النفط يحافظ على مكاسبه و"برنت" فوق 73 دولارا
لم تشهد أسعار النفط تغيراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس، إذ محت توقعات ضعف الطلب وارتفاع جاء أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير داخل الولايات المتحدة أثر جولة إضافية من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد النفط الروسي.وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" خمسة سنتات إلى 73.47 دولار للبرميل، وهبطت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي 11 سنتاً إلى 70.18 دولار، وارتفع العقدان بأكثر من دولار واحد لكل منهما أمس الأربعاء.
وخفضت منظمة "أوبك" أمس توقعاتها لنمو الطلب خلال عام 2025 للشهر الخامس على التوالي، وبأكبر قدر حتى الآن.ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.
وتترقب الأسواق حالياً أية مؤشرات في شأن التحرك الذي سيتبناه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في شأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وارتفعت الأسعار أمس بعد أن اتفق سفراء الاتحاد الأوروبي على الحزمة الـ15 من العقوبات على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا.وقال الكرملين إن التقارير عن احتمال تشديد العقوبات الأميركية على النفط الروسي تكشف عن أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد أن تترك وراءها إرثاً صعباً للعلاقات الأميركية الروسية.
"الطاقة الدولية": عام 2025 سيحظى بإمدادات نفط وفيرة
قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم إن سوق النفط العالمية ستحظى بإمدادات وفيرة خلال عام 2025، حتى بعد تمديد ’أوبك+‘ لخفوض الإنتاج وتكهنات بطلب أعلى قليلاً من المتوقع.
وتشير توقعات الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية إلى استمرار الرياح المعاكسة لـ"أوبك+" التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، والتي تسعى إلى زيادة الإنتاج خلال عام 2025 بعد أعوام من الخفوض.وكان نمو الطلب على النفط أضعف من المتوقع هذا العام ويرجع ذلك جزئياً إلى الصين. وبعد قيادة زيادات في استهلاك النفط لأعوام تُقلص التحديات الاقتصادية والتحول نحو المركبات الكهربائية آفاق نمو النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم.
ومع ذلك، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2025 إلى 1.1 مليون برميل يومياً من 990 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي، وقالت في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن هذا سيحدث "إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الحديثة في الصين".ونقل عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني قوله يوم الإثنين الماضي إن الصين ستتبنى سياسة نقدية "ميسرة بصورة متناسبة" العام المقبل، وهو أول تخفيف لموقفها منذ نحو 14 عاماً، إلى جانب سياسة مالية أكثر جرأة لتحفيز النمو الاقتصادي.
فائض 950 ألف برميل يومياً العام المقبل
ولدعم السوق أرجأت "أوبك+" الأسبوع الماضي بدء زيادة إنتاج النفط لمدة ثلاثة أشهر حتى أبريل (نيسان) 2025، ومددت الفترة حتى يلغى الخفض بالكامل لمدة عام لنهاية 2026، وذلك بسبب ضعف الطلب ونمو الإنتاج من خارج المجموعة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن توقعاتها الحالية تشير إلى فائض يبلغ 950 ألف برميل يومياً العام المقبل، على رغم تمديد "أوبك+" لخفوض الإنتاج. وأضافت أن الفائض قد يرتفع إلى 1.4 مليون برميل إذا مضت المجموعة في زيادة الإنتاج تدريجاً بعد نهاية مارس (آذار) 2025.
وتتباين التوقعات في شأن نمو الطلب عام 2024، ويرجع ذلك جزئياً إلى الاختلافات حول الطلب من الصين ووتيرة التحول العالمي نحو الوقود النظيف. وتعد تقديرات وكالة الطاقة الدولية من الأقل في قطاع النفط.
وخفضت الوكالة في التقرير من توقعاتها لنمو الطلب العالمي عام 2024 إلى 840 ألف برميل يومياً، بانخفاض 80 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر الماضي.
وخفضت "أوبك" صاحبة التقديرات الأعلى أمس من توقعاتها لنمو الطلب للعام الجاري والمقبل، لكنها لا تزال تتوقع نمواً أسرع كثيراً من وكالة الطاقة الدولية.