Image

تنصيب ترمب رئيسا ووعد بـ"عصر ذهبي" لأميركا

أعلن دونالد ترمب بعد تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، أنه سيضع حداً لمرحلة "أفول" بلاده، واعداً بـ"عصر ذهبي" بدأ.

وأصبح ترمب البالغ 78 عاماً الرئيس الأميركي الأكبر سناً لدى دخوله البيت الأبيض في ولايته الثانية. وأقسم على نسخة من الكتاب المقدس ورثها من والدته على "حماية الدستور"، في مراسم جرت داخل قبة الكابيتول، الموقع نفسه الذي اجتاحه أنصاره في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 محاولين منع الكونغرس من المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.

وقال ترمب أمس الإثنين خلال خطاب القسم "عصر الولايات المتحدة الذهبي بدأ الآن"، مضيفاً "من اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وستُحترَم في كل أرجاء العالم"، معتبراً أن "مرحلة أفول الولايات المتحدة انتهت". واعتبر أن "الله أنقذه ليعيد لأميركا عظمتها"، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها.

وأكد في الخطاب كل العناوين التي سبق له أن تحدث عنها. فأعلن أنه سيطرد "ملايين المجرمين الأجانب" الذين يقيمون بطريقة غير نظامية في الولايات المتحدة، قائلا "أولاً سأعلن حالة طوارئ وطنية عند حدودنا الجنوبية. سنوقف كل عملية دخول غير قانونية وسنبدأ عملية إعادة ملايين من الأجانب المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها".

وقال، "سأباشر على الفور إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأميركية. بدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء دول أخرى، سنفرض رسوماً جمركية وضرائب على دول أجنبية لإثراء مواطنينا".

وسارع المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس إلى التعليق، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي مستعد "للدفاع عن مصالحه" إذا اقتضت الضرورة.

وقال ترمب في خطابه إن "أزمة التضخم ناجمة عن إنفاقات مفرطة إلى حد بعيد وارتفاع أسعار الطاقة، لذا سوف أعلن عن حالة طوارئ وطنية وسوف نحفر ونحفر يا أحبائي"، مستعيداً شعاراً اعتمده في هذا السياق خلال حملته الانتخابية.

وفي بيان صدر عن البيت الأبيض فور انتهاء أداء اليمين، أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة أن ترمب "سينسحب من اتفاق باريس للمناخ".

ووعد ترامب بـ"زرع العلم الأميركي" فوق كوكب المريخ. وأضاف أن الولايات المتحدة "ستستعيد" قناة بنما، مؤكداً أن الصين سيطرت على هذا الممر المائي الحيوي. وقال "لم نعطها (القناة) للصين بل أعطيانها لبنما. وسنستعيدها". ولم يستبعد ترمب في السابق استخدام القوة ضد بنما. كذلك، أكد أن السياسة الأميركية الرسمية ستعترف فقط "بجنسين ذكور وإناث".

وتقام مراسم التنصيب عادة في الهواء الطلق، لكنها جرت هذه السنة خلافاً للبروتوكول داخل مبنى الكابيتول بسبب موجة البرد التي تجتاح البلاد.

ووصل ترمب مع زوجته ميلانيا إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض لحضور مراسم دينية تشكل الانطلاقة الرسمية لمراسم التنصيب.

ورحب به بايدن الذي كان اتخذ قبل دقائق من مغادرته السلطة قراراً غير مسبوق في تاريخ الممارسة السياسية في الولايات المتحدة. فأصدر "عفواً مسبقا" عن أفراد في عائلته يمكن ان يتعرضوا لملاحقات قضائية بضغط من الجمهوريين.

وكان أصدر عفوا مماثلا عن مجموعة من الشخصيات التي قد تتعرض في رأيه "لملاحقات قضائية غير مبررة"، من بينها مارك ميلي، الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الأميركي المعروف بانتقاده اللاذع لترمب، وأنتوني فاوتشي، المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون كورونا، فضلاً عن برلمانيين شاركوا في التحقيقات بشأن هجوم الكابيتول.

وندّد ترمب بعد انتهاء مراسم التنصيب بهذه القرارات، واصفاً إياها بأنها "قرارات عفو عن أشخاص هم مذنبون جدا جدا في جرائم خطرة جداً".

وحضر المراسم الرؤساء الأميركيون السابقون بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما. كما كان حاضرا رئيس مجموعة "ميتا" مارك زاكربرغ ومؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك المقرّب جدا من ترامب.

وأحيطت المراسم بتدابير أمنية استثنائية بعد تعرض ترمب لمحاولتي اغتيال هذا الصيف، فنصبت سواتر عالية على امتداد 48 كيلومترا وتم نشر 25 ألف شرطي.

بعد خطاب القسم، حضر الرئيس الجديد العرض التقليدي الذي كان يفترض أن يجري على جادة بنسيلفانيا، غير أنه نقل هذه المرة إلى قاعة حفلات، على أن يختتم النهار بحفلات راقصة.

وكان ترمب ألقى بعد خطابه الرسمي، خطاباً آخر مطولاً ومرتجلاً أمام أنصاره الذين كانوا تجمعوا في قاعة أخرى من الكابيتول. وجدد فيه التأكيد أن خسارته في عام 2020 أمام جو بايدن كانت "مزوّرة"، ووعد بالتحرك من أجل أنصاره الذين حكم عليهم بالسجن بعد اقتحامهم الكابيتول في يناير 2021.

ويحظى ترمب بغالبية ضئيلة في الكونغرس، وبمحكمة عليا باتت يمينية بعد التعيينات التي أجراها في ولايته الأولى، ويسيطر بشكل تام على الحزب الجمهوري، واختار وزراءه ومستشاريه بناء على معيار جوهري هو ولاؤهم له.