمله عصابة الحوثي ذراعها في اليمن.
تقوم تلك العلاقات على المصالح المشتركة بين الجانبين في خدمة الهدف الايراني اولا وخدمة اهداف ومصالح الحركتين ثانيا في اطارهما المحلي من خلال الحصول على دعم مادي "سيولة مالية"، وتدريب على اسلحة متطورة مثل المسيرات والصواريخ المجنحة، وهي اسلحة توفره ايران للطرفين مقابل استخدام الحركتين لتنفيذ اجندتها في المنطقة.
كما تهدف العلاقة بين الجانبين لتأمين مناطق سيطرة جديدة خاصة في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، من اجل الحصول على مكانة دولية تستطيع من خلالها فرض اجندتها وتهديداتها لتأمين حركة نشاطها الارهابي في افريقيا او المنطقة العربية خاصة الخليج.
وتتخذ الحركتين شعار العداء للولايات المتحدة، كغطاء لممارسة نشاطهما الارهابي الذي يخدم استمرار التواجد الامريكي في المنطقة، أي ان العلاقة برفع شعار العداء لواشنطن يخدم الطرفين امريكا والحركتين الارهابيتين، ومن خلفهما ايران واسرائيل، على حساب دول المنطقة في الخليج والصين وروسيا التي تمارس نشاط تجاري في البحر الأحمر وخليج عدن، واخر اقتصادي وعسكري في افريقيا، والمنطقة كما هو الحال في سورية سابقا بالنسبة لروسيا.

لقاء الشراكة 
تحدثت تقارير عدة مؤخرا، عن لقاء مشترك عقد في جنوب الصومال بين وفد من حركة الشباب المؤمن الحوثية، مع وفد من حركة الشباب الصومالية، كان تمهيدا للقاءات اخرى تم خلالها تنسيق عمليات تهريب الاسلحة والممنوعات وانشاء كيانات مشتركة في دول افريقية لتوسيع نشاط الحركتين.
كما تم الاتفاق بين الجانبين على عمليات تدريب وتسليح مشترك وحول كيفية استخدام الأسلحة المتطورة (الطائرات المسيَّرة، صواريخ المجنحة وصناعة الالغام البحرية والبرية) كما تم الاتفاق على نقل جماعات مشتركة من الجانبين الى جانبي البحر الأحمر للمشاركة في عمليات ارهابية تخدم مصالح الحركتين اولا وايران ثانيا، وتمنح الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهم الذرائع للتواجد والانتشار في البحر الأحمر وخليج عدن وفي دول افريقية مثل جيبوتي واريتريا واثيوبيا، وحتى في الصومال نفسه.

تداعيات وخيمة
حملت التقارير الدولية والاممية حول التعاون  المشتركة بين حركة الشباب الصومالية وعصابة الحوثي الايرانية، فيما يتعلق بالتدريب والاسلحة والمخدرات وتهريب البشر، ونقل المقاتلين، تهديدات كبيرة ووخيمة على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
كما ان تطور القدرات التسليحية للجماعتين الارهابيتين، خاصة في مجال التسليح بالمسيرات والصواريخ النوعية،  يجعلهما يشكلان تهديدا لأمن واستقرار المنطقة، كما يشكلان قلقا دوليا واقليميا ويرجح كفة ايران بالمنطقة وصولا الى حركة الملاحة في قناة السويس بجمهورية مصر العربية.
الى جانب انهما يشكلان تهديدات اقليمية ودولية، بان التعاون المشتركة بين الجانبين يعزز من خطرهما محليا في اليمن او الصومال، وعلى الدول المجاورة للدولتين، خاصة وانهما يعملان على تنفيذ اجندة ارهابية تخدم مصالح جماعات متطرفة كتنظيم القاعدة والاخوان المسلمين من حملت الفكر السني، وايران الشيعية.

تعاون متنام بين الجانبين
وتؤكد تقارير استخباراتية امريكية، وجود تعاون متنامٍ بين الطرفين، وأن توافقًا مصلحيًّا قد يجعل الأمور أسوأ في كل من الصومال والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث يشن الحوثيون هجمات مُنظمة على السفن التجارية والأصول العسكرية الأمريكية ودول اخرى في المنطقة منذ نهاية العام 2023، وكلها تخدم التوجهات والاهداف الايرانية في المنطقة.
ووفقا للتقارير الامريكية، فإن العلاقة بين حركة الشباب الصومالية والحوثيين وكلاء ايران في اليمن، ليست جديدة، وانما كانت على النمط البدائي منذ العام 2006، بتنسيق ايراني لخدمة حرب حزب الله اللبناني ذراع ايران في لبنان ضد اسرائيل حينها.
ومع تطور العلاقة بين الجانبين بشكل لافت وكبير، فيما يتعلق بالتسليح والتدريب على اسلحة ايرانية متطورة وعمليات تهريب تخدم الجوانب المالية للجماعتين عبر البحر الأحمر وخليج عدن وصولا الى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، تكون المنطقة دخلت في مرحلة اكثر خطورة خاصة وان ذلك التعاون حمل طابع التزويد بقوارب وزوارق مفخخة تعمل عن بعد، الى جانب صناعة الالغام البحرية التي تزيد من معاناة حركة الملاحة بالمنطقة.
يذكر ان اليمن شهد خلال الاسابيع الماضية تدفقا لحركة المجاهدين العرب والاجانب والصومال، عبر سواحله قدمين من القرن الافريقي نسقت لهم حركة الشباب في الصومال، للوصول الى مناطق عصابة الحوثي لدعمها قتاليا، خاصة في المناطق المحررة وفي جبهات الداخل كمأرب وتعز والساحل الغربي والبيضاء ولحج واخرى قرب الحدود مع السعودية كصعدة والجوف وحجة.

اخيرا.. عمدت ايران الى ايجاد موطئ قدم لها على ضفتي البحر الأحمر تهدد بها الممرات الدولية في المنطقة، كما تهدد اهم شريان لطريق التجارة والطاقة في العالم "باب المندب"، وتمنحها ورقة ضغط لتساوم بها مقابل الحصول على تنازلات فيما يتعلق بملفها النووي.
من غير الواضح إذا ما كان العالم خاصة الامم المتحدة ودول الاقليمي السعودية وعمان ستنجح في ثني ذراع ايران الحوثية في اليمن، ومنعها في الاستمرار بمهاجمة سفن الملاحة، بعد وقف الحرب في غزة، ستظل علاقة التعاون المشترك بين حركة الشباب الصومالية وحركة الشباب الحوثية مصدر قلق وخطر محدق يهدد المنطقة والاقليم والعالم.. ويحتاج الى موقف دولي موحد لجث ذلك الخطر عن ضفتي البحر الأحمر.