Image

تفضي للموت والإعاقة وبطرق إيرانية .. جرائم التعذيب في معتقلات عصابة الحوثي تفوق "صيدنايا"

أكدت مصادر حقوقية يمنية، أن ما تمارسه عصابة الحوثي الايرانية في اليمن، من عمليات تعذيب في سجونها ومعتقلاتها السرية افظع واشد قسوة مما تتناوله التقارير حول السجون السورية.

وافادت المصادر، ان عصابة الحوثي انتهجت الطريقة الايرانية في تعذيب المختطفين والاسرى والسجناء، المغيبين في سجونها ومعتقلاتها السرية، لافتة الى ان لدى الحوثيين عدد من السجون والمعتقلات التي لا يعرفها احد، وما زالت طي السرية التامة.

واشارت المصادر، الى شهادات عدد من اطلق سراحهم والمفرج عنهم من قبل عصابة الحوثي، حول ما تعرضوا له من تعذيب جسدي ونفسي اثناء اعتقالهم في سجون ومعتقلات العصابة الحوثي، والتي تؤكد جميعها بان ما استخدم من طرق واساليب تعذيب ضدهم تتطابق مع ما تكشفه تقارير دولية حول التعذيب في سجون ايران وحزب الله في لبنان.

أول تحرك أمريكي
ورغم حجم وعدد التقارير الحقوقية التي تحدثت عن فظائع الجرائم التي ترتكبها عصابة الحوثي ضد  المختطفين والمعتقلين والمساجين في غياهب سجونها ومعتقلاتها المعلنة والسرية، لم تلقَ اذان صاغية من قبل المجتمع الدولي لوقفها.
رغم ذلك جاء تحرك واشنطن الأخير ضد العصابة الحوثية بفرض عقوبات على لجنة الاسرى ورئيسها المرتضى، ليشكل بصيص أمل لمزيد من التحركات الدولية ضد عصابة الحوثي في هذا الاطار.
وجاءت العقوبات الامريكية على لجنة "أسرى الحوثيين" ورئيسها عبد القادر المرتضى المتورط مباشرة في تعذيب السجناء، وممارسة أشكال أخرى من المعاملات الوحشية واللاإنسانية والمهينة لهم أو معاقبة المعتقلين في سجون العصابة.
وحسب بيان الخزانة الامريكية،  فإن المرتضى، ومن خلال دوره كرئيس للجنة، متورط مباشرة في تعذيب السجناء، وممارسة أشكال أخرى من المعاملات الوحشية واللاإنسانية والمهينة لهم أو معاقبة المعتقلين في سجون الجماعة، كما يدير المرتضى كيانا شارك أعضاؤه في ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان خلال فترة إدارته لهذا الكيان.

ممارسات فظيعة  
واكدت عقوبات واشنطن ضد الحوثيين، ما كشفته تقارير حقوقية وشهادات من اطلق سراحهم حول الفظائع التي تمارسها عناصر الحوثي ضدهم في سجون العصابة.
وفي هذا الاطار اشار بيان الخزانة الأمريكية إلى أن "لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين تدير السجون الخاصة بالجماعة، وأن أعضاء اللجنة يشاركون شخصياً، بما في ذلك المرتضى، في تعذيب السجناء وارتكاب ممارسات العقاب النفسي والجسدي الممنهج ضدهم، كعمليات الإعدام الوهمية والضرب والصعق بالكهرباء، من بين انتهاكات أخرى، كما يحرمون السجناء من الرعاية الطبية الكافية، ونتيجة لذلك، يعاني بعض السجناء من إعاقات دائمة، فيما توفي بعضهم تحت التعذيب".
وخلال الساعات القليلة الماضية، اقدمت عصابة الحوثي على قتل أحد المعتقلين في سجونها السيئة السمعة شرق تعز، ليرتفع العدد الى اربعة قتلى من الاسرى الذين توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين خلال شهر.
وكان تقرير حكومي وثق 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين خلال السنوات الماضية.

تورط إيران 
واكدت المصادر الحقوقية، تورط ايران بشكل مباشر بما يجري في سجون ومعتقلات عصابة الحوثي، من خلال تدريب عناصر حوثية على طرق ووسائل التعذيب، فضلا عن مشاركة عناصر ايرانية ومن حزب الله فيها.
كما اكدت قيام ايران بتدريب اكثر من ٣٠٠ عنصر حوثي على استخدام طرق ووسائل تعذيب ضد معارضي العصابة للحصول على اعترافات مزيفة، فضلًا عن استخدامها كوسائل ترهيب ضد المعارضين والرافضين للحوثيين وكلائها في اليمن.
واشارت الى ان ما يتم كشفه في سجون سورية حاليا، وسابقا في سجون حزب الله في لبنان، وفي سجون ايران، مشابهة لما يجري في سجون الحوثيين باليمن، بل تفوق ذلك خاصة وان الحوثيين لديهم اساليب اقذر من تلك التي تدربوا عليها في ايران وجنوب لبنان. 

تصفيات بطرق وحشية 
ووفقا لتقارير حقوقية، فإن عصابة الحوثي تستخدم طرقًا وحشية ضد المختطفين والمعتقلين في سجونها تفضي الى الموت او الاعاقة الدائمة سواء اعاقة جسدية او ذهنية.
واكدت التقارير ان تلك الاعمال الوحشية التي تمارسها عصابة الحوثي ضد المختطفين والمعتقلين في سجونها  يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات وسجون العصابة بما في ذلك النساء والأطفال.
ووثَّقت التقارير أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت  تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي.
وتؤكد تلك الإحصاءات العنف الممنهج الذي تمارسه عصابة الحوثي بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها، بمن فيهم النساء المختطفات وعددهن وفقًا للتقارير نحو 1800 امرأة، بينهن ناشطات وإعلاميات، وفنانات وطالبات جامعة ومدارس.

معتقلات من العهد الامامي 
وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر حقوقية، قيام عصابة الحوثي باعادة تفعيل سجون ومعتقلات كانت تستخدم من قبل العهد الامامي، تم اغلاقها في العهد الجمهوري.
واوضحت بان عصابة الحوثي نقلت عدد من المختطفين قسرا الى تلك السجون واخفتهم بعيدا عن انظار المنظمات الدولية كالصليب الاحمر الدولي، ومنها سجون امامية في قاع جهران بمحافظة ذمار جنوب صنعاء، واخرى في جبال محافظتي حجة  وريمة 
ومن الجرائم التي تمارسها عصابة الحوثي ضد المختطفين والمعتقلين وفقًا للمصادر، أنه يتم نقلهم الى مواقع عسكرية تتعرض لقصف جوي، في اطار ارهابهم نفسيا، دون المبالاة بوفاتهم.
ومن السجون ذات السمعة السيئة للحوثيين  التي تفوق سجن صيدنايا في سورية، سجن الامن السياسي في منطقة القاع بالعاصمة صنعاء، وسجن الصالح شرق مدينة تعز، الى جانب معتقلات سرية اخرى في المنازل التي استولت عليها في صنعاء.