Image

انتفاضة ديسمبر.. وهج الدم والمسار المقدس

سبع سنوات مرت على ذكرى انتفاضة سبتمبر المباركة في وجه العصابة الكهنوتية الإجرامية بصنعاء. لم تكن تلك الانتفاضة إلا وهجا لدم الزعيم الخالد الشهيد علي عبد الله صالح وهو يبذله مسفوكًا على يد العصابة الإجرامية ليصنع لمسيرته النضالية والوطنية عنوانًا بحجم الوطن نفسه.

سبع سنوات وما تزال انتفاضة ديسمبر تقض مضاجع عصابة الإجرام الحوثية التي دمّرت كل شيء وقضت على كل شيء وعاثت فسادًا في الأرض. لكنها وعلى الرغم من ذلك محكومة بالخوف الشديد من هاجس يلاحقها اسمه علي عبد الله صالح.
فلا تكاد تمر مناسبة وطنية إلا وتحسست رأسها خوفًا ورعبًا، لدرجة أن مجرد رفع العلم الوطني أصبح يرعبها ويذكرها بعلي عبد الله صالح. إنها تشعر في قرارة نفسها بأن كل ما تقوم به وتفرضه بقوتها هو إلى زوال، وأن في نفس كل مواطن قبسا من وهج الزعيم الخالد يدفعه لرفضها وعدم القبول بها.

لقد ترك الزعيم في نفوس اليمنيين معادلة صغيرة في كلماتها كبيرة في معناها، وهي أن العلم الذي رفعه خفاقًا في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 لا يمكن إلا أن يكون عنوانا للتعبير عن حالة رفض أبدية تجاه تلك العصابة. فكل يد ترفع ذلك العلم في وجهها عند كل مناسبة إنما هي يد علي عبد الله صالح نفسها التي حاكته منسوجًا من كل شمس ورفعته يومًا ما خفاقًا إلى الأبد.

وأكثر شاهد على ذلك هو الأحداث الأخيرة التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة العصابة الإرهابية في ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وكيف ظهرت حينها خائفة مرعوبة من أن تجد حتى بائعًا متجولًا أو عابر سبيل يرفع العلم فاعتقلت الآلاف وزجت بهم في سجونها وجهزت التهم وحاصرت العزل والقرى وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخرجت بمسلحيها المدججين إلى الشوارع والحواري، كل ذلك لمجرد أن الناس قرروا الاحتفال بثورتهم برفع الأعلام. فخوفها من رفع العلم هو لتلك الدلالة التي يحملها في ذاته ولما له من ارتباط وثيق بتلك اليد التي رفعته لأول مرة في الثاني والعشرين من مايو، وهي الدلالة التي ستحيل الأذهان حتما إلى انتفاضة ديسمبر في العام 2017 والتي قادتها اليد ذاتها مختتمة مسيرتها بالشهادة على محراب الوطن.

كانت انتفاضة ديسمبر بمثابة صفعة قوية في وجه الظلم والطغيان والكهنوت والإمامه، كما كانت في الوقت شهادة على عظمة الشعب اليمني وقدرته على الصمود والثبات في وجه القمع والظلم.
سبع سنوات مرت ولكن لا يزال الشعب اليمني يواصل النضال والصمود في وجه التحديات والصعاب. يناضل من اجل تخليص اليمن من هذه العصابة الحوثية الجاثمة على صدره من نحو عقد من الزمن.

هذه الانتفاضة أظهرت قوة وتصميم الشعب اليمني في مواجهة الحوثيين ورفضهم لسياساتهم التي تسببت في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. كما أظهرت الانتفاضة أن الحوثيين لم يعدوا يمتلكون الدعم الشعبي الذي كانوا يتمتعون به في السابق، وأن الشعب يرفض سياستهم القمعية وجودهم ويعتبرهم عدوا له ولمصالحه.
انتفاضة 2 ديسمبر -التي كشفت ضعف الحوثي، وجعلته عدوا لغالبية الشعب- تعد محطة هامة في تاريخ اليمن، وستظل رمزاً للصمود والثورة ضد الظلم والفساد. وعلى الشعب اليمني أن يستمر في نضاله من أجل تحقيق الحرية والعدالة وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتعزز قيم المواطنة والتعايش السلمي. 
نتذكر الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لليمن ونضاله، ونعد بأن لن ننسى تضحياتهم وسنواصل النضال حتى تحقيق أهدافهم وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

إن ارتقاء الزعيم علي عبدالله صالح شهيدًا في ميدان المعركة يعتبر خسارة كبيرة لليمن وللشعب اليمني، فقد كان له دور كبير في تاريخ اليمن وفي بحث السلام والاستقرار في البلاد. كان زعيماً قوياً وشجاعاً وكان يعمل بجدية لخدمة بلاده وشعبه.

كان استشهاده في ميدان المعركة بمثابة تحقيق لرغبته في الشهادة والتضحية من أجل الوطن. ومن خلال تضحيته في معركة الثاني من ديسمبر، أظهر للجميع مدى تفانيه وإخلاصه لخدمة اليمن والدفاع عنه.

رحيله كان بمثابة صدمة للجميع، ولكن في الوقت نفسه كان من المتوقع أن يستشهد في معركة كهذه، حيث كان دائماً يتحدث عن تضحياته من أجل اليمن والوطن. وقد تحققت تلك التطلعات والأهداف التي كان يسعى إليها من خلال استشهاده في هذه المعركة الوطنية.

سيظل الزعيم علي عبدالله صالح شخصية لا تُنسى في تاريخ اليمن، وستبقى ذكراه حية في قلوب اليمنيين الذين يعتبرونه بطلاً وشهيدًا للوطن.