Image

أكبر مؤشر على ان نكبة 2011 كانت مؤامرة .. نشأت كيانات محلية مدعومة من كبرى دول العالم.. والواقع كارثي

لا يكاد يختلف اثنين من اليمنيين على ان البلاد تعيش أسوأ ازمة في تاريخها على مر العصور، نتيجة نكبة فبراير 2011، وما افرزته من نكسة متمثلة بانقلاب عصابة الحوثي الايرانية في سبتمبر 2014، والتي كانت مؤامرة مكتملة الاركان حملت طابعا محليا، مرتكزة على دعم اقليمي ودولي، بتواطؤ الامم المتحدة.

وما يدلل ذلك وفقا لعديد من الشواهد والواقع المعاش على الأرض حاليا، وجود كيانات محلية تتبع دول اقليمية وتحظى بدعم من جهات خارجية متعددة، لم تقم بتقديم شيء للمواطنين على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية، واكتفت بخلق صراعات بينية لاستمرار تدهور الاوضاع في شتى المجالات خلال الفترة الممتدة منذ بداية النكبة في فبراير 2011 وصولا الى ما تعيشه البلاد من واقع مفجع وكارثي حاليا.

كيانات وولاءات 
وبالنظر الى تعدد الكيانات، ونوعية الجهات الداعمة لها من كبرى اقتصاديات العالم والدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري، نجد ان البلاد تواصل الانحدار نحو الهاوية المعيشية والاقتصادية وصولا الى حافة المجاعة وفقا لتقارير دولية ومحلية، ما يجعلها مؤشرا حقيقيا الى ان طبيعة ما يحدث وحدث في البلاد كان مؤامرة جاءت على نظام ومؤسسات الدولة وصولا الى المواطن اليمني البسيط.
وفي محاولة منا التوقف مع ابرز الكيانات التي نشأت عقب اسقاط النظام وتدمير مؤسسات الدولة خاصة العسكرية والامنية خلال السنوات الاولى التي تلت نكبة 2011، وابرزها انقلاب الحوثيين في 2014 وحروبها التي قادتها ضد اليمنيين، وارتباط تلك الكيانات بدول داعمة خارجية، سنجد ان اليمن تحظى بدعم مختلف الدول العظمى اقليميا ودوليا وهي على النحو التالي:

ـ عصابة الحوثي: مجموعة مؤدلجة فكريا تحظى بدعم مباشر من قبل النظام الايراني، عسكريا "بالتدريب والتسلح" واقتصاديا من خلال تجارة المخدرات والممنوعات وتهريب الاسلحة والمتاجرة بالبشر والدعارة. 
كما ترتبط بعلاقات استخباراتية مع الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل، منذ ما قبل نكبة 2011 تحت ذرائع انها جماعة اقلية، وصولا الى التعاون المشتركة معها عقب انقلابها تحت يافتة "محاربة الارهاب" وما يجري في البيضاء وبعض المناطق من مارب وشبوة وجنوب البلاد، خلال دليل على ذلك التعاون.
كما تؤكد المعلومات ان المملكة العربية السعودية، لديها تواصل سري مع العصابة الحوثية بدأت عند دخول اقتحام الجماعات الحوثية الارهابية للمدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء في نهاية العام 2014، حيث عرضت السعودية على الحوثيين ان يتحولون الى دولة عقب احتلالهم لصنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، وذلك من خلال التواصل الغير مباشر عبر جماعة الاخوان التي كانت تفرض سيطرتها على الدولة حينها قاد تلك الوساطة القيادي في صفوف الاصلاح المدعو محمد قحطان، الامر الذي كان سببا في اختطافه وتغييبه حتى اليوم من قبل الحوثيين، حيث رفضت العصابة حينها التحول الى دولة والبقاء على هيئة عصابة ومليشيات مسلحة تخدم الاجندة الايرانية، وخاضعة لقرار وتوجيهات النظام الايراني بشكل مباشر.
وخلال الفترة الاخيرة دخلت في مجال دعم العصابة الايرانية دولا مثل الصين وروسيا نكاية بالولايات المتحدة والغرب، فيما تحظى بتواطؤ كبير من قبل الامم المتحدة ودول اوروبية عدة، وكذا منظمات دولية تعمل في مجالات العمل الانساني والحقوقي والطبي وغيرها.

ـ حزب الاصلاح " ذراع الاخوان  في اليمن": وهي جماعة متلبسة بالدين الاسلامي، تتبع تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي في العالم، وتحظى بدعم كبير من دولة قطر وتركيا، الى جانب دعم تنظيم الاخوان، يتمثل الدعم وفقا للمعلومات بالسلاح المتنوع من تركيا والذي تدفق للجماعة عقب استيلائها على الحكم في ظل حكم الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، كما دعمت تركيا الجماعة اقتصاديا من خلال تدفق شحنات من البضائع التركية للأسواق اليمنية خلال تلك الفترة، كما عمدت قطر خلال العقد الماضي على خلق انشقاق في مكون الشرعية عسكريا من خلال دفع ما يسمى بالجيش الوطن الى التوقف عن القتال الى جانب التحالف بقيادة السعودية والامارات في مواجهة الحوثيين في جبهات صنعاء والجوف ومارب وشبوة وتعز، كما تحظى الجماعة برعاية كبيرة من قطر وتركيا من خلال استضافة انشطة الاصلاح الاعلامية والتجارية والاستثمارية في اراضي البلدين خاصة تركيا.

ـ مكون الشرعية: وهي تظم في جنابتها بقايا احزب اللقاء المشترك وقيادات فاسدة لفظها المؤتمر الشعبي العام، الا ان المكون الابرز في اطار الشرعية هو حزب الاصلاح، قبل ان تنظم اليها كيانات مثل الانتقالي والمقاومة الوطنية وقوات العمالقة، وهي مكونات تحظى بدعم مباشر من السعودية والامارات، وعدد من الدول الاوروبية.

ـ الانتقالي والمعالقة والمقاومة الوطنية: وهي مكونات عسكرية تم انشاؤها من قبل دول اقليمية ودولية، في مقدمتها السعودية والامارات وبريطانيا، وهي تخدم اهداف واجندة تلك الدول في اليمن.

ـ القاعدة وداعش: وهما تنظيمان ارهابيان دوليان يحظيان بدعم سري من جهات استخبارات دولية على راسها امريكا واسرائيل ودول اخرى، كما حظيت مؤخرا بدعم من الحرس الثوري الايراني في ايران، خاصة فيما يتعلق بالجانب التدريب والتسليح لتنفيذ اجندة وعملية ارهابية في مناطق يمنية تخدم مشروع ايران وذراعها في اليمن عصابة الحوثي.

دعم كبير وواقع بائس
وبالنظر الى نوعية الدول التي تدعم تلك الكيانات، نجد انها دول تتصدر المشهد العالمي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لكنها بالنسبة لليمن ودعم تلك الكيانات، يقتصر دورها على ايجاد وخلق بيئة مدمرة تتنازعها التناقضات الفكرية ذات الطبيعة الدينية التي تتناحر فيما بينها منذ عقود طويلة، ما يولد حالة من التنازع والتناحر والقتال فيما بينها.
ووفقا لتقارير عدة، نجد ان الدعم الذي تحظى بها تلك الكيانات من الدول العظمى وذات الاقتصاد الكبير، يقتصر على الدعم بالأسلحة رغم ان البلاد واقعة تحت البند السابع من قبل الامم المتحدة، والذي يمنع تدفق السلاح الى اليمن، الا ان تبادل المصالح بين الداعمين الرئيسين "ايران والولايات المتحدة" يتم تهريب الاسلحة الى تلك المكونات عبر اذرع ايران من جهة وحلفاء امريكا من جهة.
كما يقتصر الدعم المادي على دفع مرتبات قيادات وعناصر تلك الكيانات شهريا، او من خلال تمويل بعض المشاريع المقتصر على عناصر تلك الكيانات دون اليمنيين، مثل انشاء مدن سكنية او مشاريع طاقة ومياه صغيرة، او بعض الطرق، واعادة تاهيل مشاريع تنموية نشأت في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واحتساب تلك المشاريع كمنجزات للدول الداعمة.
ومن سخرية القدر ان تكون كبرى الدول داعمة لكيانات ما بعد النكبة، فيما يعيش المواطن اليمني واقع بائس، يفتقد فيه الى لقمة العيش اليومية، وهو ما تؤكد التقارير الدولية خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والعملة والمعيش، والخدمات الرئيسية خاصة الكهرباء والمياه وما أزمة كهرباء عدن الا خير دليل على ان دعم تلك الدول للكيانات يقتصر على تنفيذ اجندتها وبقية المؤامرة المخطط لها، وليس بهدف دعم الانسان اليمني كما تدعي معظم تلك الدول التي عجزت عن ايجاد حلول تصون دماء اليمنيين وتوفر لهم حياة بسيطة كالتي كانوا يعيشونها قبل النكبة.

التحكم بمصير شعب
ومن خلال تتبع مصادر الدعم والدول الداعمة لكيانات الصراع في اليمن، نجد انها ذاتها التي تواصل الحديث منذ بداية الازمة عن مساعيها ودعمها لجهود الامم المتحدة والوسطاء الاقليمي لحلال السلام في اليمن بما يتوافق مع تطلعات اليمنيين بحياة كريمة ينعمون فيها بالامن والامان وتوفير متطلبات الحياة اليومية لهم، وهو ما لم يتم على مدى 14 عاما من عمر الازمة او النكبة، الامر الذي يؤكد ان تلك الدول تمسك بخيوط المؤامرة وتواصل اللعب بأوراق الضغط كل حسب اهدافه ومصالحه التي يسعى للحصول عليها في اليمن والمنطقة.
وما بين الولايات المتحدة ومن خلالها اسرائيل والاتحاد الاوروبي، وحلفائها بالمنطقة، وبين روسيا والصين ومصالحهم بالمنطقة، والدول الاقليمية والعربية، وبين الامم المتحدة المنظمة الدولية الجامعة للجميع، نجد ان اللعبة ما زالت مستمرة خاصة وانها توسعت ووصلات الى البحر الأحمر حيث سفن التجارة والطاقة التي تجوب العالم عبره، وربط نكبة اليمن بالقضية الفلسطينية التي لم تجد حلولا منذ سبعة عقود، والمستمرة الى ما شاء الله.
وعلى وقع التطورات الجديدة في الاقليم والمنطقة والعالم، يرى المراقبين ان ما يجري في اليمن الناتج عن نكبة 2011، هي فعلا مؤامرة دولية واقليمية كبيرة، بدأت في هدم وتدمير النظام ومؤسساتها، وصولا الى تدمير وسائل حياة الشعب اليمني، مرورا إلى ايجاد كيانات تخدم استمرار المؤامرة التي توسعت من البر الى البحر الى الجو، عسكريا، نتج عنها تدمير للاقتصاد والعملة والمؤسسات الحيوية التي حظي بها اليمنيين منذ سنوات، وخلق واقع يوصف دوليا بأنه أسوأ ازمة انسانية متطورة على مستوى العالم.