جرائم الحوثي المروّعة .. يندى لها جبين الإنسانية فى رداع
تشهد هذه الأيام منطقة قيفة رداع التى تقع في محافظة البيضاء اليمنية العديد من الجرائم و الإنتهاكات المروّعة على أيدي ميليشيا الحوثي، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين وتشريد المئات.
حيث استهدفت ميليشيا الحوثي قرية الحنكة التابعة لقبيلة آل مسعود بالطائرات المسيّرة والدبابات. وأسفر الهجوم عن مقتل 13 مدنيًا، بينهم ثلاث نساء، وإصابة آخرين بجراح خطرة.
ودمرت القذائف منازل آهلة بالسكان ودور عبادة، تاركة وراءها مشهدًا يتشابه مع ما يحدث فى غزة .
وفى هذا الصدد كان لنا الحوار مع
الشيخ ناصر علي عبدربه العواضي
نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبيه بمحافظة البيضاء، ورئيس منظمة "قسط" لحقوق الإنسان.
ماذا عن الإعتداء الوحشي من قبل ميليشيا الحوثي ؟
إن الاعتداءات الوحشية التى ترتكبها ميليشيا الحوثي على محافظة البيضاء فى رداع فى حنكة آل مسعود تخالف كافة القواعد الإنسانية .
فى البداية نترحم على الشهداء الذين سقطوا فى معركة الدفاع عن النفس والعرض والوطن والدين وليس بخافى على العالم أجمع ما تمارسه هذه الميليشيات الإجرامية الباغية والطاغية فى جميع ربوع أبناء الوطن وفى كل بقعة عزيزة وغالية فى اليمن فكل إعتداء من الحوثي على أرضنا العزيزة يؤلمنا .
ما هى الأسباب والدوافع الحقيقية وراء جرائم الحوثي فى محافظة البيضاء ولماذا رداع بالتحديد ؟
اليوم وسابقا نجد تركيز الحوثي الشديد على منطقة البيضاء وعلى رداع خصوصا وذلك لعدة أسباب
السبب الأول أن منطقة رداع فى محافظة البيضاء هى خط الدفاع الاول للحوثي ولذلك نجده يستميت عليها بهدف إخضاعها وقتل ابناءها الإعتداء على أعراضها .
فالحوثى يشعر إذا تم تحرير منطقة البيضاء ورداع بأن خطوط الدفاع الأولية قد انتهت وانها أصبحت فى حكم المستردة وبالتالي سيتم استرداد صنعاء هى الأخرى.
هل هناك مؤيدين للحوثي فى محافظة البيضاء ؟
منطقة رداع ومحافظة البيضاء لا يوجد بها حافظة للحوثي ولا توجد ظروف مناسبة لبقائه
فطبيعة الأرض وطبيعة القبائل هناك رافضين التبعية الحوثية الإيرانية. فالقبائل ترفض هذا التدخل الإيراني باليمن ولا يخضعون لممارسة الإخضاع والاستبداد والطغيان ، فشعب البيضاء شعب حر فهم أبطال.
ما هى حجة الملشيات للحرب فى رداع ؟
اليوم الحوثي يحاربنا بحجة أنه يحارب داعش ويحارب الإرهاب وهذه مجرد شماعات مثل ادعاءاته أنه يقوم بضرب الكيان الإسرائيلي بصواريخ بالستية ولم يقتل جندىًا إسرائيليًا واحدًا.
ولكن ذريعة لبقائه لاحتلال الأرض اليمنية ولبقائه لممارسة عمليات القرصنة فى البحر الأحمر
فى المناطق الاستراتيجية والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية والتحكم فى المضائق البحرية .
كل هذه مسرحيات فالحوثى عبارة عن جندى ولعبة رخيصة بيد الأدوات الخارجية وبيد الذين يجلسون على طاولة الموائد الدبلوماسية القذرة التى تستبيح دماء الشعوب الحرة والتى تعمل على اخضاع كافة المناطق العربية للهيمنة عليها .
كلمنا عن جرائم الحوثي الوحشية فى حق الآهالي العزل .
اليوم نجد الحوثي يمارس هذا الطغيان ويمارس أبشع أنواع الجرائم التى يندى لها جبين الإنسانية من هدم البيوت على ساكنيها وقتل الأطفال والنساء واستهداف دور العبادة
الحوثي تخطى القانون الإنساني الدولي الذي يتغنى به الغرب والذى وضع لمثل هذه الظروف الاستثنائية فالحوثي تخطاها بكل جدارة ولا يعتريه اى إنسانية ولا للأعراف القبيلية ولا المحلية ولا الوطنية، ويعد مجرم حرب يجب ملاحقته فى جميع المحافل الدولية .
لماذا يتمادى الحوثي فى إرتكاب جرائمه الوحشية ؟
كل الجرائم اللانسانية وهذه الانتهاكات التى يمارسها الحوثي إنما تدل على إن هذه المليشيات ما زالت أدوات و جنود مرتزقة ترتكب كل الممارسات اللاعقلانية والممارسات الاجرامية بدم بارد
لأن الحوثي لا يرى هناك خصم قوي ولا يرى هناك له رادع من الدول مع الأسف .
ما تفسيرك لتشابه جرائم الحوثي وجرائم الاحتلال الإسرائيلي؟
ولو نظرنا لما يحدث الآن فى غزة وما يمارس فى حق حنكة آل مسعود فى رداع هو نفس السيناريو، يوجد هناك فرق وحيد بأن الإنتهاكات التى يمارسها العدو الصهيوني فى حق أطفال وابناء غزة تحظى على تعاطف العالم العربي والغربي معها ونجد الجميع يندد بالجرائم ويتعاطف مع آهالي غزة ضد إسرائيل ولكن فى اليمن مع أنها نفس النسخة الإجرامية الوحشية من قذف منازل الأبرياء وتقتيل الأطفال والنساء فى حنكة آل مسعود وفى رداع لا يجد مع الأسف أى تعاطفا من أحد ويرجع هذا إلى عدة مبررات صنعها الحوثي ولفشل الشرعية والجهات المؤيدة للمشروع الإيراني التى لن تستطيع أن تعرى وتظهر المشاهد الإجرامية للميليشيات أمام جميع العالم .
هل هناك تقصير من المجتمع الدولي ؟
لم نجد موقفا دوليا عادلا ولذلك نحن لا نعول على القوى الخارجية ولا نعول على المجتمع العربي الصامت الذى مازال صمته مخزى تجاه ما يحدث ، باستثناء بعض التنديدات التى ندد بها السفير الامريكى ولكنها لن توقف الحوثي عند حده ولا يوجد موقف قوى ومحدد من مجلس الأمن لما يمارسه الحوثي بمنطقة رداع وهذا ليس من اليوم ولكن منذ بداية إنقلاب ميليشيات الحوثي .
لماذا نجد الحوثي كل تركيزه على هذه المنطقة ؟
رداع والبيضاء تعتبر البوابة الأولى لتحرير اليمن ونحن لا نجهل المناطق الأخرى ولكن لا بد أن نركز على الأولويات وترتيب الأهميات بأن الباب الذى سيفتح ويحرر الجمهورية اليمنية هو من البيضاء لأنها تطل على عدة محافظات فأول محافظة يمكن تحريرها بعد البيضاء هى محافظة ذمار وستصبح صنعاء بدون تغطية بدون خط دفاع وسيسهل دخول صنعاء وسيكون الحوثي مكشوفًا والحاضنة الحوثية سوف تنتهى هنا وهناك .
ما هى التحديات التى تواجه المجتمع اليمنى فى حربه ضد الحوثي ؟
تحديات كثيرة تواجهنا فى المقاومة الشعبية بل وتواجه أيضا مجلس القيادة الرئاسي والشرعية بشكل عام. هناك ملفات فساد وتباين فى الأراء فكانت فى السابق شبه انقسامات ودعوات للانفصال وكانت هناك أمور حالت دون مواجهتنا للحوثي بشكل كبير .
أيضا السياسة الدولية والإقليمية والهدنة التى تدخل فيها التحالف بهدف وقف إطلاق النار . هذا سمح للحوثي بأن يتمدد وأن يحكم قبضته وأن يرتكب كافة الجرائم . بالإضافة إلى تراجع العمليات العسكرية من قبل التحالف العربي. كل هذه التحديات والظروف ساعدت الحوثي على تمدده واستمراريته .
رأيكم فى الأحداث الأخيرة فى سوريا ولبنان ؟
نحن تفاءلنا خيرًا بتحرير الشام وقطع أذرع إيران فى سوريا ولبنان. فهذا الحدث كان خطوة مهمة بالنسبة لنا و كنا هنا باليمن ننتظر بأن تكون هناك وقفة دولية ضد هذا الكيان الخطير ،لكن للأسف نشعر اليوم بأن الحوثي ما زال متمكنًا وما زال له دور للتخريب ولا نعرف هل هناك نية جادة من قبل المجتمع الأمريكى والمجتمع الإقليمي والدولي لإجتثاث هذه البذرة الخبيثة لتخليص الشعب اليمنى منها لأنه كما تعلمون فنحن بمحافظة البيضاء نواجه ترسانة عسكرية كبيرة .
هل المقاومة الشعبية ستستمر فى مواجهة الحوثي رغم الإحباطات ؟
نعم سنستمر فى النضال هذا أكيد ولا نرضى بالخضوع والذل ولن نرضى باستبداد الحوثي وطغيانه ولكن الفترة قد تطول والنتائج غير مضمونة إذا لم يكن هناك تحرك فعلي وتحرك دولى من أشقاءنا العرب سواء فى مجلس التعاون الخليجي أو فى مصر التى تعتبر مركزًا الزعامة الحقيقية للعرب. فمصر التى كانت حاضرة فى جميع الأزمات والمنعطفات التاريخية التى كان يمر بها اليمن منذ فجر السادس والعشرين من سبتمبر وما زال اليمنيون يتذكرون تلك المواقف الخالدة التى أظهرها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى كسر فلول الإماميين وفى دحرهم
هذه الأدوار يجب أن تعاد وآن للعرب أن يلتفوا حول هذا القطر الذى ينزف دما. نعول على إخواننا العرب أن يعيدوا التاريخ عندما كان هناك عزيمة وإصرار من إخوانا بجمهورية مصر العربية فقد تمكن أجدادنا من من الهيمنة على أرضنا وكيف تم تثبيت دعائم الجمهورية اليمنية. عندما وجدت الإرادة وعندما وجدت المصداقية .
كلمة تحب أن توجهها لشعوب العالم
اليوم نناشد أحرار العالم بأن يقفوا وأن يهبوا فاليوم العالم أصبح قرية صغيرة وجميع الأحداث تؤثر على بعضها البعض.
اليوم الحوثي يتحكم فى أهم المضائق البحرية ويستغل موقع اليمن الإستراتيجى والجغرافي
ويسىء للعروبة فهو لا يهمه العرب ولا ينتمى لهم ولا تهمه مصلحة العرب ولا تهمه القضايا العربية الإسلامية فهذه مجرد شماعات. كل الشعارات التى يصدرها الحوثي شعارات براقة كاذبة لم تعد الآن تدخل على السذج ولكن مجبر أخاك لا بطل .
الآن الحوثي يستغل البسطاء والمساكين الذين تحت قبضته ويحكمهم بالحديد والنار
ولا يمتلك الناس شيئًا يقاومون به هذا الطغيان الذى فرضته القوى الكبري على الشعوب الجريحة .
هل مازال هناك إمدادات تصل إلى الحوثي أم انقطعت ؟
ما كان يحدث بسوريا بالأمس من دعم للعلويين وبشار الأسد فى اخضاع الشارع وسيطرته عليه 50 سنة ، هذا ما يمارس الآن باليمن بسبب دعم الأقليات الحوثية الإجرامية بهدف السيطرة على شعب اليمن وهذه الظروف والمعطيات تعطى لنا مؤشر أنه ما زالت المؤامرة على اليمن والمنطقة العربية بشكل عام وللأسف الموقف يحتاج لاتخاذ قرار حقيقي بهدف الحسم العسكرى . وما يحدث فى رداع من انتهاكات للقانون الإنساني اذا لم يتم قطع رأس الأفعى فى تلك الظروف فماذا ينتظر المجتمع الدولى بعد؟
فالحوثي يمتلك ترسانة عسكرية وما زال يحصل على إمدادات من أجل التخريب وصنع الفوضى ليس فى اليمن فحسب بل أمتد على المنطقة بشكل عام إذا تم التقاعس والتهاون سيطال الأذى كافة المنطقة العربية وفى نهاية الحوار ندعو الله بالنصر لجميع الأحرار والثوار والنصر لكل العرب.
وقد جاء الهجوم على رداع بعد حصار خانق فرضته الميليشيا على القرية استمر أسبوعاً كاملاً. خلال هذا الحصار، منعت الميليشيا دخول المواد الغذائية، ولم تسمح بإسعاف المصابين، مما زاد من معاناة السكان العُزّل. وأدى ذلك إلى نزوح جماعي للعائلات خوفًا على حياتها، بينما باتت القرية شبه خالية من سكّانها.
و بررت المليشيات الحوثية ، هذه الأعمال الوحشية باتهام سكّان القرية بالانتماء لتنظيمات إرهابية، وهو اتهام اعتادت الميليشيا استخدامه لتبرير اعتداءاتها على المدنيين.