Image

17 قتيلا ومئات المصابين في معارك الكونغو الديمقراطية

قُتل 17 شخصاً في الأقل وأصيب 367 آخرون في اشتباكات في غوما، المدينة الكبيرة الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي شهدت اشتباكات عنيفة أمس الإثنين، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى معطيات من عدة مستشفيات.

واندلعت معارك عنيفة في غوما بين القوات العسكرية الكونغولية ومقاتلي حركة "أم 23" مدعومين من جنود روانديين دخلوا المدينة، فيما أفادت كيغالي عن مقتل خمسة مدنيين في الأقل على الأراضي الرواندية.

وقالت ميريام فافييه رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إقليم شمال كيفو التي تقدم مساعدة لعدة مستشفيات في المدينة، "تعمل فرقنا الجراحية على مدى الساعة للتعامل مع التدفق الهائل للجرحى، في حين يستمر القتال".

إدانة أميركية

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالاً هاتفياً أمس مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي دان فيه هجوم الميليشيات المتمردة المدعومة من رواندا على غوما، أكبر مدن البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان، "ندد الوزير روبيو بالهجوم على غوما الذي شنته حركة أم 23 المدعومة من رواندا وأكد احترام الولايات المتحدة لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية".

حصار لأيام

ووقع قصف بالمدفعية الثقيلة في وسط المدينة الواقعة على ضفاف نهر كيفو. ومن الصعب تحديد أجزاء المدينة التي سقطت في أيدي حركة "أم 23" والجنود الروانديين، وأيها لا تزال تحت سيطرة كينشاسا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو صباح الإثنين إن "غوما على وشك السقوط"، مندداً بشدة بالهجوم العسكري الذي تتعرض له المدينة.

ودخل مقاتلون من حركة "أم 23" بمؤازرة أكثر من 3500 جندي رواندي بحسب الأمم المتحدة غوما الأحد الماضي، بعد حصار استمر عدة أيام، وفق مصادر أممية وأمنية.

وفي أول رد فعل رسمي كونغولي منذ دخول حركة "أم 23" إلى المدينة، قال المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا على منصة "إكس" الإثنين إن "الحكومة تواصل العمل لتجنب مجزرة وخسائر بشرية".

ومساء الأحد، تحدثت الحركة المتمردة في بيان عن "هذا اليوم المجيد في إطار تحرير مدينة غوما"، موجهة إنذارا إلى الجنود الكونغوليين لتسليم أسلحتهم.

في الأثناء، استيقظت غوما أمس على فوضى إطلاق النار وهروب محتجزين من السجن المحلي. لكن في بعض أحيائها، استقبل عدد من السكان مقاتلي حركة "أم 23" بفرح.

وأفادت إذاعة وتلفزيون رواندا بأن بعض الجنود الكونغوليين عبروا الحدود ووصلوا على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي الرواندية حيث سلموا أسلحتهم، الأمر الذي أكدته مصادر في الأمم المتحدة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الرواندي رونالد رويفانغا أن "أكثر من 120 عنصراً في القوات المسلحة الكونغولية وميليشيات وازاليندو (الموالية لكينشاسا) وصلوا وقمنا بنزع سلاحهم كما فعلنا مع كثيرين غيرهم في الأعوام الماضية".

والأحد، اتهمت كينشاسا رواندا بـ"إعلان الحرب" بعد إرسالها قوات إضافية إلى البلد يتراوح عددها بين 500 وألف عنصر، وفق ما أفادت مصادر أممية، في حين دعت الأمم المتحدة كيغالي إلى سحب وحداتها من المنطقة.

وردت وزارة الخارجية الرواندية ليلا بالقول إنها تحافظ على "وضعية دفاعية دائمة" في ظل المعارك التي تشكل "تهديداً خطراً على أمن رواندا".

وتأسست "أم 23" (حركة 23 مارس) عام 2012 واحتلت غوما لمدة وجيزة قبل أن تُهزم عسكريا في العام التالي.

وأدى تقدم الحركة أخيراً، بالتزامن مع التصعيد الدبلوماسي بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا، إلى دعوة نيروبي إلى عقد قمة بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي خلال اليومين المقبلين، بشأن هذا النزاع القائم منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقالت كينيا الإثنين، إن هذه القمة ستُعقد الأربعاء.

وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلن التوصل إلى ستة اتفاقات لوقف إطلاق النار وهدنة في المنطقة، لكنها سرعان من انتهكت. ووقع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية يوليو (تموز) 2024.