Image

مجلس الشيوخ يُعيِّن معارضًا لوقف بايدين الحرب ضد الحوثي وزيرًا لخارجية أمريكا

أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي الاثنين تعيين السناتور الجمهوري ماركو روبيو وزيرًا للخارجية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، وكان "روبيو" من أول المسؤولين الذي اختارهم ترامب.

وأيّد أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ  "روبيو" عضو قديم في لجنتي العلاقات الخارجية والمخابرات في المجلس.

وتعيين روبيو لوزارة الخارجية، يكشف جزءا من طبيعة السياسة الخارجية لإدارة ترامب حيث يعرف بمواقفه الصارمة تجاه الحوثيين ونقده اللاذع لسياسة بايدن تجاه اليمن، ويتبنى آراء متشددة بشأن إيران، راعي الجماعة الأبرز.

وانتقد "روبيو" بشدة نهج الرئيس بايدن تجاه الحوثيين في اليمن، ووصفه بأنه "خاطئ" وجادل بأنه أضر بالمصالح الأمريكية. حيث يرى أن سياسات بايدن شجّعت الجماعة المدعومة من إيران، مما أدى إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وتداعيات اقتصادية على الولايات المتحدة.

وفي مقال نُشر على موقع ناشيونال ريفيو، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، انتقد إنهاء بايدن دعم العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين. وقال "أن قرار بايدن بشطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية رفع فعليًا القيود المفروضة على وصولهم إلى التمويل والأسلحة والدعم الدولي".

ورأى روبيو - أن هذه التنازلات، التي كانت تهدف إلى تشجيع الحوثيين على التفاوض، أتت بنتائج عكسية. فبدلاً من نزع السلاح، سيطر الحوثيون على مراكز سكانية رئيسية في اليمن، شنوا هجمات على أبو ظبي، واستمروا في إرهاب المدنيين، على حد تعبيره.

وسلط روبيو الضوء على التأثير الكبير لهجمات الحوثيين على الشحن العالمي في البحر الأحمر، الذي يمر عبره 30% من حركة الحاويات العالمية. وأشار إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 235% منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023. وحذر من أن تعطيل سلاسل التوريد العالمية يؤثر بشكل مباشر على المستهلكين الأمريكيين.

وكان السيناتور روبيو صوت في 14 ديسمبر/ كانون أول 2018 ضد إنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، حيث تعرض حينها لبعض الانتقادات التي اعتبرت أن ذلك يتناقض مع كونه" بطل حقوق الإنسان"، كما وصف تقرير لمجلة نيوزويك آنذاك، مع تسبب الصراع في مجاعة واسعة النطاق وتفشي وباء الكوليرا.

ومع فوز ترامب بالرئاسة تصاعدت الآراء التي تطالب باستهداف قيادات الحوثيين في اليمن، حيث بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في منتصف يناير 2024 بشن هجمات في اليمن تستهدف قدرات الحوثيين و ردًا على هجماتهم في البحر الأحمر، لكنها ذات جدوى بعد مرور أكثر من عام.

روبيو ينتقد إدارة بايدن بشان اليمن

وبرز السيناتور "روبيو" من أبرز من انتقدوا عدم موافقة إدارة بايدن على توجيه ضربات ضد قادة الحوثيين وعدم جدوى الضربات الحالية. وقال "إن الإدارة وافقت فقط على توجيه ضربات إلى مستودعات فارغة و"مواقع إطلاق طائرات بدون طيار"، والتي يصفها بأنها أراض فارغة في الأساس.

وأعتبر "رويبو" أن رفض بايدن تسليح الحلفاء الراغبين في محاربة الحوثيين خطأ، ويرى أن هذا الخيار أفضل من نشر السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر في الوقت التي تحتاج واشنطن لتلك السفن في مناطق أخرى.

ودعا في المقال إلى العودة لسياسات إدارة ترامب، التي يعتقد أنها أبقت الحوثيين تحت السيطرة. وتشمل هذه السياسات دعم عمليات مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الحلفاء، وممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.

ومطلع نوفمبر 2024، اشترك السيناتور الجمهوري روبيو مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جاكي روزن في رسالة إلى إدارة بايدن يطلبان منها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. وقالوا إن المنظمة المدعومة من إيران تواصل تصعيد الهجمات في الشرق الأوسط وأن فرض التصنيف على الجماعة المتمركزة في اليمن من شأنه أن يفرض عليها تكاليف باهظة.
ويعد تعيين ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية أن ترامب سيتبع مرة أخرى نهج المواجهة مع إيران في ولايته الثانية. حيث ينتمي "روبيو" إلى المؤسسة الجمهورية التي دفعت منذ فترة طويلة نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه طهران ووكلائها الإقليميين، وفق تحليل موقع المونيتور الأمريكي.