تطعيمات الإنفلونزا الموسمية.. كل ما يجب معرفته
مع قدوم فصل الشتاء تزداد احتمالية الإصابة بأدوار البرد والإنفلونزا الموسمية ومضاعفاتها. فهل من المجدي أخذ تطعيمات الإنفلونزا في بداية الموسم، وإلى أي درجة يمكن أن تقي هذه اللقاحات من نزلات البرد؟
في هذا الصدد، يوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه على الرغم من أن نسبة فعالية تطعيمات الإنفلونزا ليست 100 في المئة، فإنها أفضل وسيلة للوقاية من الإنفلونزا، وكذلك فإن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا يقلل من احتمالات العدوى والمضاعفات خصوصا الالتهاب الرئوي، والحاجة إلى دخول المستشفيات.
ويقول بدران إن تطعيم الإنفلونزا في أثناء الحمل يساعد في حماية الحوامل من الإنفلونزا سواء خلال فترة الحمل أو بعدها، ويساعد أيضا في حماية أطفالهن من الإنفلونزا في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، وكذلك يقلل التطعيم من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي الحادة المرتبطة بالإنفلونزا لدى الحوامل بنحو النصف، وأيضا يقلل من خطر دخول الحوامل إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا.
وأضاف: "بشكل عام فإن التطعيم ضد الإنفلونزا يقلل من خطر إصابة الأطفال بالإنفلونزا الوخيمة التي تهدد الحياة بنسبة 75 في المئة"، مشيرا إلى أنه خلال موسم الإنفلونزا يقلل التطعيم دخول المستشفى المرتبط بهذا الفيروس بنسبة 41 في المئة، كما يقلل زيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالإنفلونزا إلى النصف بين الأطفال (الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 17 عاما، كما يقلل لقاح الإنفلونزا بشكل كبير من خطر وفاة الأطفال بسبب هذا الفيروس.
ويتابع بدران، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تلقي التطعيم حتى وإن كان إجراءً اعتياديًا فهو قد يحمي الأشخاص من حولك أيضا، بما في ذلك الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون حالات صحية مزمنة، مشيرا إلى أن تطعيم الإنفلونزا مهم جدًا للحفاظ على المناعة بصفة عامة، ولفت إلى أن مرضى حساسية الصدر هم الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا مما يحتم ضرورة الالتزام بعلاج تلك الحساسية خصوصا خلال مواسم انتشار الإنفلونزا.
الدكتور بدران أشار كذلك إلى أن الأولوية في أخذ اللقاح يجب أن تكون للفئات التالية: المسنون فوق 65 عاما - الأطفال أقل من 5 سنوات - مرضى الربو الشعبي - من يعانون نقصا في المناعة - السيدات الحوامل - المدخنون - أصحاب الوزن الزائد والسمنة.
ويشير أن الفئة العمرية الوحيدة المسموح لها بتلقي جرعتين من لقاح الإنفلونزا، هي الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 9 سنوات، بشرط ألا يكون قد تم تطعيمهم من قبل ضد الإنفلونزا، موضحًا أنه في هذه الحالة يجب أن يتم الفصل بين الجرعتين بأربعة أسابيع في الأقل، وبعد ذلك يُطعم الطفل بجرعة واحدة فقط من لقاح الإنفلونزا كل عام، أما الأطفال فوق 9 سنوات فيجب أن يتلقوا جرعة واحدة فقط من لقاح الإنفلونزا، حتى وإن لم يحصلوا مسبقًا على التطعيم.
كما أكد عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية تُستخدم بأمان منذ أكثر من 50 عاما، وأنه لا مانع من التطعيم ضد الكورونا والإنفلونزا، على أن تكون المسافة الزمنية بينهما أسبوعين، موضحا أن التطعيم ضد الإنفلونزا لا يقي من الكورونا، لكنه يمنع حدوث المسار الحاد للمرض.
وأوضح أنه يجب تأجيل التطعيم في حالة الشعور بالإعياء، أو الإصابة بالعدوى المصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويجب تأجيل التطعيم حتى يتم التعافي نهائيًا، وأن الممنوعين من تطعيمات الإنفلونزا هم من تعرضوا للمعاناة من حساسية شديدة للتطعيم في مرة سابقة، ومن يعانون من حساسية مفرطة في تناول البيض، ومن سبق وأصيب بالتهاب في الأعصاب بسبب التطعيم.
وأشار إلى أنه من خلال مراجعة البيانات الصحية لـ 73 ألف مريض، كانوا قد أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، تبين أن احتمال المرور بمسار حاد لمرض كوفيد- 19 ومضاعفاته مثل الجلطات أو السكتات الدماغية أو تسمم الدم، يبقى ضئيلًا في المرضى الذين تم تطعيمهم ضد الإنفلونزا.
وأبرز أيضا أن لقاح الإنفلونزا يحتاج إلى أسبوعين، حتى يوفر الحماية الكاملة ضد المرض، مشيرًا إلى أن لقاح الإنفلونزا يحقن فقط إما في عضلة الفخذ الأمامية أو عضلة الكتف، وأن التطعيم يقدم العديد من الفوائد، خاصةً للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل، وهي: الوقاية من نزلات الإنفلونزا - تقليل حدة أعراض الإنفلونزا عند الإصابة بها - تقليل الحاجة لدخول المستشفيات.