31 قتيلا بغزة خلال 24 ساعة ومسؤول إسرائيلي: العائق أمام إطلاق الرهائن
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، اليوم الثلاثاء، أن 31 فلسطينياً قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأن حصيلة القتلى الإجمالية ارتفعت إلى 45885 قتيلاً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة قبل 16 شهراً.
إطلاق الرهائن
على صعيد آخر، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل ملتزمة تماماً بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن من غزة لكن "حماس" تعرقل إبرام مثل هذا الاتفاق. وقال المدير العام لوزارة الخارجية عدن بار تال في مؤتمر صحافي "حماس هي العقبة الوحيدة أمام إطلاق الرهائن".
وأمس، رأت إسرائيل أن "حماس" تعرف "تماماً" مكان وجود الرهائن في قطاع غزة، وذلك بعدما قالت إن الحركة لم تقدم أي معلومات في شأن وضع 34 منهم أبدت استعدادها للإفراج عنهم في حال تم التوصل إلى صفقة تبادل.
وجاء عرض "حماس" في وقت واصلت فيه إسرائيل قصف قطاع غزة حيث قُتل 31 شخصاً وفق الدفاع المدني الإثنين.
حاولت كل من قطر ومصر والولايات المتحدة على مدى أشهر التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب التي اندلعت منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة. وعقد كلا الجانبين أخيراً محادثات غير مباشرة في الدوحة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر للصحافيين الإثنين "هم يعرفون تماماً من منهم حي ومن ميت، يعرفون تماماً أين هم الرهائن". أضاف "غزة بقعة صغيرة جداً، (حماس) تعرف بالضبط أين هم".
وفي بيان سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان "حتى الآن، لم تتلق إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من (حماس) في شأن وضع الرهائن الواردة أسماؤهم في القائمة"، في إشارة إلى قائمة قدمها مسؤول من "حماس" عبر الوسطاء وتحتوي على أسماء 34 رهينة أبدت استعدادها للإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار.
المرحلة الأولى
وفي وقت متأخر الأحد، قال مسؤول في "حماس" إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح هؤلاء في مرحلة أولى من اتفاق محتمل.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن المفاوضات الجارية لوسائل الإعلام، إن عملية التبادل الأولى ستشمل كل النساء وكل المرضى وكل الأطفال وكبار السن.
ولكنه قال إن "حماس" تحتاج إلى التحقق من حالتهم وإن الموافقة تشمل 34 أسيراً "سواء كانوا أحياء أو موتى".
وشدد على أن "(حماس) والفصائل تحتاج إلى أسبوع تقريباً من الهدوء وعدم تحليق الطائرات، للتواصل مع المجموعات الآسرة وتحديد الأحياء والأموات".
خلال الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من أكتوبر 2023، خُطف 251 شخصاً لا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.
"اتفاق شامل"
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإسرائيليين إلى "اتفاق شامل" لضمان إطلاق سراح الرهائن.
وقال في بيان "نعلم أن أكثر من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة ويحتاجون إلى إعادة تأهيل فورية، بينما يجب إعادة أولئك الذين قتلوا لترتيب مراسم دفن لائقة" لهم.
وأضاف البيان "ليس لدينا مزيد من الوقت لنضيعه، يجب إبرام اتفاق وقف إطلاق نار من أجل الرهائن، الآن".
من جانبه، قال يوتام كوهين شقيق الرهينة نيمرود كوهين "إذا كانت "حماس" تطالب بإنهاء الحرب، كما تفعل منذ البداية، إذاً يجب إنهاء الحرب لإعادة الرهائن".
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أتاحت هدنة استمرت لأسبوع الإفراج عن 105 رهائن، بينهم 80 إسرائيلياً، مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً في سجون إسرائيل.
ولم تقدم كل من إسرائيل وحركة "حماس" تفاصيل دقيقة حول الجولة الأخيرة من المحادثات، لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أكد تلك المعلومات السبت لقريب أحد الرهائن المحتجزين.
خط النهاية
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين عن "ثقته" في التوصل إلى اتفاق، سواء خلال ولاية الرئيس جو بايدن أو بعد أن يخلفه دونالد ترمب في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.
وقال "إن لم نعبر خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين، فأنا واثق من أنه سينجز الأمر في نهاية المطاف، وآمل أن يتم ذلك عاجلاً وليس آجلاً".
وكان الرئيس المنتخب ترمب تعهد بتقديم دعم أقوى لإسرائيل وحذر "حماس" من فتح أبواب "الجحيم" عليها إذا لم تطلق سراح الرهائن قبل توليه منصبه.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية الإثنين إن المفاوضات "تقترب من مفترق طرق، صناع القرار الإسرائيليون متفائلون من إمكانية التوصل إلى اتفاق في غضون الأيام القليلة المقبلة".
وبحسب مواقع إخبارية إسرائيلية فإن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، سينضم إلى الوفد المفاوض في الدوحة.
وعلى رغم استئناف المحادثات، واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة الإثنين. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل "16 مواطناً بينهم عدد من الأطفال" في أنحاء متفرقة من القطاع.
ومن بين القتلى وفقاً للمتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "الطفلان الشقيقان رائد محمد النجار (15 سنة) ومراد محمد النجار (12 سنة) وكانا يلعبان قرب منزلهما".
وأشار بصل إلى مقتل الطبيبة ثبات سليم المتطوعة في مستشفى العودة إثر استهداف منزل يؤوي عشرات النازحين في مخيم النصيرات.
البرد وسوء التغذية
من جانبها، قالت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" إن الطفل يوسف أحمد كلوب (35 يوماً) توفي نتيجة البرد الشديد.
وقالت الوزارة إنه بوفاة كلوب يرتفع إلى ثمانية عدد الأطفال والرضع الذين توفوا خلال الشهر الجاري بسبب البرد وسوء التغذية.
واتهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إسرائيل بإطلاق النار على إحدى قوافله في غزة الأحد، مشيراً إلى أن هذه القافلة "محددة بوضوح". ووصف ذلك بأنه "حدث غير مقبول".
ورداً على طلب تعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى تقارير عن تعرض القافلة لإطلاق نار، لكن من دون تحديد مصدره.
وأضاف "رُوجعت الحادثة، وتم توضيح إجراءات التشغيل، وستُحلل نتائج التحقيق"، مؤكداً أنه يواصل "العمل ضد المنظمات الإرهابية في قطاع غزة، ويفعل كل ما في وسعه لتخفيف الأذى عن المدنيين غير المتورطين".
إطلاق 3 "مقذوفات" من غزة
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي عن إطلاق ثلاثة "مقذوفات" باتجاه إسرائيل من شمال غزة، من دون وقوع إصابات، مشيراً من جهة ثانية إلى مقتل اثنين من جنوده في معارك بالقطاع.