المعارضة تتقدم بريف حماة وجيش النظام يتصدى لهجوم "قسد في دير الزور"
قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تتصدى، اليوم الثلاثاء، لهجوم شنته قوات تابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.
في هذا الوقت، تستمر الاشتباكات على محاور عدة بريف حماة، حيث تواصل "هيئة تحرير الشام" والفصائل المعارضة التقدم وسط اشتباكات عنيفة وقصف جوي روسي - سوري مكثف.
وقف التصعيد
وأمس، حضت الولايات المتحدة كل الدول على استخدام نفوذها من أجل وقف التصعيد في سوريا، حيث يتواصل تصعيد دام بين القوات الحكومية السورية وفصائل معارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام".
وكانت هذه الفصائل بدأت هجوماً مباغتاً الأربعاء على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في شمال وشمال غربي سوريا وتقدمت بسرعة، وتمكنت من السيطرة عليها، وصولاً إلى حلب، ثاني أكبر مدن سوريا التي خرجت للمرة الأولى بصورة كاملة عن سيطرة النظام منذ بدء النزاع السوري في عام 2011.
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الإثنين أن الهجوم، وهو الأوسع منذ أعوام، هو محاولة "لإعادة رسم خريطة" المنطقة.
في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلاده تحض "كل الدول على استخدام نفوذها" من أجل "الدفع قدماً نحو خفض التصعيد وحماية المدنيين، وفي نهاية المطاف نحو عملية سياسية".
قلق أممي
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، ودعا إلى وقف فوري للقتال، وفق ما نقل عنه الناطق باسمه ستيفان دوجاريك الإثنين.
وأضاف أن "السوريين يعانون هذا الصراع منذ نحو 14 عاماً، وهم يستحقون أفقاً سياسياً يقودهم إلى مستقبل سلمي، وليس إلى مزيد من إراقة الدماء". ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته "جميع الأطراف إلى خفض التصعيد" في سوريا.
ورداً على الهجوم، ينفذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي حلب المجاورة.
وقتل الإثنين في هذه الغارات 15 مدنياً بينهم أطفال، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. في حماة (وسط) التي تسيطر عليها الحكومة، قال المرصد إن هجوماً صاروخياً نفذه المسلحون أسفر عن مقتل ستة مدنيين الإثنين.
وأفاد الجيش السوري في بيان بأن قواته تتحرك "على محاور عدة في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول مزيد من التعزيزات العسكرية".
وأظهرت مقاطع فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية مسلحين يتقدمون باتجاه محافظة حماة في وسط سوريا.
وارتفعت، بحسب المرصد، حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدء الهجوم إلى أكثر من 500، بينهم أكثر من 90 مدنياً.
ودان الاتحاد الأوروبي "الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية ودعم روسيا المستمر للقمع (الذي يمارسه) نظام الأسد"، وفق ما قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد أنور العنوني.
50 ألف نازح
وأعلنت الأمم المتحدة الإثنين أن التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع في شمال غربي سوريا أدى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنه "حتى الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني)، نزح أكثر من 48500 شخص"، مشيراً إلى أن "وضع النزوح لا يزال شديد التقلب، والشركاء يتحققون يومياً من أرقام جديدة".