Image

رفض واسع في غزة لفكرة ترمب ترحيل الفلسطينيين من أرضهم

أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى ردود فعل حادة.

ووصف القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري دعوة سكان غزة للمغادرة بأنها "طرد من أرضهم". وقال "نعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات".

وقال السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على إكس رداً على إعلان ترمب "لقد فقد عقله تماماً. سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود. إنها مثل مزحة رديئة".

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة "نيوز نيشن" التلفزيونية إن الاقتراح "متهور وغير معقول"، وأضاف أنه قد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".

وأضاف "يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترمب. وكما هو الحال دائماً، عندما يقترح ترمب بنداً سياسياً، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات".

وقال جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية "ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة. وأنا أشك في أن الكثيرين منهم قد يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

رفض واسع في غزة

وأكد فلسطينيون من سكان غزة الثلاثاء رفضهم فكرة ترمب تهجيرهم من القطاع، مشددين على أنهم باقون في أرضهم حتى لو تأخرت عملية إعادة إعمار القطاع المدمر من جراء الحرب.

وقال إيهاب أبو أحمد (30 سنة) من سكان مدينة غزة إنه لن يرحل "حتى لو بقينا في الخيام وفي الشوارع ومن دون إعمار. سنظل متشبثين بالأرض ولن نغادر من هنا كما حدث في عام 1948" عندما هُجر مئات آلاف الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم لدى قيام دولة إسرائيل.

وأضاف متسائلاً "ألم يفهموا أن الشعب الفلسطيني لن يرحل عن أرضه وسيبقى متمسكاً بها رغم حجم التدمير الضخم؟"، لافتاً إلى أن الخيام التي نصبها مئات آلاف النازحين عندما عادوا من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وسائر أنحاء شمال القطاع هي بمثابة "رسالة يقولون فيها إنهم لن يرحلوا حتى لو لم يتم إعمار غزة".

وشدد على أن ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يراهنان على أنه لن يتم إعمار غزة".

وبعد أيام عديدة على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، تمكن مئات آلاف النازحين من مناطق جنوب القطاع ووسطه من العودة إلى مناطقهم المدمرة.

ويقول الإعلام الحكومي التابع لـ "حماس" إن العائدين إلى ديارهم في شمال القطاع يحتاجون إلى 135 ألف خيمة وبيت متنقل (كرفان) لم تكن إسرائيل حتى الإثنين قد سمحت بإدخالها.

وتقول "حماس" إن البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف النار ينص على إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف "كرفان" للقطاع، خلال المرحلة الأولى ومدتها ستة أسابيع.

وإثر عودته إلى البيت الأبيض، اقترح ترمب "تنظيف" غزة ونقل الفلسطينيين إلى أماكن "أكثر أماناً" مثل مصر أو الأردن، ما أثار احتجاجات دولية.

"لتستقبل أميركا سكان غزة"

ورفض حاتم عزام (34 سنة) وهو من سكان حي الجنينة في مخيم رفح جنوبي القطاع مقترح الرئيس الأميركي. وقال "إذا كانت لدى ترمب نوايا طيبة لماذا لا يعلن استعداد بلاده، أميركا الغنية والكبيرة، لاستقبال سكان غزة" في شكل تدريجي.

وأضاف "فلتستقبل أميركا مثلاً مئة ألف فلسطيني موقتاً ثم يعود هؤلاء بعد إعمار منطقتهم (في غزة) ثم يسافر مئة ألف آخرون حتى تعمير منطقتهم".

وتابع مدرس مادة التاريخ في مدرسة أساسية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في رفح "لقد وُلدنا هنا في غزة وسنموت فيها".

واعتبر عزام أن الرئيس الأميركي "يعتقد أن غزة كومة قمامة، لا وألف لا، تصريحاته تعبر عن عنجهية وظلم لشعبنا"، مشيراً إلى أن ترمب "يريد أن يفرض على مصر والأردن استقبال المهاجرين، وكأنها مزرعته. هو واهم، هذه خديعة مثل خديعة تهجير الناس في عام 1948، أوهموهم بأنهم سيعودون بعد الحرب، وكذبوا".

وتابع "يجب أن يفهم ترمب ونتنياهو حقيقة شعب فلسطين وشعب غزة، الشعب متجذر بأرضه، لن نرحل ولن نهاجر تحت أي مسميات وخدع كاذبة".

والتشبث بالأرض مبدأ يتمسك به أيضاً أبو محمد القرعان (63 سنة) الذي يقيم حالياً في خيمة بمدينة غزة. وقال "ليس من حق نتنياهو تهجير سكان غزة (...) هو يريد بقوته تهجير أصحاب الأرض والقضية".

تحديات أمام اتفاق وقف النار

ويواجه اتفاق وقف النار العديد من التحديات. وقال الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم في بيان الثلاثاء إن "الاحتلال يواصل مراوغته في تنفيذ المسار الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحاً، وخصوصاً الخيام والبيوت الجاهزة، والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض".

ودعا البيان الوسيطين المصري والقطري الى "التدخل ومعالجة الخلل".

من جهته، قال مسؤول في وزارة الصحة التابعة لـ "حماس" في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الدفعة الرابعة من الجرحى ومرافقيهم وعددهم 50 مريضاً ومصاباً و50 من مرافقيهم، "لم يتمكنوا من السفر الثلاثاء عبر معبر رفح وفق الآلية الإنسانية الطارئة بسبب عدم وصول الموافقة الإسرائيلية على كشف أسماء المرضى والمصابين".

وأوضح أن لدى وزارة الصحة قائمة بـ"أسماء ستة آلاف مريض جاهزين للسفر فوراً، ويجري إعداد قائمة بـ 12 ألف مصاب ومريض يحتاجون للعلاج العاجل في مشاف بالخارج".

وأعيد فتح معبر رفح استثنائياً السبت الماضي. وبناء على اتفاق وقف النار، من المقرر أن تسمح إسرائيل يومياً بسفر عشرات الغزاويين ممن يعانون حالات إنسانية طارئة.