مليشيا الحوثي .. المراوغة السياسية من أجل إنقاذ نفسها من الهلاك
منذ بداية الحرب في اليمن عام 2014، تحوّلت مليشيا الحوثي الإرهابية إلى واحدة من أخطر التنظيمات المسلحة في المنطقة.
تعتمد هذه المليشيا على العنف والإرهاب والتهديدات لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
ومع تقدم القوات الحكومية والتحالف العربي في الحرب ضد المليشيا، بدأت مليشيا الحوثيين في اتباع سياسة المراوغة والتسويف من أجل البقاء في السلطة الانقلابية.
من بين الأدوات التي استخدمتها المليشيا الحوثية في محاولة لتحقيق أهدافها ، استخدام ناطقها الرسمي محمد فليتة لنشر البيانات التي تروّج لأفكارها المتطرفة والتهديدات بالعنف. ولكن بعد تصاعد الضغوط على المليشيا وزيادة الخسائر التي تكبدتها في صعدة والحديدة وصنعاء، بدأت المليشيا في استخدام أساليب جديدة لإنقاذ نفسها.
في هذا السياق، بدأت المليشيا الحوثية بتوجيه نداءات مناشدة إلى السعودية ودول الجوار من أجل التدخل ووقف العمليات العسكرية ضدها. ورغم أن المليشيا كانت تهدد بالانتقام والثأر والهجوم على السعودية وحلفائها، إلا أنها الآن تتوسل لهم بالتدخل لإنقاذها من الهزيمة المحتومة.
يشير مراقبون إلى أن هذه الحيلة الحوثية ليست جديدة، بل كانت المليشيا تستخدم نفس الأساليب في السابق عندما كانت تواجه ضغوطًا وهزائم في صعدة فقد كانت المليشيا ترسل وسطاء للتفاوض من أجل وقف الحرب مقابل التزامها ببعض الشروط وبمجرد أن تتوقف الحرب وتشعر المليشيا بأنها تجاوزت المأزق، تعود من جديد لاستئناف العدوان.
وفي ظل التطورات الإقليمية السريعة التي تهدد نفوذ المليشيا الحوثية في اليمن، يبدو أنها بدأت في تبني سياسة المراوغة والتسويف مرة أخرى. ومن الملاحظ أن القيادي الحوثي محمد عبد السلام حسب ما تناولته بعض وسائل الاعلام زار السعودية للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن تهدئة الأوضاع ويقطع الطريق على أي تحركات عسكرية قد تستهدف مواقع استراتيجية للحوثيين.
وبالرغم من محاولات المليشيا الحوثية لاستغلال الظروف والتضحية باليمنيين من أجل البقاء في السلطة، يجب على المجتمع الدولي والأطراف المعنية أن يكونوا على يقظة ويعون خطورة هذه الحيلة الماكرة .
كما يجب على الجميع أن يتحدوا لوقف الدمار الذي يسببه التحالف الحوثي-الإيراني للاقتصاد اليمني والإقليمي، وضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى.