Image

كيف يكون أداء "وول ستريت" في 2025؟

مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة، دخل الاقتصاد الأميركي مرحلة من الترقب وسط توقعات متباينة بشأن تأثير سياساته على وول ستريت والأسواق العالمية.

ومع أن الأسواق قد شهدت طفرة ملحوظة منذ تعافيها في 2022، فإن العودة إلى سياسات ترامب الاقتصادية أثارت نقاشات عميقة حول مستقبل الاستقرار المالي وفرص النمو.

تظهر التوقعات الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية آراءً متباينة، تراوحت بين التفاؤل بمزيد من المكاسب مدفوعة بسياسات تحفيزية، وبين مخاوف من انعكاسات سلبية قد تتسبب في ركود أو تصحيحات حادة.

تُبرز هذه الانقسامات مدى التعقيد الذي تواجهه الأسواق في ظل السياسات الجديدة التي تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي للسنوات المقبلة.

شهدت وول ستريت ارتفاعاً حاداً منذ وصولها إلى أدنى مستوياتها في 12 أكتوبر 2022، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq 100 بنسبة 70 بالمئة و101 بالمئة على التوالي.

وبحسب تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" اطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فقد  أدى الاقتصاد القوي إلى تبديد أي مخاوف متبقية من احتمال حدوث ركود، وأصبح المستهلكون يقفون على أرض صلبة ، وربما الأهم من ذلك أن أرباح الشركات ترتفع إلى مستويات قياسية. وتشير توقعات وول ستريت إلى أن هناك المزيد من المكاسب، وإن لم تكن بالوتيرة السريعة في 2025.

متوسط ​​السعر المستهدف لمؤشر S&P 500 في نهاية العام 2025 هو 6539، وهو مكسب محتمل بنحو 8 بالمئة من المستويات الحالية للمؤشر.

ومن بين أبرز التوقعات، ما يلي:

  • BCA Research توقع انخفاض بنسبة 26 بالمئة في مؤشر S&P 500 نتيجة ركود اقتصادي وحرب تجارية عالمية يقودها ترامب.
  • Stifel يتوقع تصحيحاً بين 10-15 بالمئة للمؤشر بسبب ارتفاع التقييمات، مما يدفعه لمستويات تتراوح بين 5,000 و5,500 نقطة.
  • Goldman Sachs متفائل بارتفاع المؤشر إلى 6,500 بدعم من نمو أرباح الشركات بنسبة 11 بالمئة واستمرار توسع الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.5 بالمئة.
  • Morgan Stanley يتوقع مكاسب بدعم من خفض أسعار الفائدة ونمو اقتصادي مدعوم بسياسات ترامب التنظيمية.. هدف مؤشر S&P 500  هو 6500.
  • JPMorgan رفع توقعاته للمؤشر إلى 6,500 نتيجة دورة أعمال متوسعة ونمو أرباح الشركات بدعم من سياسات ترامب الاقتصادية.
  • Fundstrat يتوقع مكاسب تصل إلى 16بالمئة في النصف الأول من العام يعقبها تراجع طفيف، مع هدف سنوي عند 6,600 نقطة.
  • Ned Davis Research متفائل بارتفاع المؤشر إلى 6,600 لكن مع زيادة التقلبات بسبب سياسات الفيدرالي والمخاطر السياسية.
  • UBS يحدد هدفاً عند 6,600، مدعوماً بنمو اقتصادي قوي وتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • Bank of America يتوقع ارتفاع المؤشر إلى 6,666 مع نمو أرباح الشركات بنسبة 13بالمئة وزيادة في مبيعات القطاعات الدورية.
  • BMO يستهدف المؤشر 6,700 مدعوماً بتاريخ إيجابي في السنة الثالثة من الأسواق الصاعدة وتوقعات نمو الأرباح بنسبة 6 بالمئة.
  • DataTrek Research يتوقع مكاسب فوق المتوسط مع هدف للمؤشر عند 6,840 نتيجة لاستقرار الاقتصاد الأميركي.

أداء متباين

من جانبه، توقع خبير أسواق المال، محمد سعيد، أن يشهد العام 2025 أداءً متبايناً في أسواق المال العالمية مقارنةً بالنتائج القياسية التي تحققت في العام 2024، مشدداً على أن العام الحالي كان "عاماً استثنائياً" حيث سجلت الأسواق الأميركية مستويات تاريخية غير مسبوقة لأكثر من مرة.

وأضاف:

  • النصف الأول من عام 2025 قد يشهد بداية إيجابية بدعم من عدة عوامل؛ أبرزها تفاؤل الأسواق بتولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية مجدداً في يناير.
  • توجهات ترامب الاقتصادية، خاصة خطته لخفض ضرائب الشركات من 21 إلى 15 بالمئة، ستنعكس إيجاباً على أرباح الشركات وأداء الأسواق المالية.

كما تحدث عن تأثيرات التحسن المحتمل في الأوضاع الجيوسياسية، سواء في الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا، موضحاً أن وصول ترامب إلى السلطة قد يسهم في تهدئة التوترات الدولية، باعتباره شخصية تميل إلى التفاهم والمساومات بدلاً من التصعيد الذي غلب على فترة حكم جو بايدن.

على الجانب الآخر، أشار إلى أن ثمة عدة عوامل قد تؤدي إلى تباطؤ أداء السوق خلال النصف الثاني من العام، أبرزها:

  • أثر التفاؤل المفرط بين المستثمرين، مما يعكس توقعات غير واقعية باستمرار الصعود.
  • أثر التقييمات المرتفعة للأسهم، حيث وصلت إلى مستويات تاريخية قد تدفع المستثمرين إلى عمليات جني أرباح.
  • تباطؤ خفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي بسبب سياسات ترامب التجارية المحتملة التي قد تعزز التضخم.
  • تراجع الإنفاق على التكنولوجيا، والذي قد يؤدي إلى تباطؤ النمو في القطاع مقارنةً بالطفرة الكبيرة التي شهدها في 2024.

واختم خبير أسواق المال حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" بتوقعاته الشخصية، حيث يرى أن الأسواق قد تبدأ العام 2025 بأداء إيجابي، ولكن مع الدخول في النصف الثاني من العام، من المتوقع أن تتراجع وتحقق نتائج "محدودة" أو تتحرك بشكل عرضي على أحسن تقدير، خاصة مع التحديات المرتقبة وارتفاع سقف التوقعات من قبل المتداولين.