بلينكن: "مؤشرات مشجعة" للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته أنقرة اليوم الجمعة، أنّه رأى "مؤشرات مشجّعة" على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان "ناقشنا (الوضع في) غزة، وناقشنا الفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو المزيد من المؤشرات المشجّعة"، وطالب تركيا استخدام نفوذها كي تردّ حركة "حماس" "بالإيجاب" على مقترح لوقف إطلاق النار.
وتابع "تحدثنا عن ضرورة أن تردّ حماس بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار للمساهمة في إنهاء هذا الوضع. ونقدر جداً الدور الذي تقدر تركيا على لعبه من خلال استخدامها صوتها لدى حماس في محاولة لإنجاز ذلك".
عشرات القتلى
ميدانياً، قتلت غارة إسرائيلية ما لا يقل عن 30 فلسطينياً وأصابت 50 آخرين كانوا يستخدمون مكتب بريد في وسط قطاع غزة كمأوى، مما يرفع عدد قتلى الخميس في القطاع إلى أكثر من 60.
وقال مسعفون إن غارة استهدفت منشأة تابعة للبريد في مخيم النصيرات كانت تستخدمها أسر نازحة كمأوى، وألحقت أضراراً منازل مجاورة عدة، وفق وكالة "رويترز".
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق.
والنصيرات هو أحد المخيمات التاريخية الثمانية في قطاع غزة التي كانت في الأصل مخصصة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا من حرب عام 1948 التي رافقت قيام إسرائيل. وهي اليوم جزء من منطقة حضرية مكتظة بالنازحين من جميع أنحاء القطاع.
وفي وقت سابق من الخميس، قُتل 13 فلسطينياً في غارتين جويتين وقال مسعفون في قطاع غزة وحركة "حماس" إنهم كانوا جزءاً من قوة تحمي شاحنات المساعدات الإنسانية، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنهم من مسلحي "حماس" وكانوا يحاولون الاستيلاء على الشحنة.
وقالت مصادر مقربة من "حماس" إن كثيراً من قتلى الغارتين الجويتين على رفح وخان يونس بجنوب غزة لهم صلات بالحركة الفلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الغارتين الجويتين كانتا تستهدفان تقويض تسليم المساعدات الإنسانية بشكل آمن، واتهم أعضاء "حماس" بالتخطيط لمنع وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها في غزة.
وأضاف البيان أن أعضاء "حماس" كانوا يستهدفون الاستيلاء على المساعدات "لدعم استمرار النشاط الإرهابي".
وتكررت حوادث الاستيلاء على شاحنات المساعدات من جانب عصابات مسلحة بعد وقت قصير من دخولها القطاع، مما دفع "حماس" إلى تشكيل قوة مهام لمواجهتها. ووفقاً لمصادر من "حماس" ومسعفين، قتلت القوات التي تقودها "حماس" أكثر من 24 عنصراً من العصابات في الأشهر الماضية.
وتقول "حماس" إن الضربات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 700 من الأفراد المكلفين بتأمين شاحنات المساعدات التي تدخل غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتتهم الحركة إسرائيل بمحاولة حماية أعمال النهب و"خلق حالة فوضى واضطراب لمنع وصول المساعدات إلى سكان غزة".
موجة جديدة من النزوح
وأصدر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أوامر بالإخلاء لسكان أحياء عدة في قلب مدينة غزة، مشيراً إلى تجدد إطلاق صواريخ من هذه المناطق، وذكر أنه سيرد على ذلك.
وورد في بيان الجيش المنشور على منصة "إكس" أنه تحذير مسبق "قبل هجوم". وأُصدر التحذير أيضاً لبعض السكان عن طريق رسائل صوتية ونصية على هواتفهم المحمولة. وأدت أوامر الإخلاء إلى موجة جديدة من النزوح.
هجمات على مدينة غزة ووسط القطاع
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 22 شخصاً قتلوا جراء قصف عمارة سكنية في شارع الجلاء بمدينة غزة ومنزل كان يؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات بوسط القطاع.
وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، حيث ينفذ الجيش عمليات منذ أكتوبر، قال مسؤولو الصحة إن طبيب العظام سعيد جودة قُتل برصاص القوات الإسرائيلية خلال توجهه إلى مستشفى العودة حيث يعالج المرضى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن وفاته رفعت عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 إلى 1057 قتيلاً.
ولم تثمر جهود تبذلها مصر وقطر وتدعمها الولايات المتحدة منذ أشهر عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة الأربعاء على المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة إلى جانب الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.
السعودية تطالب بوقف النار في غزة
وطالبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، مرحبة بوقفه في لبنان ومعبرة عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبدالعزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة في شأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة "الأونروا"، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب "الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان"، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.
وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) 2025، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.
وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وعبر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
وصوت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا "159" صوتاً، وتسعة ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، وتسعة ضده، في حين امتنعت 13 دولة.